كثّف الطيران الروسي خلال الساعات الـ 48 الماضية غاراته الجوية على عدد من الجبهات الملتهبة، ليستهدف ريف حلب الشمالي،صباح اليوم فقط، بأكثر من 90 غارة، يأتي ذلك على ضوء معارك عنيفة تشهدها مناطق عدة من سوريا، بعد زج إيران بمزيد من الميليشيات الشيعية في المعارك، وهو ما انعكس باقترابهم من كسر الحصار عن معسكري "نبل والزهراء".ولاتبدو حتى اللحظة أي "بارقة أمل" من جنيف، فوفد المعارضة الذي بدأ أول جلسة مقررة أمس، ينتظر اليوم الرد على "مطالبة الانسانية". بينما ردّت روسيا وميليشيات الأسد بأكبر هجوم برّي على ريف حلب الشمالي، في محاولةٍ لكسر الحصار عن معسكري "نبل والزهراء" المحاصرين، والمكتظين بالميليشيات الشيعية.
وتوقعّت مصادر أورينت نت في جنيف، أن يُعلن وفد المعارضة السورية إلغاء اجتماعه المقرر مساء اليوم مع دي ميستورا، احتجاجاً على التصعيد الروسي الذي قد يؤدي للانسحاب من جنيف كله. في ظلّ إصرار وفد النظام على فكرةِ أنهُ لم ياتِ للتفاوض، ولا لمناقشة هيئة حكم انتقالي، بل أتى من أجل إجراء "حوار" دون شروط مسبقة، وهو ما كرّرهُ رئيس وفد النظام بشار الجعفري مراراً.
وتحاولُ الأمم المتحدة وأمريكا، أن يُظهرا العجز عن فعل أي شيء إلا توجيه الخطابات التحذيرية للشعب السوري، وهو مافعلهُ وزير خارجية أمريكا، والمبعوث الأممي دي ميستورا، الذي أعلنَ قبيل بداية جنيف بأنه لا يعرفُ من يقصف المدنيين في سوريا!.
السعودية وتركيا، كانتا أكدتا خلال مؤتمر صحفي مشترك من الرياض أول امس بأنهم مع المعارضة السورية في كل خياراتها، بما فيها الانسحاب من جنيف، مؤكدين في الوقت ذاته أن لامكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا، وعلى استمرار الدعم العسكري للثورة.
ميدانياً، عادَ "التاو" بعد انقطاع إلى الجبهات، حيثُ بثَّ ناشطون أشرطةً مصورة من معارك حماه وحلب واللاذقية، تُظهر تدمير عربات ودبابات للنظام، باستخدام صواريخ التاو.
وفي الوقت الذي تنتظرُ فيه المعارضة ردها على المطالب الانسانية، تشهد جبهات اللاذقية وحماه وريف دمشق وحلب وتصعيداً غير مسبوق، لاسيما في ريف حلب الشمالي الذي يواجه أعنف هجمة بريّة للنظام وميليشياته "متعددة الجنسيات". ويقابل ذلك بصمود أسطوري للثوار حتى الآن، رغم قصف الجنوني للطائرات الروسية.
ووجه المفكر السوري "برهان غليون" عبر أورينت نيوز رسالةً للمعارضة بأنهم ليسوا مضطرين لتقديم تنازلات في جلسات ومفاوضات جنيف، فإما أن يكون هناك مفاوضات جدية، أو تنأى المعارضة السورية بنفسها ولاتعمل كشاهد زور". مضيفاً: "إذا أحست المعارضة بعدم جدوى المفاوضات، ليست مضطرة لتقديم التنازلات، فالأفضل أن تعود وتوحّد صفوفها مع الفصائل العسكرية، بدلاً من بيع الأوهام".
اقرأ أيضاً
الميليشيات الشيعية تقترب من فك الحصار عن "نبل والزهراء"
المعارضة تضع جدولاً زمنياً للانسحاب من جنيف.. ومناع يعلّق مشاركة "مجلسه"
برهان غليون لـ أورينت: ثلاث نقاط يجب أن نستغلها في جنيف؟
انتهاء أول جلسة في جنيف.. والمعارضة تنتظر رداً على مطالبها الانسانية
حراك دبلوماسي قطري سعودي تركي تزامناً مع جنيف
حلب تشتعل.. النظام وداعش يحاولان التقدم بإسناد جوي روسي
التعليقات (5)