حملة داريا ..إرادة لا يكسرها الحصار

حملة داريا ..إرادة لا يكسرها الحصار
أطلق مجموعة من الناشطين الإعلاميين المتواجدين في غوطة دمشق الغربية  حملة على مواقع التواصل الاجتماعي حملت عنوان " داريا ... إرادة لا يكسرها حصار"، لرفع معنويات مقاتلي الجيش السوري الحر المتواجد داخل المدينة بعد صمودهم الأسطوري في وجه قوات النظام وميليشياته لثلاث سنوات متتالية رغم القصف اليومي و الحصار المتواصل.

ويقول الناشط الإعلامي مصطفى الديراني لأورينت نت "إن أسباب إطلاق الحملة هو صمود الثوار وعزيمتهم نحو هدف واحد هو إسقاط النظام وإعادة الأهالي النازحين إلى المدينة المنكوبة بعد حالات الخذلان التي حصلت في بعض مناطق الريف الدمشقي وعقد المصالحات والهدن مع النظام المجرم".

الصمود في وجه الحصار

كان لمجزرة داريا الكبرى (نحو 700 شهيد) والتي ارتكبتها قوات النظام في عام 2012 ضد المدنيين بالغ الأثر في توحيد صفوف الثوار وبدء عملية تحرير المدينة من قبضة قوات الأسد تخوفا من إعادة ارتكاب مجازر مشابهة .

ويوضح النقيب المهندس سعيد نقرش "عضو القيادة المشتركة في الجبهة الجنوبية" أن صمود داريا يعود لأنها مثال يحتذى به في الحفاظ على نهج الثورة منذ يومها الأول .

ويتابع النقيب نقرش :" بعد تحرير المدينة كان التنسيق والتعاون بأعلى مستوياته بين الكتائب العسكرية واللجان المحلية المدنية فلم يتدخل أي طرف في عمل الأخر، إضافة لمنع الجيش الحر ظهور أي فصيل متطرف في المدينة كما حدث في الشمال السوري من اقتتال بين الفصائل، فضلا عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة تتضمن لواء شهداء الاسلام و فصيلين تابعين لأجناد الشام بغية حماية المدينة ".

فيما يؤكد القائد الميداني أبو أحمد " قائد كتيبة عبد القادر الصالح التابعة للواء شهداء الاسلام" لموقع أورينت نت  أن داريا بقيت محررة منذ تاريخ المجزرة الكبرى وحتى اللحظة بسبب مسارعة تشكيلات الجيش الحر للتوحد والتنظيم ضمن كتائب و أولوية ، الأمر الذي ساعد على تماسك الجبهات والتحصن الجيد وتأمين خطوط الإمداد أمام أعنف الهجمات وأشرسها من قبل قوات الأسد وميليشياته بحسب تعبيره.

أهمية درايا بالنسبة لنظام الأسد

في هذا الصدد يشير النقيب المهندس سعيد نقرش أن لموقع درايا الجغرافي وضع خاص لدى قوات الأسد نظرا لقربها الشديد من مطار المزة العسكري والذي يتواجد فيه حاليا أكثر من 20 ألف معتقل، والقرب أيضا من حيي المزة وكفرسوسة  المعاقل الأساسية لشبيحة الأسد وحكومته، إلى جانب كشف داريا للقصر الجمهوري المتواجد في جبل قاسيون على حد وصفه.

إلى ذلك ينوه القائد الميداني أبو أحمد أن الثوار تمكنوا خلال شهر آب الفائت من تحقيق انتصارات مهمة والاقتراب أكثر من مطار المزة وجعله في مرمى نيران المقاتلين، لافتا في الوقت ذاته أن اهمية داريا تكمن أيضا في قدرة الثوار إيقاف طريق صحنايا بأي لحظة (شريان مهم لقوات النظام) وكشف اتستراد دمشق – درعا أحد أهم خطوط الإمداد .

الوضع الإنساني لمدينة البراميل

هاجر معظم سكان داريا مع بداية عام 2012 باتجاه المملكة الأردنية ولبنان بعد حملة الاعتقالات التي طالت الشبان والقصف اليومي المتواصل بواسطة البراميل المتفجرة و الصواريخ على أحياء المدينة، فلم يبق هناك سوى 1300عائلة من أصل 70 ألف عائلة تقريبا.

ويبين الناشط الإعلامي حسان الديراني لموقع أورينت نت بعض الأرقام الخاصة بمدينة داريا بسبب قصف النظام اليومي :" نسبة الدمار في البنى التحتية وصلت إلى 90% ، نسبة الدمار في منازل المدنيين أكثر من 75% ، استشهد داخل المدينة ما يقارب 4 ألاف مدني ، القى طيران النظام على المدينة 4000 برميل متفجر ، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وصلت حصيلة البراميل المتفجرة لنحو 2500 برميل متفجر ، النسبة المتوسطة لعدد البراميل اليومية على داريا منذ بدء الحصار 23 برميلا متفجرا".

ويشار إلى أن مدينة داريا كانت من أوائل المدن الثائرة على نظام الأسد والتي لبت نداء الفزعة القادم من مدينة درعا مهد الثورة السورية بعد أسبوع واحد على انطلاقها، وتم تغيير اسمها من "مدينة العنب" إلى "مدينة البراميل"، كما يعد الناشط السياسي غياث مطر والذي استشهد تحت التعذيب من أبرز شخصيات المدينة خلال ثورة الكرامة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات