لماذا لا تقاتل السعودية نظام الأسد الأكثر إجراماً من داعش؟
وتسائل الكاتب "عبد الرحمن الراشد" في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" إنه إذا كانت الرياض مستعدة للقتال في سوريا براً لقتال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فلماذا لا تقاتل نظام الأسد الأكثر إجرامًا؟.
وبرر الكاتب عدم قتال السعودية لنظام الأسد الذي "ارتكب أكبر جرائم قتل وتدمير في تاريخ المنطقة"، وفق ماذكر، وقال "إن السعودية ليست دولة مجاورة لسوريا، بل يفصلها عنها العراق والأردن.
وثانياً، لا تستطيع القتال هناك دون تفويض دولي وإلا اعتبر عملاً عدوانياً، وله تبعات خطيرة، مشيراً إلى أن تركيا حالياً ومنذ فترة تقاتل "داعش" داخل العراق وسوريا، لكنها لا تقاتل النظام السوري رغم غضبها منه منذ بداية الأزمة قبل خمس سنوات، ولتركيا أطول حدود مع سوريا، وتملك واحداً من أكبر جيوش العالم، سبعمائة ألف جندي محترف، ويصل إلى مليون فرد مع احتساب الاحتياط، ومع هذا تركيا ملتزمة بالقوانين الدولية، فلا تتدخل عسكرياً.
الأسباب "القانونية" تجبر السعودية على القتال ضمن التحالف الدولي
وبيّن القتال الكاتب سبب قتال السعودية ضمن التحالف الدولي وليس بشكل منفرد، مشدداً على أحد أهم الأسباب هي "قانونية"، ويضيف "على السعودية إما أن تحصل على موافقة من نظام الأسد في سوريا، كما تفعل روسيا اليوم، وهو أمر مستحيل أن تطلبه الرياض ومستبعد أن يوافق عليه النظام، أو تأذن به الأمم المتحدة، كما يحدث حاليًا في اليمن.
قتال "داعش" عمل سياسي لا عسكري
ويضيف الكاتب، القتال براً في سوريا يبدو أنه توجه جديد، كونها المرة الأولى التي يطرح فيها الحديث بمبادرة من الجانب السعودي، وبشكل صريح، مشيراً إلى وجود "إيماءات" عن استعداد السعودية للمشاركة دون تحديد طبيعة المهام.
وختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن مقاتلة "داعش"، عمل سياسي لا عسكري فقط، ستلغي ذريعة الروس والإيرانيين التي جعلوها لهم حجة لتدمير المعارضة السورية الوطنية، التي لا علاقة لها بالجماعات المتطرفة والمقاتلين الأجانب، بل إن إضعاف "داعش" بالقضاء على معظم مقاتليه، سيعزز وضع المقاومة السورية التي طالما استهدفها المتطرفون وقوات نظام الأسد وحلفاؤه.
السعودية "مستميتة للقيام بشيء ما في سوريا"
بموازاة ذلك، اعتبر "أندرياس كريغ" من قسم الدراسات الدفاعية في كلية "كينغ" في لندن بأن السعودية "مستميتة للقيام بشيء ما في سوريا".
وأضاف "كريغ" بحسب وكالة "فرانس برس" أن المعارضة "المعتدلة" تواجه خطر التعرض لهزيمة كبيرة في حال سيطرت قوات النظام على حلب، خصوصاً بعدما تمكنت الميليشيات الداعمة للنظام السوري من السيطرة على بلدات عدة وقطع طريق امداد رئيسياً لمقاتلي المعارضة يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا، بغطاء جوي روسي.
وأردف أنه مع "تعثر" السعودية ودول خليجية أخرى في اليمن، لا يمكن توقع سوى امكانية توسيع عمليات "التدريب والتجهيز" وإرسال قوات خاصة خليجية لمساعدة المعارضة المسلحة في سوريا.
ولفت إلى أن "لدى السعودية وقطر شبكات على الأرض"، ويرى الدوحة حلقة وصل بين الرياض وأنقرة وسط تحسن العلاقات بين البلدين.
التدخل السعودي سيكون محدوداً
بدوره، يشير "مصطفى العاني" من مركز أبحاث الخليج إلى أن "السعوديين يعتقدون أن فرصة التوصل إلى حلّ سلمي للأزمة السورية محدودة جدا"، وأن "الأمور ستحسم ميدانياً في نهاية المطاف".
ويوضح أن "تركيا متحمسة لهذا الخيار (إرسال قوات برية) منذ بدأ الروس حملتهم الجوية ومحاولته إخراج تركيا من المعادلة".
ويؤكد العاني أن السعوديين جادون في نشر قوات "كجزء من التحالف الدولي، خصوصاً في حال مشاركة قوات تركية".
واستدرك بالقول إن "التدخل السعودي سيكون محدوداً، نظراً إلى كون الرياض تقود تحالفاً عربياً مستقلاً يقاتل في اليمن منذ عام تقريباً، وتحرس الحدود الجنوبية للمملكة من هجمات المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران.
يشار أن إيران لم تنتظر طريلاً لترد على احتمال حصول تدخل بري سعودي أو تركي في سوريا، حيث اعتبر قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال "محمد علي جعفري" السبت، أن السعودية "لن تجرؤ" على إرسال قوات الى سوريا، متوعداً بهزيمتها في حال أقدمت على ذلك.
كما حذر وزير خارجية النظام السوري "وليد المعلم" السبت من أي "عدوان" بري في الأراضي السورية، معتبراً أن "أي معتد سيعود بصناديق خشبية" إلى بلاده.
في المقابل، رحب المتحدث باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط الكولونيل باتريك رايدر "بإعلان السعودية بأنها تبحث عن سبل لتعزيز مشاركتها في التحالف" ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي شأن متصل، اتهمت روسيا تركيا بأنها تعد "لتدخل عسكري" في سوريا، اتهامات وصفها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأنها "مضحكة"، متهماً روسيا بدوره "باجتياح" سوريا.
التعليقات (26)