الدفاع المدني في حلب يتخذ إجراءات احترازية أيام العيد

الدفاع المدني في حلب يتخذ إجراءات احترازية أيام العيد
ذهب "فاضل السيد" محملاً ببضائعه البسيطة صباحاً، وعاد عصراً محمولاً على أكتاف من نجى من المجزرة من باعة السوق الذين كان يشاركهم أرصفته وضجيجه.

فهذا الفتى ابن السابعة عشرة، كان واحداً من عشرين شهيداً قضوا يوم الاثنين الفائت، في آخر قصف على حي الشعار في حلب، المدينة التي يشهد قسمها المحرر موجة جديدة من القصف، تشنها قوات النظام بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.

مجازر متتالية

أسبوع دام مرّ على المدينة مع تجدد القصف على التجمعات السكانية والمراكز الحيوية، ما خلف أكثر من 150 شهيداً في مناطق متفرقة من المدينة، استخدمت فيه جميع الأسلحة من براميل متفجرة وصواريخ وقذائف.

المجزرة الأخيرة شهدها حي الشعار عصر الإثنين، بعد أن جددت قوات النظام قصفها للحي بصاروخ أرض-أرض، مستهدفة السوق الشعبي المكتظ بالمدنيين الذين توافدوا لشراء لوازم العيد الذي أصبح على الأبواب، ما أسفر عن استشهاد 20 شخصاً، بالإضافة لأكثر من أربعين جريحاً، في مشهد مروع جديد.

هذه هي المرة الثانية التي يُستهدف فيها حي الشعار خلال هذا الأسبوع، فقبلها، ارتكبت طائرات النظام الحربية مجزرة مروعة بحق أبناء الحي يوم الخميس الماضي، بعد استهدافها سوق الإلكترونيات بصاروخ فراغي، ذهب ضحيته خمسة عشرة مدنياً، وأدى إلى تهدم مبنى سكني بشكل كامل.

لم يعد خافياً على أحد، وخاصة أهالي مدينة حلب أن التجهيز لقدوم العيد والتحضير لاستقباله قد يكلفهم حياتهم، فقد كان ذات الحي شاهداً على مجزرة ارتكبتها طائرات النظام المروحية قبل يوم من عيد الفطر الماضي، إثر استهدافها للسوق التجاري ما أدى لمجزرة لاستشهاد 15 شخصاً وقتها.

(أبو حسين) صاحب إحدى المحال التي تضررت نتيجة قصف النظام لسوق الألبسة يتحدث عن المجزرة فيقول: كل شيء كان على مايرام، السوق ممتلئ بالزبائن والحياة طبيعية جداً، قبل أن يتحول كل شيء إلى دمار، دكاني احترق وتحولت بضائعه إلى رماد، وجثث المدنيين تحولت إلى أشلاء متناثرة.

فرق الدفاع المدني، ورغم محاولاتها إغلاق الأسواق والمراكز التجارية تفادياً للقصف، إلا أنها تواجه صعوبة في اقناع المدنيين، الذين حولوا الأرصفة والشوارع إلى محطات تسوق ممتلئة بالعربات التي تحمل بضائع العيد، من ألبسة وفواكه وحلويات.

إجراءات الدفاع المدني في العيد

(محمود حتر) أحد المسؤولين عن فوج الدفاع المدني في مركز هنانو يتحدث عن الإجراءات التي تحاول الفرق اتباعها خلال أيام عيد الأضحى، تحسباً لقصف جديد يستهدف الحي، فيقول: "أصبحت طائرات النظام تمتلك احداثيات لجميع المواقع والمراكز المدنية، وما قصف اليوم إلا حلقة ضمن سلسلة عمليات قصف تستهدف المدنيين أثناء تبضعهم للعيد، وعلى هذا الأساس ستبدأ فرق الدفاع المدني بتبليغ أصحاب "البسطات" والمحال بضرورة نقل الأسواق أو توزيعها على عدة نقاط، حتى نتخلص من التجمعات المدنية الكبيرة، علنا نخفف ما أمكن من الخسائر البشرية".

ويضيف الحتر: "سنقوم بتجهيز عدد من الأقبية والملاجئ القريبة من الأسواق كإجراء احترازي من القصف، ليتمكن المدنيون من الاحتماء داخلها في حال دخول الطيران أجواء مدينة حلب، وسنعمل بشكل سريع على توحيد الجهود مع الشرطة الحرة لنشر حواجزها عند مداخل الأحياء وفي الشوارع، لتسهيل عمليات السير ومنع الإزدحام.

رغم أن الجميع يعرف بأن الأسواق مركز استهداف رئيسية بالنسبة لقوات النظام، وخاصة في المناسبات كالتحضير للأعياد، إلا أن الإصرار على التشبث بالحياة والفرح، تدفع أهالي المناطق المحررة في مدينة حلب إلى تجاهل كل الأخطار، وكأن لسان حالهم يقول: ما الذي لم يعد خطيراً في حلب

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات