ماهي الحرب التي يخشاها باراك أوباما؟

ماهي الحرب التي يخشاها باراك أوباما؟
ليس مفاجئاً ولا مستهجناً في منطق الحروب، وفقه الاشتباك، التوصل لاتفاقات بين القوى التي تقاتل على جبهات مشتركة، وخاصة تلك المتحالفة أو على الأقل التي تتقاتل، كما الحال في سوريا، وهذه القاعدة بلا شك تنطبق على الأجواء، وبناء على هذه الفرضية يمر الاتفاق أو مذكرة التفاهم التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بين مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة وروسيا حول خطوات يجب أن يتخذها طيارو البلدين لتجنب الاشتباك الجوي غير المقصود في الأجواء السورية، وحول هذا الاتفاق قال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك "إن الاتفاق يشمل بروتوكولات معينة يجب على أطقم الطيران اتباعها، بالإضافة إلى إنشاء حلقة اتصالات أرضية بين الجانبين في حالة تعطل الاتصالات الجوية."، فيما علق المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي "إنها ليست معاهدة تعاون أو شيئا من هذا القبيل.. وهي لا تشير إلى التعاون أو التنسيق أو الاستهداف المشترك."

اتفاق التنسيق هذا، وإن جاء متأخرا ثلاثة أسابيع، هي مدة العدوان الروسي لكنه يأتي على شكل اضطرار أميركي حتى لا تقع حوادث نتيجة للأنشطة الروسية المقلقة والتي أجبرت في الأسابيع الماضية مقاتلات أميركية على تغيير مسارها، وهذا ما عبر عنه بيتر كوك بالقول "اضطرارنا إلى اللجوء إلى مذكرة تفاهم يوضح قلقنا من الأنشطة الروسية."، وكما يؤكد هذا الاتفاق أن ثمة غطاء يمكن أن يسمى "المصلحة" منحته واشنطن للتدخل الروسي العسكري يشرعنه، رغم أن هذا التدخل إلى الآن لم يبادر بمشاركة التحالف الدولي في حربه على تنظيم الدولة، لكن تبقى المصلحة الأميركية أو مصلحة باراك أوباما بأن لا يجره أي أحد لحرب أو اشتباك أو حتى يخرجه من اعتكافه المعلن فيما يتعلق بالملف السوري، وكأنه يخشى أن تفعل روسيا ذلك أو تفتعله، لكي تأتي بواشنطن إلى طاولة مفاوضات تكون موسكو عليها الطرف الأقوى كونها تمتلك القوة الآن.

وعلى صعيد التدخل فقد أعلنت موسكو أنها "استهدفت نحو 500 موقع في سوريا" منذ أن بدأت حملتها الجوية لدعم العمليات البرية التي تقوم بها قوات الأسد، وهذا ما دأبت واشنطن على الاعتراض عليه حيث تعتبر هذه الضربات تطال فقط الثوار وفصائل الجيش الحر ومنهم من دربتهم أميركا أو سلحتهم، لكنها في النهاية تبدو مستسلمة لأمر واقع هو القصف الروسي المستمر.

 أما في البنتاغون فإن مخاوف كبيرة تثار بشأن خطة الرئيس الأمريكي الجديدة لتسليح مقاتلي المعارضة السورية مباشرة، حول ما إذا كانت لدى الإدارة ضمانات كافية للحيلولة دون سقوط الأسلحة في أياد "غير مرغوب" فيها، وكأن ثمة تبادل أدوار داخل الإدارة الأميركية ذاتها الهدف منه الابتعاد قدر الإمكان عن سوريا، تارة بزهد الرئيس وتارة بمخاوف البنتاغون وخاصة بعد الفشل في برنامج التدريب السابق الذي كلف قرابة الـ500 مليون دولار دون أن يقدم  المطلوب منه، فتم استبداله بآليات تسمح بتزويد المعارضة بالسلاح مباشرة ليمثل ذلك أيضا شبه نأي بالنفس عن الحرب، يتوج ذلك كله بالاتفاق مع روسيا على التنسيق جوا، رغم إدراك الطرفين أن خريطة الأهداف ومناطق العمل مختلفة تماما، وأن ثلاثة أسابيع من العمل المشترك في سماء واحدة لم تؤدِ لأي حادث يذكر.

 كما أن الولايات المتحدة كانت تعمل لأكثر من عام مضى مع وجود طيران الأسد كعدو وشريك في الأجواء، فما الذي دفع واشنطن إذا لتوقيع هكذا اتفاق، إنه الخوف من تهور أو "طيش" روسي قد يشعل المنطقة، ولا مصلحة إطلاقا للجانب الأميركي بذلك، بل على العكس مصلحته تقضي الابتعاد، وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك "الاتفاق يوضح استعدادنا للعمل مع الروس حينما يكون في ذلك مصلحة لنا."

التعليقات (2)

    متابع

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    لعنة الله على هذا الشكل اللعين المدعو أوباما .

    ابو موسى

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    اوباما لا يخشى من الطيش الروسي بل هو يخشى من سقوط نظام الاسد لانه حينها سيكون على خط المواجهة مع الشعب السوري الذي سيشق طريقه نحو دولة ذات حكم رشيد لن تقبل بوجود كيان (اسرائيلي) بالقرب من حدودها
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات