بين تقدم النظام وتضييق التنظيم..خيارات صعبة بريف حلب الشرقي

بين تقدم النظام وتضييق التنظيم..خيارات صعبة بريف حلب الشرقي
 تواصل قوات النظام، مدعومة بميليشيا حزب الله والدفاع الوطني، تقدمها في ريف حلب الشرقي، بعد أن تمكنت من فك الحصار الذي كان يفرضه تنظيم الدولة "داعش" على مطار كويرس العسكري، وسط قصف جوي مكثف على المدن والبلدات التي يسيطر عليها التنظيم في المنطقة، أدى لأكثر من ثلاثمئة شهيد مدني من سكان المنطقة في الفترة الأخيرة الماضية.

 

تخوف من سقوط المنطقة

قوات النظام سيطرت فجر الأربعاء الماضي على قرية"عين البيضا" بعد انسحاب عناصر تنظيم الدولة منها، كما تابعت تقدمها نحو قرى (المسريب، المفلتة، العاجوزية، العبودية) لتصبح على بعد تسعة كيلو مترات فقط عن ناحية "تادف" التابعة لمدينة "الباب"، أحدى أهم معاقل التنظيم في ريف حلب.

تقدم النظام على حساب تنظيم الدولة في القرى المحيطة بمطار كويرس العسكري، واقترابها من التجمعات السكانية الكبرى في ريف حلب الشرقي الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة "داعش"، دفع الكثيرين لمطالبة الفصائل العسكرية بتكثيف الضغط على التنظيم في الريف الشمالي الشرقي، والتسريع بحسم العمليات العسكرية التي يشنها الثوار قرب الشريط الحدودي والقرى القريبة من بلدة الراعي الاستراتيجية، بغية الوصول إلى مدينة الباب قبل قوات النظام، وهي معادلة لا تبدو سهلة على الأرض في الظروف الحالية.

ومع ذلك فهي الخيار الأفضل بين ما هو متاح حسب الناشط الإعلامي "بهاء الحلبي"، الذي عبر لـ"أورينت نت" عن تخوفه، مما أسماه تسليم تنظيم الدولة "داعش" مدينة الباب لصالح قوات النظام، خاصة وأن التنظيم انسحب دون قتال من قرية "عين البيضا" التي تعتبر خط دفاع متقدم عن ناحية تادف، والتي أصبحت تحت مرمى نيران قوات النظام وميليشياته.

ويضيف "الحلبي": يجب على الفصائل في الشمال حسم أمرها، فإما دحر التنظيم من ريف حلب الشمالي والريف الشمالي الشرقي واستعادة السيطرة على مدينة الباب، أو أننا سنشاهد دبابات قوات النظام وميليشيا حزب الله تمر فوق قبور شهداءنا.

 

تزايد عدد الضحايا المدنيين

المعارك الأخيرة، وتقدم قوات النظام على حساب تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي، لم تكن المشكلة الوحيدة التي تواجه سكان المنطقة، حيث وثق ناشطون استشهاد مايقارب الثلاثمئة مدني، نتيجة القصف الجوي الذي يشنه الطيران الروسي على مراكز المدن في الريف الشرقي، رغم التعتيم الإعلامي الكبير الذي يفرضه تنظيم الدولة على الأحداث في مناطق سيطرته.

الناشط في مجال التوثيق في المعهد السوري للعدالة "أحمد محمد"، أكد في حديثه لـ"أورينت نت" حول عمليات القصف الذي يطال ريف حلب الشرقي، أنه "لا يكاد يمر يوم على سكان مدن وبلدات هذه المنطقة دون مجزرة ترتكبها طائرات العدو الروسي، إما نتيجة استهداف الأسواق أو المشافي الميدانية أو غيرها من التجمعات المدنية مثل كراجات النقل والمخابز".

ويضيف "المحمد": بلغ عدد شهداء القصف في مدينتي منبج والباب فقط خلال الأشهر الثلاث الماضية مايقارب (800) من المدنيين، بالإضافة إلى (350) مدنيين في بلدتي مسكنة ودير حافر، ناهيك عن تدمير معظم المؤسسات والمراكز الخدمية في تلك المناطق، والتي كان أهمها محطتي الخفسة والبابيري المسؤولتين عن تنقية وضخ المياه إلى حلب.

 

منع السكان من النزوح

معاناة المدنيين في ريف حلب الشرقي نتيجة القصف المركز، والذي انعكس سلباً على الأوضاع المعيشية فيه، دفع الكثيرين للتفكير بالنزوح، لكن ذلك لا يبدو سهلاً، بعد التعليمات التي أصدرها تنظيم الدولة وتقضي بمنع أي خروج من مناطق سيطرته إلا في حالات خاصة جداً.

وهدد التنظيم كل من يحاول الخروج إلى مناطق سيطرة الثوار أو إلى تركيا، بحجز أملاكه ووضعها تحت تصرف خزانته، إضافة إلى منعه من العودة إلى بلدته، وهو اجراء يرى فيه الكثيرون أنه يحول مناطق سيطرته إلى سجن كبير.

أمر اعتبره الناشط "حسان الحلبي" يظهر سعي التنظيم لعدم تفريغ مناطق سيطرته من السكان، لأهداف عسكرية واقتصادية ومعنوية في نفس الوقت.

وقال الحلبي أيضاً: استشهدت عائلة كاملة مؤلفة من أب وأم وأربعة أطفال، وهي تحاول الدخول إلى مناطق سيطرة الثوار قادمين من قرية حربل، بسبب الألغام التي زرعها التنظيم على طول الأراضي الزراعية في محيط القرية، كما لاقت عائلة أخرى ذات المصير قرب الشريط الحدودي مع تركيا.

وأضاف "حسان": هذه التضيقات دفعت السكان إلى الإستعانة بالمهربين، الذين نشطوا مؤخراً وبأسعار خيالية تجاوزت الأربعمئة دولار عن العائلة الواحدة، مقابل تأمين طريق للخروج إلى مناطق الثوار في حلب أو حماة، وهي أيضاً عمليات لا تخلو من خطورة، نظراً لتعاون معظم المهربين مع عناصر داعش وحواجزهم.

 

واقع خطير، وحسابات غاية في التعقيد تبرز نتيجة التطورات الأخيرة، في ظل تصاعد العمليات العسكرية التي يشهدها ريف حلب الشرقي والريف الشمالي الشرقي، مع استمرار تقدم قوات النظام باتجاه ناحية تادف قرب مدينة الباب، في الوقت الذي تستمر فيه معاناة المدنيين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين، بين قصف الطائرات الروسية وتضييق تنظيم الدولة.

التعليقات (6)

    دولاوي

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    كيف تقولون ان التنظيم يسلم المناطق وتارة تقولون بعد تكثيف القصف (إفك نفاق كذب

    دولاوي

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    كيف تقولون ان التنظيم يسلم المناطق وتارة تقولون بعد تكثيف القصف (إفك نفاق كذب

    دولاوي

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    كيف تقولون ان التنظيم يسلم المناطق وتارة تقولون بعد تكثيف القصف (إفك نفاق كذب

    دولاوي

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    كيف تقولون ان التنظيم يسلم المناطق وتارة تقولون بعد تكثيف القصف (إفك نفاق كذب

    دولاوي

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    كيف تقولون ان التنظيم يسلم المناطق وتارة تقولون بعد تكثيف القصف (إفك نفاق كذب

    حكاية العمر

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    لعنهم الله الكلاب الضالة
6

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات