ولايزال عشرات الألوف من السوريين عالقين منذ يوم الجمعة الماضي في شمال سوريا قرب الحدود التركية بعد هربهم من جحيم المعارك والقصف المدفعي والجوي لميليشيات النظام والطائرات الروسية، وهو مافاقم الأزمة الانسانية ورفع عدد النازحين إلى 40 ألف مدني سوري حيث تشن ميلسيشيات النظام هجوماً هو الأكبر من نوعه على ريف حلب الشمالي بإسناد غير مسبوق من الطيران الروسي.
قهر الرجال..
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات تنقل معاناة الأهالي وعجزهم أمام الغارات الروسية التي تستهدفهم.
من بين تلك المشاهد رجل مسن خرج من صلاة الجمعة في حي الصاخور حياً من المجزرة التي استهدفت جامع "الخيرات" الذي كان يصلي فيه، ورأى أمامه أشلاء الأطفال، فردد كلمات مؤثرة أمام عدسة الكاميرا قال فيها: " لك مامنريد معوناتهم .. ولا منريد أموالهم، مامنريد غير سلاح".
كانت تلك المجزرة الثالثة للطيران الروسي في مناطق حلب المحررة، خلال 24 ساعة بعد المجزرتين اللتين شهدهما حي "المشهد والكلاسة".
قهر النساء..
على الطرف الآخر من حلب، التي باتت مفصولة عن ريفها، بثت وكالة شهبا برس شريط فيديو يظهر الآلاف من السكان وبينهم أطفال ونساء وهم يسيرون في الطريق المؤدي إلى بوابة حدودية مقفلة مع تركيا، ويسير النازحون وهم يرددون هتافات "الله أكبر" ويحمل عددٌ كبير منهم الأكياس والحقائب.
ووصفت سيدة نزحت مع ابنها الى الحدود من الريف الشمالي، خلال الشريط، عجزها وقلة حيلتها وحزنها بعد أن فقدت ولدها إثر البراميل المتفجرة، واضطرت للنزوح خوفاً على ولدها المتبقي.
تقول الأم: "طالعنا الطيران .. لو ما الطيران ماطلعنا .. حوشي انهدت بالأرض.. ابني راح .. طيب قلي أيش بدي أساوي؟ اكثر من هيك ما أحسن أسوّي وانا قلت أبرك عند المخيم وأبرك هون ميّة وسنة لبين ما أموت وعندي ابني وحيد ماضل غيرو انهزمت فيه وجيت لهون من خوفي عليه كان عندي تنين، واحد توفى وضل واحد .. البرميل ضربو .. وضل عندي واحد انهزمت فيه .. أضل هون بس مابدي طيران".
إغلاق المعابر
والتقطت وكالة فرانس برس صورا ولقطات بالفيديو لمئات الأشخاص بينهم نساء وأطفال وهم يسيرون، حاملين أمتعة في صرر وأكياس، في حقل زيتون في بلدة أكدة الصغيرة القريبة من الحدود. وفي فيديو بثه ناشطون على الإنترنت يمكن مشاهدة مئات من الأشخاص بينهم الكثير من الأطفال يتجهون إلى مركز حدودي تركي. يحمل بعضهم على الظهر أكياس بلاستيك وآخرون بدا أنهم لا يملكون شيئا.
وصرخ رجل غاضبا "أين أنتم؟ أين أنتم يا مسلمون؟" في إشارة إلى "أصدقاء الشعب السوري". في حين لاتزال الحدود من الجهة التركية مغلقة،حتى اللحظة، رغم الوعود، بفتحها . وقال مراسل وكالة فرانس برس إن "الدخول والخروج عبر المعبر ليس مسموحاً".
وتابع الخطيب المقيم في مارع والذي كان موجوداً الخميس عند معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا أن "الآلاف يبيتون ليلتهم في العراء في المنطقة الفاصلة بين المعبر من الجانب السوري والمعبر من الجانب التركي".
ووصف الخطيب الوضع في الريف الشمالي لوكالة الصحافة الفرنسية، بأنه "بات كارثياً إذ بات المدنيون المقيمون في مدن أعزاز وتل رفعت ومارع والقرى المجاورة لها محاصرين من ثلاث جهات ولم يعد لهم إلا منفذ وحيد (مغلق) باتجاه الأراضي التركية".
التعليقات (1)