ورغم كل التفاؤل والتصريحات التي بثها جون كيري بعد أن التقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته "سيرغي لافروف" إلا أن الأخبار الحقيقية كشفت عنها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، "ماريا زاخاروفا" التي قالت "إنه لاتزال هناك خلافات كبيرة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سبل حل الأزمة السورية"، ويبدو من خلال مراقبين أن نقطة الاتفاق الوحيدة هي المشاركة الروسية في اجتماع نيويورك فيما استمر الخلاف "الحاد" على لائحة الفصائل "الإرهابية" وعلى تمثيل المعارضة الذي أفرزه اجتماع الرياض رغم أن هذا الاجتماع استطاع جمع أوسع تمثيل متاح ومتوافق عليه للمعارضة السورية السياسية والعسكرية.
روسيا مازالت تعتبر أن سياسية التصلب وتكثيف العقد في وجه المعارضة، هي سياسة ناجحة في تقويض أي مساعي جدية، وفي هذا الصدد قالت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن نائب وزير الخارجية الروسي اليكسي ميشكوف إنه يجب ضم الأكراد إلى المعارضة السورية (رغم أنهم ممثلون في وفد الائتلاف)، في إشارة منه إلى صالح مسلم وحزبه الذي استبعد من اجتماعات الرياض، وإضافة إلى هذه الطروحات يصر الروس على تعليق مصير الأسد خارج النقاش لتبقى مسألة رحيله وتوقيتها ضبابية وغير معلومة.
مصادر خاصة قالت لأورينت نت "إن موسكو لن تسمح بأي إشارة إلى مصير الأسد بشكل واضح أو صريح وهذا ما اتُفق عليه مع كيري كثمن للمشاركة في الاجتماعات.".
وأضافت المصادر أن إصرار روسيا على دور حصري للمبعوث الأممي ستيفان دي مستورا في تشكيل وفد المعارضة فقط (دون وفد النظام) رغم الاجتماعات التي تجري في الرياض والتي من المفترض أن تكون هذه المهمة مناطة بها، ما هو إلا دفع لتشكيل معارضة مختلفة عن تلك المتفق عليها، وذلك بعد أن أحدث بيان الرياض صدمة للروس، خاصة بتأكيده على رحيل الأسد قبل أي مرحلة انتقالية، وبالتالي تحصل موسكو على ما تريد إما في تقويض الوفد تماما، أو في فرض وفد موالٍ لها.
وفي محطة "الأسد" أعاد جون كيري اليوم تخبطه حول أن مسألة رحيل الأسد إذ نقلت وسائل إعلام أن كيري أبلغ موافقة واشطن على بقاء للأسد في المرحلة الانتقالية حفاظا على الدولة السورية، وخوفا من الفراغ الذي يحذر منه المجتمع الدولي، لتتتابع التصريحات التي تحض على ترحيل نقاش مسألة رحيل الأسد أو التغاضي عنها، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال إن بعض الدول لا تمانع من احتفاظ الأسد بدور لبضعة أشهر بعد بداية المرحلة الانتقالية، وكأن بان كي مون يعيد المسألة إلى نقطة المراوحة في المكان، بأن العالم يخاف رحيل الأسد، ويتمناه، لكن لا يسعى إليه بينما الحرب مستمرة على حساب السوريين، فبقاء الأسد جائز أم نقاش مصيره فممنوع، وهذا ما تريده أيضا موسكو وقد تكون واشنطن وافقت عليه، من خلال عناوين شتى منها ما يتعلق بوفد المعارضة ومشاركة بعض الأسماء تحديدا، وكذلك التلويح بطرح لائحة للفصائل الإرهابية تضم بعض من ذهب إلى الرياض.
التعليقات (9)