خطوة واحدة للوراء، تجعلنا نربط كلام الأسد مع تصريحات سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي الذي دعا الأطراف في سوريا للإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، بأسرع ما يمكن، وهذه الدعوة تبعت استدعاء الأسد إلى موسكو، وتسريبات عن خطة روسية طرحت في مؤتمر فيينا لإخراجه في نهاية مرحلة انتقالية، اختلف حول مدتها وطبيعتها الفرقاء الدوليين، لكن لماذا يصرح الأسد باستعداده للانتخابات ونيته خوضها، هذا ببساطة يبدو ردا على ما راج عن ضمانات قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إبعاد الأسد عن المشهد السياسي فيما لو تمت المرحلة الانتقالية حسب الرؤية الروسية، فأراد اليوم بشار الأسد تأكيد أن لا ضمانات لموسكو على سلوكه، أو أنه أراد أيضا التقليل من حجم التفاؤل الذي أصاب اللاعبين الإقليمين بإمكانية توصلهم لحل وسط مع روسيا حول مصيره ودوره، خاصة بعد لعب السعودية وتركيا قليلا بعداد الزمن وتصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حول عدم الممانعة من توسيع الاجتماعات القادمة (بعد مؤتمر فيينا) ما يعني تلبية رغبة روسيا بإدخال أطراف لمحورها كمصر وإيران.
إذاً، سيتم تحويل الأنظار الآن إلى الانتخابات وشكلياته وأحقية الأسد في المشاركة من عدمها والضمانات الروسية حول إبعاده، بينما يستمر العدوان الروسي على الشعب السوري وتستمر موسكو في محاولة إرساء قواعد جديدة للعبة علها تنجح بدفع الأسد لإحراز تقدم يقوي موقفها في قادم المؤتمرات، وهي تبدو قريبة، بتأكيد المجتمعين في فيينا على أهمية استمرارها وتأكيد فرنسا دعوتها لاجتماعات في الأسبوع القادم لبحث الحل السياسي بحسب ما قاله لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا "دعوت الإسبوع المقبل إلى باريس أصدقاءنا الألماني والبريطاني والسعودي والأمريكي وآخرين في محاولة للسير بالأمور قدما.ً...للتمكن من إيجاد حل سياسي في سوريا."
أما أطراف اللقاء الرباعي "فيينا السوري" فليسوا على اتفاق في شأن الأسد ولن يحصل أن يتفقوا قريباً، بالنظر إلى تصريحات موسكو من جهة والأطراف الأخرى من جهة ثانية، فالرياض وأنقرة واشنطن مازالوا متمسكين برحيل الأسد كحل وشرط أولي وهذا ما خلصت إليه لقاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، للصحافيين إن "الطرفين شددا على ضرورة تعبئة المجتمع الدولي باتجاه إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وجددا التأكيد على أهمية عملية انتقالية بدون الأسد".، من جهته أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إلى أن مباحثاته مع كيري تناولت تشكيل هيئة انتقالية في سورية، مؤكداً أنه لا دور للأسد في مستقبل البلاد.
التعليقات (8)