أوروبا تقرر تسريع عمليات ترحيل المهاجرين

أوروبا تقرر تسريع عمليات ترحيل المهاجرين
اتفقت حكومات الاتحاد الأوروبي أمس، على زيادة عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين وتعزيز وكالة حرس حدود الاتحاد، في محاولة للتكيف مع تدفق طالبي اللجوء من سورية.

وتوقع ديبلوماسيون أن يخرج وزراء الداخلية الأوروبيون من اجتماعهم في لوكسمبورغ بقرارات بالغة الأهمية، أبرزها تأييد احتجاز مَن قد يحاولون الهرب قبل طردهم وممارسة ضغوط على الدول الأفريقية وغيرها من الدول الفقيرة، بما في ذلك من طريق المساعدات التي تُقدَم لدعم الموازنات، لحمل تلك الدول على قبول عودة مواطنيها الذين ترفض أوروبا دخولهم.

وانضم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لنظرائهم في الداخلية، إضافة إلى وفود من دول البلقان وتركيا والأردن ولبنان وأجروا محادثات تهدف إلى الحد من تدفق المهاجرين.

من لا يحتاج إلى الحماية عليه مغادرة أوروبا

وقال وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيار: "يمكننا قبول الأشخاص الذين يحتاجون الى حماية (اللاجئين) ودعمهم فقط اذا امتنع الذين لا يحتاجون إلى ذلك عن القدوم أو تم ترحيلهم على وجه السرعة".

وقال إن "عمليات الترحيل تكون على الدوام قاسية، هذه هي الحال"، لكنه شدد على أن "الذين ليسوا في حاجة إلى حماية عليهم أن يغادروا أوروبا".

دعوة بريطانية للتشدد في شروط قبول اللاجئين

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي: "يجب كسر الرابط بين القيام بهذه الرحلة المحفوفة بالأخطار إلى أوروبا وإمكانية البقاء في أوروبا".

وأوضحت: "هذا ما دفع بريطانيا إلى التأكيد على الدوام على وجوب إعادة المهاجرين الى وطنهم الأصلي وهذا ما يجعل من الضروري صد الذين يستغلون نظام اللجوء الذي نطبقه".

وقالت ماي: "يجب أن تشدد أوروبا سياستها ونحن مستعدون لمساندتها".

واعتبر وزير داخلية لوكسمبورغ جان اسلبورن أنه ينبغي "بذل كل ما هو ممكن في الأسابيع والأشهر المقبلة، حتى نتمكن من تنفيذ عمليات الإبعاد"، في حين لا تُنفَذ حالياً سوى 40 في المئة من أوامر الترحيل الصادرة بحق مهاجرين غير شرعيين في أوروبا.

وذكر "اسلبورن" أن رؤساء الدول والحكومات الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سيحاولون تعزيز التعاون على هذا الصعيد مع الدول الأفريقية التي يتحدر منها معظم المهاجرين لدوافع اقتصادية خلال قمة تُعقد في مالطا في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وعرضت المفوضية الأوروبية على الدول الأعضاء خطة عمل حول سبل تحسين سياسات الإبعاد، فيما أقرّ وزراء الداخلية نصاً تعهدوا فيه بـ "بذل المزيد" معتبرين أن "زيادة نسب الإبعاد يفترض أن تردع الهجرة غير الشرعية".

ميركل: دمج المهاجرين الجدد "لن يكون أمراً سهلاً"

وأعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أول من أمس، أن استقبال طالبي اللجوء الذين يتدفقون على ألمانيا هو "المهمة الأصعب منذ إعادة توحيد" الألمانيتين.

وقالت ميركل في معرض حديثها عن الـ 800 ألف إلى مليون طالب لجوء الذين تنتظرهم ألمانيا هذا العام: "إنها المهمة الأصعب وربما الأكثر صعوبة منذ إعادة التوحيد".

واستبعدت ميركل اغلاق الحدود مع اقرارها بأن الأرقام صحيحة بالنسبة إلى تدفق طالبي اللجوء وأن "احداً لا يمكنه أن يتنبأ" كم مهاجر سوف يأتي في المستقبل.

وأشارت إلى عدم "اطلاق وعود كاذبة" حول المهاجرين وأن دمج المهاجرين الجدد "لن يكون أمراً سهلاً" وأنه يجب "العمل أيضاً" مع الإدارات والمقاطعات الألمانية لنتظيم ايواء اللاجئين ولكن أيضاً مع الشركاء الأوروبيين لإقناعهم بأخذ حصتهم في هذه المهمة.

واعتبرت المستشارة الألمانية أن مساعدة تركيا ضرورية لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا لكن هذا لا يشكّل تغييراً في موقفها بأن أنقرة يجب ألا تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي.

انتقادات لحكومات شرق أوروبا

إلى ذلك، قال موقع "بوليتيكو" على الإنترنت أمس، إن ميركل انتقدت حكومات شرق أوروبا التي ترفض استقبال اللاجئين متهمة إياها بالتعصب ونسيان تاريخها الخاص.

وذكر الموقع الإخباري إن ميركل أدلت بهذه التصريحات خلال اجتماع مغلق مع نواب من حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى يمين الوسط قبل أن تلقي كلمة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمام البرلمان الأوروبي أول من أمس.

وهاجمت الزعيمة الألمانية المحافظة موقف زعماء هنغاريا وتشيكيا وسلوفاكيا وبعض دول البلطيق من أزمة اللاجئين في أوروبا من دون أن تذكرهم بالاسم قائلةً إنه كان عليهم أن يتصرفوا في شكل أفضل لأنهم عاشوا تجربة الحياة خلف سياج.

ونُسب إلى ميركل التي نشأت في ألمانيا الشرقية الشيوعية قولها: "نحن أبناء شرق أوروبا - وأنا أعتبر نفسي من شرق أوروبا - شهدنا أن العزلة لا تفيد. اللاجئون لن يتوقفوا إذا اكتفينا ببناء الأسيجة. وقد عشت خلف سياج لفترة طويلة".

وتابعت: "مَن يعتبرون أنفسهم محظوظين لأنهم عاشوا ليروا نهاية الحرب الباردة يعتقدون بأنهم يستطيعون أن ينأوا بأنفسهم عن تطورات معينة للعولمة. هذا أمر غريب جداً بالنسبة إلي".

اليونان : اتقال شبكة لتزوير الوثائق الرسمية

من جهة أخرى، اعتقلت الشرطة اليونانية 12 شخصاً، هم 9 باكستانيين ومصري وعراقي وسورية، بتهمة تشكيل شبكة زودت مهاجرين بأوراق مزورة لتسهيل عملية وصولهم الى اليونان وانتقالهم منها إلى دول أوروبا الوسطى.

ولفتت الشرطة في بيان الى انها ضبطت في 3 شقق في أحياء في وسط اثينا، حيث يتدفق يومياً آلاف المهاجرين غير الشرعيين الآتين من الجزر اليونانية، "مختبرات كاملة لصناعة وثائق مزورة"، مشيرةً الى انها صادرتها كلها.

ووفق البيان فإن الشبكة كانت تتقاضى "ما بين 2200 و3000 يورو" من كل مهاجر مقابل تزويده وثائق مزورة تتيح له السفر عبر مطارات البلاد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات