قوات مناع "الديمقراطية" تستمر بحصار أهالي ناحية الهول

قوات مناع "الديمقراطية" تستمر بحصار أهالي ناحية الهول
لا تزال قوات الحماية الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً والمسماة زوراً "الديمقراطية" تمنع أهالي ناحية "الهول" التابعة لمحافظة الحسكة من العودة إلى منازلهم التي تم نهب محتوياتها منذ فرض السيطرة عليها من قبل القوات الكردية بعد انسحاب تنظيم الدولة دون معارك تذكر وذلك في بداية شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2015. 

وكان السيد "هيثم المناع" (الرئيس السابق لفرع هيئة التنسيق في المهجر) والرئيس الحالي لما يسمى تيار قمح، قد أعلن  بأن هذه القوات تسيطر على 16% من أراضي سورية، وأنه يتزعمها، وذلك  بعد التوافق الذي جرى بينه وبين صالح مسلم (نائب رئيس هيئة التنسيق سابقاً) في بلدة المالكية الواقعة تحت سيطرة مشتركة للنظام السوري وقوات حزب العمال الكردستاني.

يأتي هذا التوافق على بعد عقد مؤتمر الرياض دون أن يتم توجيه دعوة لصالح مسلم كشخص غير مرغوب فيه علماً أن حسن عبد العظيم تمت دعوته، الأمر الذي دفع بمسلم لعقد ما اسماه "مؤتمر ديريك" في بلدة المالكية في محافظة الحسكة بحضور شخصيات معروفة بتابعيتها للنظام، بالتوافق مع هيثم المناع المنشق عن الهيئة، ليعلن بعدها صالح مسلم أيضاً تجميد عضوية أحزابه في هيئة التنسيق التي يقودها حسن عبد العظيم وأن هيثم المناع هو رئيس المجلس "الديمقراطي" المسؤول عن القوات. 

أما أهالي بلدة "الهول" الذين تم فرض الإقامة الجبرية عليهم في قرية أبو حجيرة الخاتونية ( 5 كم شمال غربي ناحية الهول) خرجوا يوم السبت 16 يناير 2016 بشكل جماعي بعد أن أنهكهم الجوع والحصار والبرد للعودة إلى منازلهم التي تقع على مرمى حجر منهم، أكثر من ألف وخمسمائة نسمة معظمهم من الأطفال والنساء خرجوا رافعين رايات بيضاء باتجاه بلدتهم، لكن القوات الكردية تصدت لهم في منتصف الطريق، وأطلقت عليهم أعيرة نارية بهدف تشتيتهم، وهذا ما حدث بالفعل، ولم يتمكن الأهالي من الوصول إلى منازلهم وعادوا أدراجهم تحت قوة السلاح.

سكان أهالي ناحية الهول جميعهم من العرب، معظمهم من عشيرة الخواتنة، الذين تنسبُ إليهم البحيرة الخاتونية التي تحمل هذا الاسم منذ قرون. وقد بلغ عدد سكانها سنة 2004 نحو 14804 نسمة، وتقدر أعدادهم اليوم وفق متوسط النمو السكاني بنحو 20 ألف نسمة. والشعب في هذه المناطق فقير بل يمكن وصفه بالمعدم، يكفي أن نعلم بأن 12% فقط من مساكنه إسمنتية ، فيما تعتبر مادة الطين هي المادة الأساسية لباقي المنازل، كما أن المساحات الزراعية قليلة جداً، والمنطقة على أعتاب البادية وسيطر عليها التصحر في ظل ندرة المشاريع والآبار في تلك المنطقة، ولعل ما يزيد هموم هذه المنطقة هي ارتفاع  نسبة الأمية بين النساء لتتجاوز 20%، فيما تنخفض عند الذكور لتكون نحو 35%. ويمكن ان نفسر أحد اهم الأسباب في ذلك إلى انعدام الخدمات الأساسية في المناطق والقرى والنواحي في ريف محافظة الحسكة التي يشكل فيها العرب نحو 72%. 

لا تختلف معاناة أهالي الهول من حيث الشكل أو المضمون عن معاناة باقي النواحي والقرى في ريف الحسكة في المناطق التي سيطرت عليها القوات الكردية وفصائل النظام الأخرى، سواء أكانت تلك المناطق محتلة سابقاً من قبل داعش أم لا، فالنتيجة واحدة، جرائم عنصرية تتراوح بين القتل والمجازر الجماعية ( كما حدث في مجزرة ناحية تل براك، وناحية تل تمر، و قرية الأغيبش، وقرية الحاجية، وقرية تل خليل، وقرية المتينية، وغيرها)، أو عبر نهب وحرق القرى والمحاصيل الزراعية  ( كما حدث في ناحية تل حميس ، وجبل عبد العزيز، وريف رأس العين الغربي، ومنطقة جنوب وادي الردّ في ريف القامشلي، وناحية تل أبيض وريفها، وبلدة سلوك) أو الاعتقالات الجماعية، وكلها بهدف التهجير. ومما يؤسف له جميع هذه العمليات والانتهاكات استهدفت المكون العربي ومعظم الذين يقومون بهذه العمليات الأجرامية هم من قوات حزب العمال الكردستاني القادمين من جبال قنديل، وبالنظر لهوية مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون في سورية، يتضح بأن معظمهم اليوم من الجنسيات الغير سورية ( تركية، إيرانية) وفق البيانات الرسمية لهذه القوات.

  

منطقة الجزيرة هي الخزان الغذائي الأول في سورية، وأكبر منتج للقمح والقطن والنفط، والسعي لفرض واقع بقوة السلاح بتغطية دولية يهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي فيها وله عواقب كارثية في حال لم تتنبه القوة الثورية السورية لذلك وتعي التزييف الذي يتم تسويقه إعلامياً حول وجود مناطق كردية في سورية وهذا غير صحيح من الناحية الديموغرافية ولا يصح في أي منطقة من سورية مع شديد حرصنا على حقوق الأكراد السوريين كمكون من مكونات الشعب السوري يتساوون جميعاً بحق المواطنة في ظل دولة تعددية مدنية.

ممارسات قوات الحزب العمال الكردستاني هي تمهيد لتجزئة سورية بتوافق دولي وبتآمر من النظام الذي يسعى لخلق وضع في سورية قد يمهد أيضاً لإيجاد كيان طائفي له على الساحل على جثث من بقي من السوريين الرافضين لهذه المشاريع المشبوهة في الوقت الذي يذبح ابناء سورية من الوريد للوريد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات