روسيا .. أينما ضربنا سنقتل إرهابيين!

روسيا .. أينما ضربنا سنقتل إرهابيين!

"أينما ضربنا سنقتل إرهابيين" تحت هذا الشعار يسوق الإعلام الروسي لجمهوره المحلي عدوانه على سوريا ضمن حملة إعلام حربي موجهة للرأي العام الروسي ومراقبه، وكأنه تجسيد لما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تعليقه على مانشر حول وقوع ضحايا مدنيين نتيجة قصف طائراته، قال "نحن مستعدون لهذه الحرب الإعلامية"، وهذا يعني فضلا عن نكرانه المتوقع لوقوع ضحايا، أنهم فعلا يخوضون حرباً على الصعيد الإعلامي وتبدو أنها أيضا استباقية، وعلى الأقل تُجاري تطورات المشهد المتوقعة من قبلهم، ولذا جاء رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الأمم المتحدة على نوعية بنك الأهداف الذي وضعته بلاده وهل يشمل فصائل ثورية "معتدلة"، قال "روسيا لا تعتبر الجيش السوري الحر منظمة إرهابية" وأضاف بأن "الجيش الحر يجب أن يكون جزءا من الحل السياسي في سوريا" وبينما كان لافروف يصرح بهذا الكلام، وإن صح التعبير يسوّق لإبعاد تهمة استهداف الجيش الحر وتحديدا من يتلقى دعما أميركيا، كانت طائرات روسية تغير على مواقع لفصائل محلية من الجيش الحر في أرياف ادلب، حماة وحمص للمرة الثانية توالياً، فيما يبدو أنه كسر لرأس الحربة المتقدم للثوار، وتعزيز للخط الدفاعي عن مناطق سيطرة قوات الأسد في سهل الغاب والساحل، وهذا ما عبّر عنه ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين بالقول "إن هدفنا هو مساعدة القوات المسلحة السورية في مواقعها الضعيفة" وكأن هذا المتحدث لا يجيد مراوغات سيرغي لافروف الكلامية الذي نقل الكرة إلى ملعب أميركا والمجتمع الدولي عندما كان عليه أن يجيب عن نوعية المستهدفين فقال "إن روسيا تستهدف الذين تعتبرهم الأمم المتحدة إرهابيين، وهذا هو نفس الموقف الذي يتخذه الأمريكيون الذين قالوا دائماً إن أهدافهم هي الدولة الإسلامية والجماعات الإرهابية الأخرى، وهذا هو موقفنا أيضا " ..وكأن الرجل يغمز من القناة الأميركية، إذ أن طائرات التحالف قصفت غير مرة مواقع لفصائل غير تنظيم الدولة وكانت شماعة التنظيم حاضرة دائماً.

مع هذه المجريات الميدانية، والتصريحات الروسية التي رافقتها، يبدو أن موسكو ماضية بما بدأته، وستصعد حسب خطة موضوعة مسبقا، وبهذا الأمر لا يوجد أمامها أي عوائق، فنظام الأسد بدا أكثر من مرحب بالضربات، ودولياً الولايات المتحدة لم تمانع التدخل ولا القصف، وإن أبدت بعض القلق المسرحي حول طبيعة الأهداف، وتبعها في ذلك الجوقة الأوربية كلامياً، لكن عملياً، بدء وبشكل متسارع التنسيق بين مختصين عسكريين من موسكو وواشنطن تجنباً لأي حادث بين القوات، ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أميركي قوله "إنها بداية المحادثات تجنبا لأي تصادم"، فيما قال المتحدث باسم الجيش الأميركي في بغداد الكولونيل ستيف وورن "إن تبادل المعلومات بين الروس والأميركيين حتمي، لأن عدم تبادل المعلومات عن العمليات العسكرية ينطوي على مخاطر"، إذاً الغطاء الأميركي متوفر بل السلطات الأميركية تأتيها معلومات عن القصف الروسي، وتسلم بدورها معلومات عن تحركاتها هي، ولا ضير فيما استهدفته الطائرات الروسية وحتى وإن كان اليوم أحد مساجد جسر الشغور، وزيادة في التنسيق كشفت موسكو أنها أرسـلت الجنرال سـيرغي كورالينكو إلى بغداد للمشاركة في مركز تبادل المعلومات الاستخباراتية العسكرية الذي أنشأته مع إيران والعراق، وسيحصل الأميركيون منه على المعلومات التي يريدونها حول العمليات العسكرية الروسية في سوريا... فهل أخبر الجنرال سيرغي القوات الأميركية أن الطائرات الروسية تستهدف مواقع لأفراد دربتهم المخابرات الأميركية، سؤال أجاب عنه السيناتور الجمهوري جون ماكين، الذي قال "يمكنني أن أؤكد أن الغارات الروسية استهدفت أفرادا دربتهم وسلّحتهم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية".

فإن كان ماكين قادرا على تأكيد ذلك وهو في واشنطن، فحريّ بمن هم في بغداد أن يعلموا، لكن لن يكون لذلك أي تأثير على مجرى العمليات العسكرية الروسية المغطاة، والتي يرفع شعارا " أينما ضربنا سنقتل إرهابيين".

التعليقات (2)

    احمد

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    يا أخي أعملوا على كشف خلفية داعش وأنطلقوا من أوكار ومشايخ الجرب في الرقة ، وتسائلوا عن سبب صلاة معتوه دمشق المجرم ابن المجرم في عام 2012 ... عشية إنطلاقة داعش وربطها بالعراق ودير الزور ..... آخ ..... روسيا هي وكر الارهاب الدولي ومخطط داعش هو فكرة روسية بحتة وتنفيذها على العصبية الايرانية الشيعية ...

    أحمد

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    الاعلام الروسي يستهدف المستمعين الروس الذين يجهل قسم منهم أين تقع سورية, أفضل إعلام مضاد هو إرسال التوابيت إلى روسيا محملة بالفطايس الروس حتى يعلموا أن مايحصل في سورية ليس فيلم رامبوا بنسخته الروسية...والله يقوي الثوار وينصرهم
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات