انتهاكات الإدارة الذاتية وتنسيقها مع النظام تدفع بالشباب الكردي للهجرة

أجبرت قرارات الإدارة الذاتية الديمقراطية، التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في مطلع 2014،أجبرت أغلب شباب مناطق سيطرتها شمال محافظة الحسكة،على الفرار إلى دول الجوار وإقليم كردستان العراق وأوربا،حتى لا يمسون حطباً لحرب ليست حربهم، ما جعل حتى الأكراد يجزمون بأن هذه الإدارة لا يمكن أن تصب في صالح قضيتهم في سوريا.

في حديث لأورينت نت، "كاميران.ش"، الهارب من مناطق الإدارة الذاتية حديثاً،قال: "لم يبق لدي أي أمل بأن يكون المستقبل أفضل، لذا قررت الخروج من مناطق الإدارة الذاتية، فبت أشعر أن أحلامنا أصبحت سراب، فحلمنا بدولة تجمع كل الكرد وتمنحنا حقوقنا تلاشت وذهبت أدراج الرياح، فسلطة الأمر الواقع والتي تتكلم باسم الكورد ليست إلا موظف في صفوف نظام الأسد. تلحق الشباب والأطفال والبنات المراهقات اللواتي خدعن بخطابات القومية البراقة، بمعارك يذهب فيها أبناءنا لتحقيق أهداف الأسد بغطاء القومية الكردية، لذلك قررت الهروب واضطررت لدفع 250 دولار لأحد قادة تنظيم وحدات حماية الشعب والذي يعمل كمافيا تهريب مستخدما سلطته وعلاقاته مع قادة التنظيم الأخرين.

وعزت الشابة "بروين محمد"، رحيلها مع أخيها منذ قرابة الشهرين عن مناطق الإدارة الكردية، إنها كانت تلمس أن أصحاب القرار أجانب، قائلةً: "كنت من أشد المدافعين عن حقنا بإقامة دولة، وتحمست كثيرا عند إعلان تشيكل وحدات حماية المرأة، ومع تقدم سيطرة وحدات حماية الشعب على بعض أحياء مدينة القامشلي، عملت معهم في قسم البلديات، وعند اقترابي أكثر من جوهر التنظيم، بدأت أكتشف أمور لا تتناسب وقناعاتي، كل من يعمل في دوائر القرار العليا هم ليسوا من أبناء مدينة القامشلي أو النواحي التابعة لها. جميعهم غرباء حتى أن البعض منهم يحتاج إلى مترجم لنتفاهم معه. لقد خسرت دراستي الجامعية وخسرت الكثير من أصدقائي أثناء عملي معهم. واليوم أنتظر الفرصة لأغادر إلى أوربا ولا أعلم هل ستكون هناك عودة أم لا".

أما فاطمة.ح تشعر بأن المظلومية التي وقعت عليهم ككورد، اصبحت احدى ممارسات عناصر الوحدات ضد المكونات الأخرى وخصوصا العرب. تقول: قام أحد أقاربي المنتسبين لوحدات حماية الشعب بحجز سيارة شحن صغيرة نوع هونداي من أحد الفلاحين بتهمة أنتماء أقاربه للتنظيمات المتطرفة، وأرسال صاحبها للأعتقال وبقيت السيارة تستخدم منه شخصيا لمدة شهرين قبل أرجاعها لصاحبها. تقول لا أعتقد أن هكذا تصرف كان فردياً.

تجدر الإشارة إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) أعلن عن إدارة ذاتية شمال وشرق سورية في الحسكة ومدينتي عفرين وعين عرب في ريف حلب. ويشترك مع نظام الأسد في السيطرة على أجزاء واسعة من محافظة الحسكة، الأمر الذي دفع ناشطين كورد إلى اتهامه بالعمالة للنظام على حساب الحقوق الكردية.