فضح ناشطون يمنيون كذب ميليشيا الحوثي التي قامت بفبركة أحد أخبارها بعد أن سرقت عبارات من تقرير مترجم نشره موقع "أورينت نت" عام 2018، بهدف التغطية على المجزرة التي ارتكبتها صواريخ الحوثي في مدينة مأرب أمس السبت، وراح ضحيتها 17 شخصا بينهم طفلة تدعى ليان عايض (5 أعوام) والتي هزت صورتها "المتفحمة" الشارع اليمني.
وحاول القيادي في ميليشيا الحوثي حسين العزي أن يتبرأ من الجريمة ويزور مكان وقوعها عبر تغريدة له على "توتير" ادعى فيها أن صورة ليان ليست لها، وأن الصورة التي يتم تداولها في المواقع اليمنية تعود لأحد الأطفال الذين قتلوا في سوريا".
وعلى نفس المنوال، ادّعى عشرات الحوثيين أن الصورة هي من سوريا، ونشروا صورة "مفبركة" مع فقرة من مادة قديمة عن سوريا، قبل أن يفضحهم ناشطون ويؤكدوا زيف ادعاءاتهم.
في هذا الإطار، نشر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد جميح على حسابه في "تويتر" تغريدة توضح كيف سرق الحوثيون فقرة من مقال مترجم لأورينت نشرته مجلة "تابليت" حول مجازر سوريا، ثم قاموا بوضع صورة الطفلة اليمنية ليان على المقال ونسبوه لشبكة شام السورية ليقولوا أن صور ليان مأخوذة من هذه الشبكة وأن الجريمة حصلت في سوريا.
وقال جميح: "كل ما عليكم فعله هو الدخول إلى محرك البحث غوغل، ثم كتابة عنوان المقال الذي ترجمه موقع "أورينت نت"، لتقرؤوا المقال، ولتعرفوا من أين سرق المجرمون الفقرة التي ألصقوها بصورة ليان بدلاً من صورة الضحايا السوريين المنشورة مع المقال، وعن طريق الفوتوشوب ركبوها على شبكة "شام".
وللتأكيد على سرقة ميليشيا الحوثي لفقرة من مادة مترجمة نشرها موقع "أورينت نت" يرفق الموقع رابط المقال والذي كان بعنوان: "مجلة تابليت: لهذا السبب أخفى أوباما جرائم الأسد عن الشعب الأمريكي".
قتل ليان تفضحها الحقيقة
كما نشر ناشطون عدة صور للطفلة "ليان" وهي محترقة جراء القصف الحوثي على مناطق المدنيين في مأرب، أبرزها الصورة التي جمعتها بوالدها الذي احترق أيضاً في نفس المجزرة التي ارتكبها الحوثيون أمس.
وعلق الصحفي اليمني أحمد شبح في "تويتر" على فبركة ميليشيا الحوثي للصورة وسرقة فقرة من موقع "أورينت نت" قائلا:
"محاولات الإرهاب الحوثي إنكار تورطهم في جريمة قتل الطفلة ليان تفضحها الحقيقة وتكشفها التقنية، أحرقتم جسدها الطاهر بصواريخ خامنئي.. لن تنجو بجرائمكم بحق اليمنيين وستظل ليان وكل الأطفال والنساء شاهدا حيا على إرهابكم وانتقاميتكم وعمالتكم لأسيادكم في طهران".
بدوره، كتب الصحفي همدان العليي على حسابه في "تويتر" العديد من التغريدات عن الموضوع منها: "كل من يبرر قصف المدنيين حقير ومجرم.. لكن الأحقر والأكثر إجراماً هو الذي يفبرك صوراً من أجل نفي الجريمة التي ارتكبها".
ميليشيات أسد مثالا
ويرى ناشطون أن أسلوب ميليشيا الحوثي في فبركة الأحداث وسرقة المواد الصحفية كالمادة التي سرقها من "أورينت نت" من أجل تزوير الحقائق لا يختلف عما تفعله الميليشيات الإجرامية التي تسير على نفس الخطى كميليشيات أسد وحزب الله وإيران.
وسبق أن كشفت "أورينت" كذب نظام أسد وفبركته للعديد من الأحداث التي ادّعى أنها حصلت في سوريا ليتبين فيما بعد أنه سرقها من فيلم أو مكان آخر لتشويه الثورة السورية، كما فعل عندما نشر تقريرا بعنوان: "سرقوا خدعي.. فنان فلسطيني يفضح إعلام الأسد" حيث كشف الفلسطيني (عبد الباسط اللولو) وهو فنان خدع سينمائية حقيقة ما روج له إعلام نظام أسد من خلال سرقة أعماله للتغطية على مجازر ميليشيات الأسد في الغوطة الشرقية، واتهام منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بفبركة الإصابات التي يتعرض لها المحاصرون في الغوطة.