من هنا يتضح لنا الخواء الفكري لهذا النظام ممثلاً برأس هرمه، والذي لم يقدم يوما أكثر من الكلام والشعارات التي برر فيها عجزه عسكرياً واقتصادياً، لكنه كان على الدوام يصدع رؤوس السوريين والعرب بشعارات المقاومة والصمود، متهماً العرب بالتخاذل تارة والعمالة تارة اخرى، لنكتشف لاحقاً أنه العميل رقم واحد في المنطقة العربية متفوقاً على الجميع بكونه العميل المزدوج للشرق والغرب.
السكير العقيد "سهيل الحسن" قدس الله سره، قائد جبهات حماة وحلب والحاصل مؤخراً على وسام الشجاعة الروسي وصاحب النظريات المتعددة لم يكن استثناء رغم ظهوره الطاغي على غيره من أركان النظام الأسدي، فمن نظرية "أركان الإيمان الأربعة" حيث تقمص دور رجل الدين التقي الذي جعل أركان الإيمان أربعة أولها الصدق وآخرها الجهاد، فطالب الجميع بمبايعة الأسد خليفة على المؤمنين, وصولا ألى نظرية النصر باللاشعور مرورا بنظرية العالم واعداء العالم.
نظرية العالم وأعدائه لم تكن حكراً على "سهيل الحسن"، بل كانت هي الذريعة التي تسلح بها نظام الأسد في قمعه للشعب السوري حيث تحدث منذ البداية عن المؤامرة الكونية التي تستهدف سورية ونظامها المقاوم، فاتهم الشعب الثائر بالخيانة والعمالة للخارج، أما "سهيل الحسن" فقد ذاع صيته وانتشرت خطبه بسبب الطريقة البلهاء التي ظهر بها.
"مأمون رحمة" خطيب الجامع الأموي، تحدث بدوره فأفاض وقدم العديد من النظريات التي كفرت كل من خرج على طاعة سيده الأسد، حتى أن الحماس قد بلغ منه حداً وضع فيه بشار الأسد في منزلة الرسل والأنبياء، وكذلك فعل مع بوتين في إحدى خطبه حيث جعل منه فاتحاً مؤمناً، واصفاً إياه بالقائد الفذ العظيم متعهداً له باستعداد الجيش السوري للقتال إلى جانب روسيا في حال تعرضت لأي اعتداء أو حرب قائلا إن روسيا اقتنعت أن الجيش السوري يحارب عن العالم أجمع.
نظام الأسد كان قد منع قادة جيشه وميليشياته من الحديث إلى الإعلام إلا بموافقة مسبقة لكنه وعلى ما يبدوا قد وجد في ظاهرة سهيل الحسن وسيلة يروح بها عن جمهوره من جهة، ويشغل بها الرأي العام السوري من جهة اخرى فبات ظهور النمر الوردي شبه مبرمج، حتى إن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تصبح شبه متوقفة لحظة تناقل الفيديو الخاص بالعقيد الأبله شكلاً وفكراً.
من نظرية الحرب الكونية إلى نظرية المندسين والجراثيم والمربعات وترهات شريف شحادة، وصولا إلى الحسون ورقيته لعصام زهر الدين وتحيته للعالم بعدة لغات منها اليهودية، وما باح به عن كونه شيعي الهوى جميعها أحداث تؤكد حالة الخواء الفكري والعبثي لهذا النظام الذي لم يسهم سوى في تخلف سورية وكبح جماح الشعب السوري ووقف تقدمه وعلى كافة الأصعدة.
لكم أن تستمعوا إلى خطب الرئيس المقاوم وقادته الأشاوس كسهيل الحسن ومن قبله "مصطفى طلاس" الذي لم يجد سوى الكلام البذيئ يصف به ياسر عرفات فخاطبه "بال** وإبن ال** وأخو ال**" وهي نفس اللغة التي لا يتقن شبيحة ونبيحة النظام غيرها.
يقف النمر الوردي متحدثا إلى حفنة من رجاله المذهولين بفصاحة سيدهم، فيطول به الحديث ويبدوا أنه قد شعر بالتعب فيجلس ويجلسون ليكمل حديثه مذكراً إياهم ببطولاتهم اللاشعورية التي أذهلت العالم، وهنا ينظر إلى السماء رافعاً يديه قائلا: ككل يوم باللاشعور ترفعون اسم سورية عالياً فيرفع الجميع أبصارهم إلى السماء، ثم يدركون بلاهتهم فيرخوا بأبصارهم إلى حيث يجلس ويجلسون.
التعليقات (4)