اللاجئون السوريون في عرسال.. بين صقيع الشتاء وحصار "حزب الله"

اللاجئون السوريون في عرسال.. بين صقيع الشتاء وحصار "حزب الله"
يعيش في مخيمات عرسال  حوالي 120 ألف نسمة في ظروف قاسية للسنة الرابعة على التوالي دون مغيث أو مخلّص، على الرغم من الدعوات والنداءات لضمائر العالم والمجتمع الدولي الممثلة بالأمم المتحدة إلاّ أنّ كل ما يصل لهؤلاء المنسيين لا يكفيهم ليحموا أنفسهم وأطفالهم من غضب الطبيعة.

مع كلّ عاصفة ثلجية يشهدها لبنان تتوجه الأنظار إلى أولئك الذين يقطنون في خيم بلاستيكية، في الجرود وأعالي الجبال التي تغطيها الثلوج وتصل فيها درجات الحرارة إلى أدناها.

ففي تلك الخيم البلاستيكية يعيش مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين هربوا من القصف والدمار والبراميل المتفجرة خوفًا على حياتهم وحياة أبنائهم، إلاّ أنّ ما يعيشونه اليوم في تلك الخيم لا يقّل خطرًا على حياتهم مما هربوا منه، فالبرد والثلج والفقر والقلّة هي الاسلحة الجديدة التي تهدّد حياة الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ اللاجئين.

وبسبب البرد القارس في الجرود والعاصفة الثلجية، التي من المتوقع أن تستمر حتى نهاية الشهر الحالي، وقلّة المساعدات جعل بعض العائلات تستخدم "ثيابهم وثياب أطفالهم كمادة لوقد المدفأة خوفًا على حياتهم خلال العاصفة السابقة" وذلك بحسب تصريح أحد أبناء المخيمات  لموقع "الجنوبية" الإخباري.

أمّا المساعدات وتوزيع مادة المازوت على الخيم من قبل الجمعيات فهي لم تطل كل المخيمات بحسب المصدر نفسه، فقد "تم توزيع ١٠٠ دولار على كل صاحب خيمة في 14 مخيم تضمّ حوالي 1400 خيمة من قبل جمعية الوفاء، وهناك بعض الجمعيات قامت بتوزيع مادة المازوت على بعض الخيم وهي لن تكفي لأكثر من شهر. ولكن بحسب الجميعات هي غير قادرة على تغطية الكم الهائل من النازحين السوريين في عرسال بسبب عددهم الضخم وشحّ التمويل في الأمم المتحدة".

وتابع المصدر"كلّ خيمة تحتاج شهرياً ١٠ دولارات فقط أجرة الارض، وكهرباء ما يقارب ٧ دولارات وثمن المياه ١٠ دولارات، والمشكلة انهم لا يمتلكون تلك المبالغ، في حين تقدم الأمم المتحدة ١٣ دولار شهرياً. وإن حاول أي لاجئ البحث عن عمل ودخول الأراضي اللبنانية، أحيانًا كثيرة يتم إلقاء القبض عليه بتهمة الإرهاب، أو يستمر بالبحث عن عمل دون جدوى".

أمّا في المقلب الآخر في مخيم "وادي حميّد" الذي يقع في الجرود، المعاناة فيه مختلفة عن مخيمات عرسال، ففي وادي حميّد المساعدات ممنوعة من الدخول، ووفقاً لما نقله موقع الجنوبية عن مدير مؤسسة "لايف الحقوقية" المحامي "نبيل الحلبي" فإنّ "الجيش اللبناني يمنع دخول المساعدات ويمنع مرور أي شخص من وإلى عرسال من جهة أهالي عرسال الذين يملكون مقالع في الجرود، أو من جهة اللاجئين حتّى النساء والأطفال".

وأكدّ "الحلبي" أنّ المساعدات دخلت إلى مخيم "وادي حميّد" أثناء عملية التبادل التي تمّت بين جبهة النصرة من جهة والدولة اللبنانية من جهة أخرى، ووضع الحلبي هذا التصرف برسم قيادة الجيش ووصف ما يحدث "بالكيدية السياسية والطائفية التي تسيطر على البعض من الضباط والعناصر غير المنضبطين في عرسال".

الجدير بالذكر أن ثمة 15 ألف لاجئ في وادي حميد يواجهون خطر الموت بسبب منع المساعدات من الدخول إلى خيمهم وعدم السماح لهم بالدخول إلى عرسال للحصول عليها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات