ما الأسلحة التي يطلبها الثوار لقلب موازين القوى؟

ما الأسلحة التي يطلبها الثوار لقلب موازين القوى؟
منذ بدأ الحديث عن احتمالية عملية عسكرية  مشتركة تضم مجموعة من الدول من بينها تركيا والسعودية وغيرها في سوريا، طفت للسطح إحدى الفرضيات التي تتحدث عن احتمالية تسليح الثوار بسلاح قادر على إحداث فرق في الحالة الراهنة، والمتمثلة بتقدم قوات النظام والميليشيات المرافقة لها في أكثر من محور،  بسبب الدعم الجوي الروسي الغير مسبوق .

قد تكون المطالبة بصواريخ مضادة للطائرات موضوعاً غير مطروح ولا بأي شكل من الأشكال، خصوصاً أن المضادات المحمولة على الكتف لن تحدث فرقاً كبيراً، بسبب سقف الارتفاع الذي تحلق عليه الطائرات الروسية، فتبقى مجموعة من الأسلحة التي زود الثوار بها سابقاً هي الخيار الممكن المطالبة به، والذي يحقق كسر حالة التفوق التي يتسبب بها الدعم الجوي الروسي لقوات النظام (إذا وصلت بأعداد كافية).

وسائط التمويه

 

تختلف طبيعة المعركة في سوريا منذ بداية التدخل الروسي بعاملين مهمين، العامل الأول كثافة وفاعلية وسائل الاستطلاع التي تستخدم لتحديد الأهداف وتوجيه وقيادة النيران، إضافة لكثافة القصف الأكبر بكثير من المعتاد عليه سابقاً من قبل قوات النظام والطائرات الروسية بشكل خاص، وقصر زمن الاستجابة وزمن وصول الدعم الجوي والمدفعي لقوات النظام وميليشاتها.

هذا الأمر تجاهله الثوار بشكل كبير، لكنه يتضح خلال الكثير من التسجيلات المنشورة من قبل وزارة الدفاع الروسية، التي توضح سهولة اكتشاف أرتال الثوار وعرباتهم، وميلهم للتجمع خلال المعارك، ما يسهل استهدافهم بالضربات الجوية والقصف المدفعي، الذي تصححه الطائرات المسيرة .

ما يجعل هناك حاجة ماسة وحقيقية لتغيير أساسي في طريقة عمل وانتشار عناصر الثوار خلال المعارك، وهذا يتطلب الكثير من الجهد والوقت، ما يجعل النقطة الأساسية للتغلب على كثافة وسائل الاستطلاع البصرية لدى النظام والروس تتمثل بتوفير تجهيزات التمويه المختلفة، بداية بمولدات الدخان مختلفة الأنواع، التي تولد الدخان لأطول فترة ممكنة، من قنابل دخانية أومولدات دخان تعتمد على الديزل لتوليد الدخان، فحرمان النظام والروس من وسائل الاستطلاع البصرية سيخفض فاعلية طائراتهم وقصفهم المدفعي بشكل كبير، ويجبرهم على تنفيذ طلعات أكثر ضد مناطق أوسع، ما يزيد الحمل على طائراتهم ويشتت جهدهم العسكري بشكل أكبر ويقلل نتائجه، وخصوصاً إذا لم يستطيعوا تحديد الأهداف على الأرض .

كذلك شباك وأغطية التمويه مهمة جداً وبخاصة المضادة للاستطلاع الحراري،  فهي مصيرية لإخفاء العربات والدبابات، التي تتعرض لاستهداف كبير بحكم سهولة كشفها من الجو،  وعدم اهتمام الثوار بتمويهها، ووجودها مكشوفة على خطوط القتال معظم الأحيان بدون أي اهتمام بإخفائها أوتمويهها ولوبالحد الأدنى .

معظم تجهيزات التمويه سواء مولدات الدخان وشباك وأغطية التمويه لها بدائل محلية ممكنة الاستخدام، سواء برك النفط والإطارات، التي تشتعل خارج المدن والقرى، أوأغطية التمويه المصنعة محلياً من الخيش والبطانيات وعوازل الأسرة العسكرية، والتي يمكن ارتجالها بما توفر من مواد محلياً، وغيرها من وسائل التمويه المرتجلة، لكنها تبقى أحد أهم العوامل الجوهرية في تخفيض قدرة الطائرات الروسية على تقديم دعم لجيش النظام . 

المدفعية الصاروخية بمدى فوق 06 كم (الذراع الطويلة) 

بسبب إدراكها لهشاشة وضع قاعدتها العسكرية في مطار حميميم، تسعى روسيا لتأمين نطاق آمن حول قاعدتها الجوية، بعمق لا يقل عن 40 كم، للتخلص من احتمالية استهداف القاعدة بصواريخ غراد، ذات المدى الأقصى 40 كم، أي أن  أية منظومة مدفعية صاروخية، بمديات تتجاوز 50 إلى 60 كم  قادرة (حتى اللحظة) على استهداف القاعدة الروسية  في حميميم.

 ما يمكن الثوار من تحييد سلاح الجوالروسي الذي يعتبر عماد العمليات كلها، وبدونه ستنهار قوات النظام، وتنسحب من جميع المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً بأسرع مما أخذتها.

إضافة لإمكانية استخدام هذه الصواريخ مع صواريخ غراد لقصف مناطق تجمع قوات النظام وميليشياته، ومناطقهم الآمنة وإزالة حالة الارتياح النسبي التي يشعرون بها في الخطوط الخلفية، وتغيير استراتيجيتهم وتكتيكاتهم، بحيث يصبح لزاماً عليه تحييد مصادر هذه الصواريخ قبل متابعة عملياته، ما يفقده الزخم الحالي ويشتت قواته وجهد الطيران الروسي بشكل كبير، خصوصاً اذا استثمرت هذه الصواريخ بشكل جيد، وبدلت مناطق الإطلاق بشكل دوري وبعد كل رشقة .

 

صواريخ كونكورس ومالوتكا

طبيعة المعركة الحالية تتطلب استخدام صواريخ كونكورس والمالوتكا بشكل أكبر من صواريخ تاو.

فعلى الرغم من فاعليتها، لكن صواريخ التاوفيها مشكلة تتعلق بحجم وبزمن نشر القاعدة وتركيبها وتجهيزها للرمي، وزمن الانسحاب وسهولة تمييز وكشف هذه القاعدة بواسطة طائرات الاستطلاع المسيرة، ما يسهل استهدافها وتدميرها .

في حين تعتبر قاعدة اطلاق صواريخ كونكورس أصغر بكثير في الحجم وسهولة النشر والانسحاب، وإمكانية الاستخدام من الأبنية والأماكن الصعبة ويمكن تمويهها بشكل أفضل، إضافة إلى أن صواريخ "كونكورس – م" لها نفس فاعلية صواريخ تاوتقريباً، فتستطيع خرق حتى 800 ملم في فولاذ التدريع، ما يجعلها قادرة على التأثير على جميع الدبابات الموجودة لدى النظام، بما فيها دبابات T-90  ( من الأجناب والخلف مع احتمالية مقبولة من الأمام ).

أما بالنسبة لصواريخ مالوتكا فإضافة لما ذكر من سهولة النشر والتمويه فهي موجهة سلكياً يدوياً، ولا تتأثر بتجهيزات التشويش المركبة على دبابات T-90،  ويمكن استخدامها لاستهدافها ( بالأخص الأجيال الأحدث منها، القادرة على الخرق بشكل أفضل من الأجيال القديمة)، كذلك يمكن استخدامها ضد العربات المدرعة الأخرى رقيقة التدريع والسيارات والتركسات، وتوفير صواريخ تاووكونكورس للأهداف الأهم .

فعلى الرغم من انخفاض دقة صواريخ مالوتكا، لكنها ماتزال فعالة في الحالة السورية وخاصة بسبب الاستخدام الواسع للعربات منخفضة التدريع والسيارات،  وغيرها من أهداف لا تتطلب عملياً قدرة خرق كبيرة، إضافة لمناعتها ضد أجهزة التشويش الألكتروبصرية مثل "شتورا"، والمنظومة التي أعلن عنها النظام مؤخراً، لذلك فيمكن استخدام توليفة من صواريخ مالوتكا وصواريخ تاوأوكونكورس، حيث تستخدم صواريخ مالوتكا أولاً، بهدف تعطيل عمل وحدة التشويش ليتبعها صاروخ تاوأوكونكورس عند تعطيل عمل وحدة التشويش، أووجود كمية كافية من الدخان والأتربة، بحيث تُحجب إشارة التشويش التي يتسبب بها منبعا الأشعة تحت الحمراء في دبابة T-90.

قناصات مضادة للمواد( استنزاف العدو) 

طبيعة القوات المهاجمة هذه المرة سواء قوات النظام، أوالميليشات المختلفة الموالية له تتأثر جداً بالخسائر البشرية، فوقوع خسائر بشرية كبيرة بينها قادر على التسبب بإيقاف هجماتها، وحتى إجبارها على الانسحاب من المناطق التي تتقدم فيها .

إضافة للدبابات والعربات المدرعة، تستخدم قوات النظام والميليشيات المرافقة لها الكثير من العربات وسيارات الدفع الرباعي المكشوفة، ويبدوأنها بعد فشلها في استخدام الدروع خلال مواجهاتها الأولى ضد الثوار، بسبب وجود كمية معتبرة من الصواريخ المضادة للدبابات اتجهت لتخفيف استخدام الدبابات، واستبدالها بالعربات المدرعة والسيارات والمشاة ( حسب ما يلاحظ من الكثير من الفيديوهات التي نشرت عن معاركها الأخيرة).

 هذه السيارات إضافة للعناصر تتأثر بإطلاقات الأسلحة ذات العيارات 12.7 ملم وما فوق بشدة، ما يجعل القناصات ذات العيار 12.7 ملم، والمعروفة بالقناصات "مضادة للمواد" أساسية خلال صد هجمات النظام، فإضافة لمداها الذي يصل من 1500 إلى 2000 متر، تستطيع هذه القناصات إحداث خسائر كبيرة في السيارات الرباعية التي يستخدمها النظام وفي الأفراد أنفسهم، بحكم دقتها الكبيرة وخصوصاً إذا كانت بيد قناصين مهرة، يتقنون فنون القنص والتخفي والتمويه الجيد ونصب الكمائن،  فاستخدامها بشكل جيد سوف يعني الكثير، ويؤثر بشكل جدي على قدرة القوات المهاجمة، ويعطل تقدمها خصوصاً في القرى والمناطق الريفية، ويستنزفها بشرياً بشكل كبير، وهوأحد نقاط ضعفها بالأخص ضمن الميليشيات المرافقة لقوات النظام .

 فتعتبر أسلحة القنص بأنواعها محورية في المعركة القائمة في سوريا حالياً، بسبب التأثير الشديد لخسائر الأفراد على سير المعارك، واستراتيجيات القوات المهاجمة، خصوصاً بسبب صعوبة تعويض الخسائر البشرية حالياً، حيث يذكر تصنيع الثوار للعديد من نماذج القناصات، ذات العيارات 12,7 ملم و14.5 ملم و23 ملم .

وسائل اتصالات "أمنة" وسلكية ومناظير ليلية 

المعركة الحالية في سوريا تعتمد بشكل غير مسبوق من عمر الحرب على وسائل الاستطلاع، ومن بينها الاستطلاع الراديوي والراداري، حيث  يستخدم الثوار وسائل الاتصالات الراديوية المدنية بدون اهتمام في الكثير من الأحيان، وهي تتعرض للسطع بشكل دائم ولحظي، وتستخدم كمصدر للمعلومات عالي القيمة ضدهم، ما يجعل الحصول على أجهزة إتصالات مشفرة "بمستوى عسكري" أحد الحلول، إضافة لاستخدام الهواتف الميدانية السلكية، للتواصل ضمن المسافات القصيرة وبين خطوط القتال قدر الإمكان، والتي يعتبر التنصت والتشويش عليها أكثر صعوبة وتعقيداً.

إضافة لأهمية وسائل وتجهيزات الرؤية الليلية، التي تفيد في تنفيذ عمليات ليلية ضمن قوات النظام وميليشياته .

الألغام 

تلغيم المناطق قبل الانسحاب منها يجبر النظام على تخفيض زخم عملياته بشكل كبير، وإنفاق وقت وجهد كبيرين على تطهير المناطق، ويصعب حركته ضمنها ويحدها، وبخاصة إذا كانت عمليات التلغيم والتفخيخ مدروسة بعناية، بحيث تمنع النظام من الاستفادة من المناطق التي يتوقع سقوطها بيده، إضافة لاستخدام الألغام في إنشاء خطوط دفاعية سريعة لمنع تقدم النظام عبر محاور وطرق معينة، وإجباره على العبور عبر طرق تضع قواته داخل كمائن الثوار.

 

ليس بينها وسائط دفاع جوي، لكن هذه المجموعة من الأسلحة حصل  الثوار على بعضها سابقاً، وهي تمثل المطلب الأساسي الذي إذا وصل للثوار بأعداد كافية الآن، فسوف تتأثر طبيعة وشكل العمليات في مواجهة النظام بشكل كبير، وفي حال وظفت هذه الأسلحة وأشباهها بشكل مناسب، فسوف يتوقف تقهقر الثوار الحالي، وتنقلب الكرة لهم ضد قوات النظام ومن دار في فلكه.

التعليقات (4)

    محب الشام

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    تحليل عسكري ممتاز والأهم منه سرعة التنفيذ لتسليح المجاهدين وما خير نبينا صلى الله عليه وسلم بين أمرين الا اختار أيسرهما ما لم يكن اثما فان لم يكن ترك التدخل البري المزمع من السعودية وتركيا اثما فالواجب تسليح الثوار تسليحا يكافئ ويقوم مقام هذا التدخل يعني نوعية السلاح وكميته يجب ان تساوي نفقات التدخل ولا تقل عنه اما ان كان ترك التدخل اثما ومفسدة فلا ينبغي العدول عنه الى بدله لأن العدول عن البديل لا يكون الا حينما يتساوى هو والمبدل منه في الجواز ويختلفان في الكلفة واليسر والمشقة

    عامر

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    موضوع جميل وهادف ويجب ايضا العمل على حشد أكبر قدر ممكن للشباب خاصة من هم بالمخيمات والمهاجرين أن يعودوا لبلدهم قبل أن يعضو أصابع الندم على ترك بلدهم وان يعيشو مغردين طوال حياتهم ماذا يقولوا لأولادهم واحفادهم نعم لأبد من رفع وتيرة الدعاية التحفيزية للعودة الشباب لسوريا وحمل السلاح ضد قوى الشر وايضا يشمل ذلك الشباب بالداخل

    Aksil izem

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    تحليل عسكري منطقي يتصف بالحكمة و الموضوعية لكن قبل الاستغراق في اسباب التقدم من قبل النظام و ميليشياته و طرق مواجهة دلك دعوني اقول لكم انكم مهما سلحتم المعارضة فمصير جهودكم الفشل لان تلك المعارضة فاشلة و لا تصلح للقتال حتى لانها مشتتة غير منظمة متدبدبة في قرار الحرب والسلم لها اجندات مختلفة كسرت تقاليد الحرب التي انتجتها البشرية لالاف السنين لا رتب عسكرية لا نظام لا خطط حقيقية وظهر جهلهم بمبادىء العمل العسكري لغرورهم الكبير فهم يدفعون ثمن دلك غاليا و الاهم من دلك انهم قدموا انتصارا للشيعة

    Aksil izem

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    تحليل عسكري منطقي يتصف بالحكمة و الموضوعية لكن قبل الاستغراق في اسباب التقدم من قبل النظام و ميليشياته و طرق مواجهة دلك دعوني اقول لكم انكم مهما سلحتم المعارضة فمصير جهودكم الفشل لان تلك المعارضة فاشلة و لا تصلح للقتال حتى لانها مشتتة غير منظمة متدبدبة في قرار الحرب والسلم لها اجندات مختلفة كسرت تقاليد الحرب التي انتجتها البشرية لالاف السنين لا رتب عسكرية لا نظام لا خطط حقيقية وظهر جهلهم بمبادىء العمل العسكري لغرورهم الكبير فهم يدفعون ثمن دلك غاليا و الاهم من دلك انهم قدموا انتصارا للشيعة
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات