خفايا مواقف أوباما .. وحكاية "أعطونا النووي وخذوا الأسد"!

خفايا مواقف أوباما  .. وحكاية "أعطونا النووي وخذوا الأسد"!
كان مُفاجئاً، أن يُفاجئ رئيس الهيئة للعليا للمفاوضات رياض حجاب، بما أسماه تراجع واشنطن عن موقفها، بشأن الأزمة السورية. ذلك أن كل شيء، كان واضحاً منذ أوائل 2014. لكن "المعارضات السورية"، مُصابة بأمية سياسية، لا تمنعها من التحليل الخاص فقط. بل حتى من متابعة ما تكشفه الصحافة. أو تفضحه تضارب تصريحات المسؤولين الأمريكيين أنفسهم.

صفقة تحت الطاولة السورية!

كانت "أورينت نت" نقلت عن مصادرها بتاريخ 7/6/2015، تحت عنوان (سيناريو مُضاد للإطاحة بالأسد).  أن معلومات مُتقاطعة، تجمعت لدى عواصم عربية، بأن الاتفاق النووي الذي كان على وشك الإنجاز آنذاك. ما كان ليتم، لولا التفاهمات "الأمريكية – الإيرانية"، بشأن إطلاق يد الأخيرة، لتوسيع نفوذها في المنطقة، على غرار ما حدث بالعراق "تسليم مفتاح باليد". في حين أن سورية، شكلت حجر الأساس، لعقد الصفقات تحت الطاولة، بين واشنطن وطهران. حيث أعطى تسليم بشار الأسد للسلاح الكيماوي  2013، الدفع المطلوب للسير بتلك التفاهمات.   

المصادر رأت وقتها، بأن إعلان أوباما منتصف الشهر الخامس 2015، عن اعتقاده بعدم التوصل إلى حل للأزمة السورية خلال ولايته. إنما يُلخص التزامه غير المُعلن أمام طهران، ليس بعدم إعطاء الضوء الأخضر لإسقاط الأسد، بل بمنع أي مسعى جدي سواء لإسقاطه عسكرياً. أو للمضي بحل سياسي استناداً إلى جنيف1. ولعل الضغوط التي مارسها الوزير كيري على المعارضة قبل أيام. تؤكد ما هو أخطر. لجهة نسف مرجعية جنيف1 بالكامل. ومحاولة إحلال  المبادرة الإيرانية مكانها، "حكومة وحدة وطنية بدلاً من هيئة الحكم الانتقالي، وقبول ترشح الأسد للانتخابات"، أي انتقال إدارة أوباما علناً إلى خندق بوتين - خامنئي. بعد دفن لازمة "لا مكان للأسد في مستقبل سورية"، إثر توقف قصير في محطة "قبول وجوده بأولى مراحل التفاوض على أساس فيينا". والتي حرص الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي على تعديلها، لتصبح مفتوحة المدة تنتهي بانتخابات غامضة. وترتبط بما أسماه الحفاظ، على مؤسسات الدولة. وذلك في تعليقه على ما كشفته "اسوشتيد برس"، حول سيناريو أمريكي، يُبقي على الأسد في منصبه، حتى آذار 2017. أي بعد انتهاء ولاية أوباما بشهرين. 

تغريدة قطرية!

بدا ما حدث، في الكواليس، بين واشنطن وطهران، كما الشمس التي لا يُمكن حجبها بغربال. إذ علق السفير القطري السابق لدى واشنطن ناصر آل خليفة 16/3/2015.عبر حسابه بموقع تويتر (أي محلل سياسي يعي بأن سورية والعراق ودول الخليج أصبحوا جزءاً من صفقة الولايات المتحدة مع إيران. وسيتم التضحية بدول الخليج، إذا لم يدعموا شعب سورية. ثم أضاف بأن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين، ويبدو أن بعض العرب أدمن اللدغ من الغرب كوظيفة، ثمنها ضياع فلسطين والعراق، والآن سورية والخليج).

أعطونا النووي وخذوا الأسد!

في سياق التحليل كذلك، اعتبر "تسفي بارئيل" في صحيفة هآرتس "الإسرائيلية" 22/3/2015. أن إيران حظيت "بتحلاية" إضافية من جانب الولايات المتحدة، على هامش أسبوع حافل، جرت خلاله الجولة السادسة من مفاوضات النووي. حين أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عن اعتقاده في مقابلة مع شبكة "سي بي أس" أنه في نهاية المطاف سوف تكون هناك حاجة للتفاوض مع "الرئيس السوري" بشار الأسد حول الحل السياسي في بلده.

الكاتب سخر في مقاله الذي عنونه (أعطونا النووي وخذوا الأسد)، من محاولة الخارجية الأمريكية، تدارك تداعيات كلام الوزير. لما أوضحت أن كيري قصد بذلك "أنه سيكون هناك ضرورة لإدارة مفاوضات، مع ممثلين من نظام الأسد، وأن الأخير لن يكون شريكاً مُباشراً في هذه النقاشات. إلا أن أقوال كيري بحسب الكاتب. تم تفسيرها كتشجيع لإيران من أجل اتخاذ قرارات حول المسألة النووية.

كما تساءل "بارئيل"، عما إذا كان اقتراح السفير الأمريكي السابق بدمشق روبرت فورد، المنشور بالتزامن مع حديث كيري في مجلة "فورين بوليسي" ، والداعي إلى تنازل واشنطن عن مطلب إقصاء الأسد، كشرط مُسبق للمفاوضات. يُعبر عن رؤية جديدة للإدارة الأمريكية، أو روح جديدة تهب في مجلس الأمن.    

إعادة رسم المنطقة سراً!

بدورها، كشفت "ميدل ايست أون لاين" أواخر الشهر 10/2014، تحت عنوان "واشنطن وإيران تُعيدان رسم المنطقة". عن عقد اجتماع سري بين الطرفين في سلطنة عُمان أواسط آب. توصلا خلاله إلى التنسيق في الملفين السوري والعراقي. وإلى تفاهم يضمن المحافظة، على النظام السوري، في خارطة التوازنات الجديدة بالمنطقة. ومنها التعاون الاستخباراتي بين واشنطن والأسد. وهذا ما أكده النظام السوري،عقب بدء التحالف الدولي، باستهداف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سورية / ايلول. حيث شدد على علمه المُسبق بالتحركات الأميركية. إضافة إلى الاتفاق، على إجراء مُحادثات محدودة، مع الائتلاف الوطني السوري. وتعليق الدعم للجيش السوري الحر. وإنهاء دور نوري المالكي في العراق. تمهيداً للتوقيع على اتفاق شامل، بشأن برنامج إيران النووي، ورفع جميع العقوبات الغربية المفروضة على إيران.

اللافت وفقاً" لميدل أيست"، أن الإشراف على ملف التنسيق مع طهران. تولته مساعدة الرئيس أوباما "فاليري غاريت". وهي نصف يهودية، ومولودة في مدينة شيراز الإيرانية. 

التاريخ لن يغفر .. لكن لمن؟!

هذه أسرار الموقف الأمريكي، التي أثبتت الوقائع صحتها، وما خُفي هو الأعظم. لذا لا يتعدى بيان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية "مايكل راتني"، كونه محاولة نفاق مُبتذلة، للتستر على تهديدات كيري لهيئة المفاوضات، وستر ما هو مفضوح منذ شهور طويلة. بيد أن الأغرب هو مقولة رياض حجاب "بأن التاريخ لن يغفر لأوباما". بينما الأكثر شفافية القول "بأن التاريخ لن يغفر لمعارضات فاشلة ومُنغمسة بالصغائر". إلا إذا أعادت الاعتبار مهما اشتدت الضغوط عليها، ومن أي جهة جاءت دولية أم عربية لمطلب "الشعب يُريد إسقاط الأسد الدُمية". 

التعليقات (3)

    الحقيقة

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    امركا دمرت طالبان وسلمت افغانستان لايران وشيعة ودمرت العراق وحكم البعث وسلمته لايران ودمرت اليمن والجيش اليمني والحكم الوطني وسلمته لايران ودمرت كل قوى اهل السنة في لبنان وسلمته لايران وضغطت على النظام بالمغرب لتشكل حكومة من الاخوان حلفاء ايران واطاحت ابن علي ليحكم الاخوان لتسلل ايران في كل اجزاء االدولة والشعب التونسي هذه سياسة امركا طيلت خمسين عام وليس سياسة اوباما طيلة خمس سنوات

    الحقيقة

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    امركا دمرت طالبان وسلمت افغانستان لايران وشيعة ودمرت العراق وحكم البعث وسلمته لايران ودمرت اليمن والجيش اليمني والحكم الوطني وسلمته لايران ودمرت كل قوى اهل السنة في لبنان وسلمته لايران وضغطت على النظام بالمغرب لتشكل حكومة من الاخوان حلفاء ايران واطاحت ابن علي ليحكم الاخوان لتسلل ايران في كل اجزاء االدولة والشعب التونسي هذه سياسة امركا طيلت خمسين عام وليس سياسة اوباما طيلة خمس سنوات

    RAFAT

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    أن تكون عدوا لامريكا أمر خطير ولكن أن تكون صديقا هو أمر أخطر.
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات