أوربا تتجه إلى القِبلة

أوربا تتجه إلى القِبلة
يتميّز التاريخ المعاصر في امتلاكه للكثير من الأحداث المتعاقبة و التي تجعل الناس يُطلقون أسماء متعددة على هذا التاريخ، ففي هذه المرحلة تعدُّ الهجرة هي الطريق الذي يسلكه الكثير من العرب عموماً و السوريون خصوصاً للوصول إلى بلاد الغرب علَّهم يجدون ما فقدوه من الأمن و الأمان نتيجة الظروف القاسية التي تدور في بلادهم منذ ما يزيد عن أربعة سنين دون حلّ يلوح في الأفق, و كأنّ استمرار هذه الأحداث شيء مقصود ومطلوب عند جميع الاطراف الداعمة لطرفي النزاع الأساسيين على الأرض.

و لعلّ تصريحات " فاليري آموس " منسقة الشؤون الإجتماعية في الامم المتحدة السابقة توضح لنا حقيقة الوضع حيث قالت في كلمتها أمام المجلس : "على مدى أكثر من أربع سنوات شهدنا سوريا تنزلق إلى أعماق سحيقة من اليأس تتجاوز حتى ما تصوره أكثر المراقبين قنوطاً ". لذا كان لا بد للسوريين البحث عن خروج من هذا المستنقع الموحل و الذي يحصد الأرواح يوماً بعد يوم دون أن اتخاذ أي إجراء من قبل مجلس الأمن و غيره من الدول صاحبة القرار في هذا العالم. رغم أنَّ هذه الهجرة تحمل صعوبات جمّة قد تؤدي للموت غرقاً أو اختناقاً كما حدث مع المئات من السوريين إلا أنّها لم توقف هذا السيل الإنساني على طريق الهجرة.

ونشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً بعنوان "من موت إلى موت" ووثقت فيه أبرز حوادث موت السوريين غرقاً أثناء الهجرة غير الشرعية، وأكدت غرق ما لايقل عن 2157 مواطناً سورياً، معظمهم (75%) من النساء والأطفال أثناء الهجرة غير الشرعية منذ نهاية عام 2011 أي في السنة الاولى من الثورة !!!! وذكر التقرير 28 حادثة هجرة غير شرعية حدثت في أثنائها حالات موت لسوريين بسبب الغرق، كان أبرزها حادثة وفاة 225 سورياً غرقاً في 19 نيسان 2015 قبالة السواحل الليبية.

وكأنَّ الهجرة أصبحت أداة قتل جديدة سُلّطت على هذا الشعب المسكين الذي يحاول جاهداً الخروج من هذه المحنة بأقل الخسائر.

وصل إلى أوروبا مئات الآلاف من اللاجئين السوريين حيث اتخذت الدول الأوروبية إجراءاتٍ منظمة في توزيع هؤلاء اللاجئين بشكل منظّم على هذه الدول بما يتناسب و احتياجات كل دولة و قدرتها على تحمل هذه الأعداد.

كما أسلفت سابقاً فإنَّ السوريين هربوا من جحيم الحرب إلى بر الأمان كهدف يأملون تحقيقه و العيش بحياة كريمة دون قلقٍ أو خوف من الموت أو الاعتقال أو التشريد.

أما في أوروبا فنجد تيارين تجاه هذه الهجرة, فالتيار الأول يعتبر في هذه الهجرة واجباً إنسانياً يستوجب القيام به على أكمل وجه, و يرون في الهجرة أكسجيناً يخل إلى الرئة الأوروبية ليزيد من نشاطها و حيويتها لتوقف هذه الهجرة الكثير من المشاكل التي تعترض أوروبا و التي تقع في أولويتها " اليد العاملة الشابة " والتي تتوفر بشكل كبير في المهاجرين القادمين إلى أوروبا.

أما التيار الثاني فهم يعتبرون هذه الهجرة احتلالاً زمنياً للبلاد حيث انَّ الهجرة و المهاجرين في حالة تزايد عددي و لربما بعد عدّة سنين ستكون لهم كتل و تجمعات كبيرة تؤهلهم للدخول في مؤسسات الدولة و بذلك تكون لهم المناصب و المقاعد هنا و هناك ناهيك عن انتشار الدين الإسلامي الذي يعتنقه أغلب المهاجرين كما صرح السياسي الأمريكي "إدوارد لوتواك " عن الهجرة غير الشرعية التي تجتاح أوروبا, وخاصة المسلمين حيث أكد "لوتواك " : أنّ أوروبا ستدفع الثمن و ستنهار حضارتها النصرانية أما الغزو الإسلامي الذي يشجعه " بابا الفاتيكان " و الذي يحثُّ على استقبال كل الفارين من بلادهم بسبب الحروب أو الفقر بغضّ النظر عن دياناتهم .

و في سلوفاكيا تاظهر حشد من عدّة آلاف من الشباب في مدينة براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا، ضد تدفق اللاجئين إلى دول الإتحاد الأوروبي حيث قادت التظاهرات "ماريان كوتليبا " وهي متطرفة يمينية ومحاظة باحد مناطق الحكم الذاتي بالبلاد حيث انطلق هذا الإحتجاج تحت شعار " أوقفوا أسلمة أوروبا ". المُتابع لهذه الهجرة يتوقع أنًّ أوروبا مقبلة على تغيير إيديولوجي قسريّ بسبب هذه الهجرة الإسلامية و لربّما نسمع في السنوات القادمة تجمعات إسلامية و مسلموت يتقلّدون المناصب في أوروبا و ليس ببعيد أسلمة أوروبا الذي سيكون حتمياً طالما بقي اللاجئون على المنهج الإسلامي الذي تربوا عليه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات