تيارعلوي بلا علويين !

تيارعلوي بلا علويين !

ما حدث في أسطنبول مؤخراً بتأسيس تيار"غد سوريا"بمبادرة تأسيسية من السيناريست السوري فؤاد حميرة، بوصف التيار أول تيار سياسي يمثل العلويين. يذكرني بالأشهر الأولى لإندلاع الثورة السورية، حينذاك تسابق الكل لتشكيل تيارات سياسية تفتقر لأدنى مقومات التماسك السياسي من أجل منافسة المعارضة التاريخية على المحاصصة السياسية في"المجلس الوطني السوري"بالبدء، واستمرت المنافسة قبل وبعد تشكيل"ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية"من أجل ذات الهدف.

التيار الوليد لا يفترق عن التجارب السابقة من حيث طبيعة الصراع على المحاصصة ومن سيفوز بمكان في المرحلة الإنتقالية، وتحديداً بتوقيت سابق على عقد مؤتمر الرياض المنتظر عقده، بهدف توحيد المعارضة السورية. مؤسس التيار يتحدث عن نسبة كبيرة من الطائفة العلوية لا تساند نظام بشار الأسد. بينما واقع السلطة وطبيعتها ووجهتها السياسية في سورية تتجسد منذ ستينات القرن المنصرم بعلونة الحياة السياسية السورية، مشكلةً"العلوية السياسية".

وأوجه الشبه بين"العلوية السياسية"لدى النظام، و"العلوية السياسية"لدى المحسوبين على المعارضة الغير رسمية، الطامحة لإكتساب مشروعية رسمية، هو خسارة القاعدة الشعبية. العلوية السياسية تسلب السلطة من الإجتماع السياسي السوري، وتحصرها بيد العلويين، لا إنتخابات رئاسية، لا إنتخابات برلمانية، لا إنتخابات إدارة محلية. كل ذلك يؤكد بلا مجال للشك خسارة النظام للقاعدة الشعبية لصالح علونة الدولة السورية. وإذا جاز لنا الأخذ بالإحصاءات التي أفرزتها الثورة السورية، فأنه يمكن القول أن هناك ما يتجاوز ال٨٥٪‏من الطائفة العلوية تساند النظام كدعم عسكري وسياسي ضد الثورة السورية، في مقابل ١٤٪‏من الطائفة تكتفي بالدعم السياسي، لتواجدهم حالياً بالمغتربات للتحصيل المعاشي والعلمي. 

وهذه أرقام كبيرة تشكل نذير شؤوم للطائفة العلوية يحيق بمستقبلها التعايشي مع المحيط السني، حيث لم تكتفي العلوية السياسية بتهميش الأكثرية السنية عن الحكم، والاستيلاء على مقدراتهم الإقتصادية، بل أرتكبت مجزرة دموية بحقهم في ثمانينات القرن المنصرم، خلال الصفحة الأسدية الأولى بزعامة حافظ الأسد. خلال الصفحة الأسدية الثانية بزعامة الإبن بشار الأسد، أرتكبت العلوية السياسية بحق الأكثرية السنية محرقة، تفوق ما أرتكبه أودلف هتلر من محارق بحق اليهود، خلال الحقبة النازية. 

ولعله تجدر الإشارة هنا  إلى أن الأكثرية السنية، وهي الكتلة التاريخية المعول عليها في التغيير المستقبلي، لكونها كتلة قادرة على التعايش، وتجاوز مظلوميتها. هي لا تخوض حرب دينية ضد العلويين كطائفة، وإنما تخوض حرباً ضد العلوية السياسية كشكل لحكم قهري ومستبد وتسلطي. وليس صحيحاً، أن السنة كالحيوانات المسعورة الراغبة في قتل العلويين، مجرد خروجها من الأقفاص، كما يروج أدونيس وأمثاله.

يعني ذلك ببساطة أن الطائفة العلوية، بمختلف توجهاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية، كانت منخرطة بحيوية وفعالية مع العصابات الأسدية في قتل السوريين، وتحديداً العرب السنة منهم، لذلك تعتبر أيديها ملطخة بدماء الأبرياء؟

وهذا يطرح تساؤل يخص التيار والمؤسسيين له، أين هم من عسكرة الطائفة العلوية قبيل الثورة وبعدها بشكل أكثر ضراوةً، وما هو تأثيرهم في الحاضنة العلوية للعلوية السياسية، هذا من جهة. من جهة آخرى، طبيعة الحياة السياسية بعد إندلاع الثورة السورية، تستوجب مستلزمات وشروط، تتجنب الصراع بين الهويات ما تحت الوطنية والهوية الوطنية الجامعة. ويعتبر مؤسس التيار من أبرز الرافضين سابقاً لنعته بمعارض علوي، طالباً تقديم سوريته على إنتمائه الطائفي. هذا المطلب الذي أنهار أمام أول إختبار جدي للنوايا.

بالعودة إلى الطبيعة السياسية للثورة السورية، يلاحظ رفض أهل السنة ل"السنية السياسية"بديلاً عن"العلوية السياسية"، ويعتبر أهل السنة في سوريا من أكثر المتجنبين لتشكيلات سياسية تعبر عن صراع الهويات ما تحت المدنية، وهذه الفعالية والأداء بقي محافظاً على حضوره على رغم مرور خمس سنوات من عمر الثورة، وممارسات العلوية السياسية من محارق بحق أهل السنة بوصفهم"خونة وإرهابيين"على حد زعمهم. 

كان الإعتقاد بعد المخاض الثوري الطويل والعنيف، والنضال من أجل ترسيخ ركائز من أجل دولة واقعية وعصرية، أن يخرج مثقفي الطائفة العلوية بمشاريع وطنية، وليست تيارات تمثل"علوية سياسية"في تركيبة المعارضة السورية من أجل سباق المحاصصات السياسية قبيل المرحلة الإنتقالية.

التعليقات (6)

    هاني

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    كلمة غير لا تعرف ...

    سوري علوي

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    ما رح تقتنعو انو من الكل شو ما ساوينا.. المشكلة انو ما عاد يفيد الحكي.. البلد خربت

    سوري علوي

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    ما رح تقتنعو انو من الكل شو ما ساوينا.. المشكلة انو ما عاد يفيد الحكي.. البلد خربت

    عبد الستار الاغر

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    كلام فارغ ....**** ...الاورينت افضل من هذا

    مراقب المنطق

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    الاخ سوري علوي لا نحن مقتنعين ولكن انتم لم تتحركو ابدا يعني انتو معارضين بقلبكم ولا بنيتكم لازم تعملو شي على الواقع لتثبتو انكم شركاء وغير ذلك مو مقبول كلامك - يعني المعارضه العلويه بيضات تحت القرقه منتظرين يفقسو صيصان وبعدين تدمرت سوريا وانتو ساكتين ومؤيدين شكرا الك

    مراقب المنطق

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    لاء بنقتنع بس تحركو قبل فوات الاوان يعني بس يسقط او يهرب بتقولو نحنا معكم كيف هل الحكي يا حبيب
6

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات