رغم مواقفها السلبية تجاه الثورة السورية وغضّها الطرف عن جرائم الأسد بحق ملايين المدنيين الذين قضى الكثير منهم في المعتقلات وتحت نيران قنابله، نعى معارضون بارزون الداعية الموالية (منيرة القبيسي) التي توفّيت اليوم في العاصمة دمشق عن عمر ناهز التسعين عاماً.

ومن أبرز من نعاها على وسائل التواصل الاجتماعي الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض "أحمد معاذ الخطيب" الذي اعتبرها "مربّية فاضلة تستحق التقدير"، رغم أنها وتلميذاتها لم يفوتن فرصة لدعم النظام حيث بايعنه علانية في المسجد الأموي قبل عدة أعوام.

كما نعاها المعارض البارز والمفكر الإسلامي المعروف الدكتور "عبد الكريم البكار" الذي عدّ أن الأمة الإسلامية جميعها حزينة على وفاة الداعية الدمشقية والأستاذة الفاضلة "منيرة القبيسي" متقدّماً بخالص العزاء والمواساة لأسرتها وطالباتها وحتى محباتها.

البكار لم يتناول في منشوره الدور الخطير الذي لعبته من سماها المرأة الفاضلة - على حد تعبيره - في التشبيح للأسد وميليشياته، وتسخير كل قواها ومريداتها للدعاية له وتعويم نظامه الفاسد.    

وغاب عن المفكر المعارض الذي نشر قبل أيام قليلة على صفحته في فيسبوك يتهم نظام الأسد بأنه "نظام عسكري طائفي غير مستعد للتخلي عن السلطة ولو أكل الناس التراب وستروا عوراتهم بأوراق الشجر"، أن من ينعاها هي أكبر الداعمين لرأس النظام وأولى النساء اللواتي بايعنه، وأنها طوال كل سنين الثورة لم تترحم ولو بكلمة على من مات اختناقاً بغازاته الكيماوية أو قضى تحت الركام.

ووجّه الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، انتقاداً شديداً للعديد من المحسوبين على المعارضة السورية في إسطنبول وغيرها من المدن التركية، أمثال إبراهيم كوكي ومحمد خير موسى وأحمد السعدي وأحمد فؤاد شميس وأمل شام (مديرة إحدى المدارس السورية بإسطنبول)، لنعيهم "منيرة القبيسي"، معتبرين أنهم يقفون بكل جرأة مع من أيّدت سفك الدم السوري وقتل الأطفال.

في حين تذرّع أصحاب المنشورات والنعاوى السابقة بأنه لا يوجد أي دليل على أنها تحب الأسد، الأمر الذي أثار سخرية متابعيهم الذين انهالوا بالصور والفيديوهات التي تُبايع فيها الجماعة التي أسستها بشار الأسد في المسجد الأموي أمام ملايين الناس الذين يشاهدونهم في كل أنحاء العالم.

من هي منيرة القبيسي؟

ولدت في دمشق عام 1933 من عائلة فلسطينية ولها من الإخوة والأخوات 9، وكان والدها يعمل كتاجر ما بين فلسطين وحوران إلى أن استقر أخيراً في العاصمة بداية القرن الماضي.

درست بكليّة العلوم في جامعة دمشق وبعد تخرجها بدأت في التدريس بحيّ المهاجرين ثم التحقت بجماعة "أحمد كفتارو" مفتي سوريا الموالي لحافظ الأسد وانسحبت منها بعد وفاته.

وأسست تيار القبيسيات الديني في سوريا وبدأت طريقها من حي "المهاجرين" في دمشق، فأسست منهجها مستقلاً، غير أنها  ظلّت وفيّة لشيخها "كفتارو"، ولنظام حافظ الأسد وابنه بشار.

ونعت وزارة أوقاف أسد القبيسي واصفة إياها بالمربّية الفاضلة والأستاذة القديرة، وكتبت على صفحتها الرسمية الآتي " وزارة_الأوقاف في الجمهورية العربية السورية تنعي إليكم المربية الفاضلة والأستاذة القديرة الحاجة #منيرة_القبيسي التي انتقلت لرحمته تعالى اليوم الإثنين ٢ جمادى الثاني ١٤٤٤ الموافق ل ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٢ م
رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته".

 

من مبايعة جماعة القبيسيات لبشار الأسد في مسرحية انتخابات عام 2014