تحركات مكوكية بين ريف حماة الجنوبي والشمالي الغربي
ونقل "فراس كرم" مراسل "الأورينت" عن مصادر ميدانية أن فريقاً عسكرياً روسياً زار مؤخراً مدينة حماة، في مهمة وصفت بـ"الاستطلاعية".
وأوضحت المصادر أن الفريق العسكري الروسي وصل إلى مدينة حماة في منتصف الشهر الجاري، حيث أقام في فندق "أفاميا حماة"، وسط تشديد أمني غير مسبوق.
وأشارت المصادر إلى أن قوات أمن النظام أغلقت ساحة العاصي وسط المدينة بشكل كامل، بسبب مرور وفد يضم خبراء عسكريين روس وآخرين إيرانيين باتجاه مطار حماة العسكري، ثم انتقل الوفد إلى "اللواء 47" ومركز البحوث العلمية القريب من بلدة "تل قرطل" في ريف حماة الجنوبي، وذلك برفقة قائد العمليات العسكرية في قوات الأسد بمحافظة حماة.
وكشفت المصادر أن عدداً من الخبراء الروس تسلموا مهام عمل جديد في المواقع العسكرية والإدارية ضمن مباني مركز البحوث العلمية، وذلك بالتزامن مع ارسال تعزيزات عسكرية وآليات ثقيلة إلى مدرسة المجنزرات الواقعة على طريق "حماة سلمية "في الريف الشرقي للمحافظة .
وانتقل وفد الخبراء الروس من المنطقة الجنوبية في حماة، إلى كبرى تحصينات النظام العسكرية في الريف الشمالي الغربي، وبالتحديد إلى "معسكر جورين" القريب من تمركزات كتائب الثوار في سهل الغاب، حيث اطلع الوفد على واقع المنطقة من الناحية العسكرية واللوجستية.
"سهيل حسن" يطئمن مواليه : الروس قادمون
ولفتت أن القائد البارز في قوات الأسد "سهيل حسن" وعد القرى الموالية في ريف حماة الغربي بأن هناك قوة عسكرية دولية ستتواجد قريباً على الأرض، لتشكيل "سد" بمواجهة كتائب الثوار، الأمر الذي لاقى ارتياحاً من أهالي المناطق الموالية.
ورحجت المصادر في ختام حديثها أن يكون الطريق اللوجتسي المحتمل استخدامه للقوات الروسية البرية هو طريق "جوبة برغال - سهل الغاب "، والذي يبدأ من مدينة جبلة في الساحل السوري ويمر بمدينة القرداحة ثم بلدة جوبة برغال وصولاً الى بلدة "شطحة" المطلة على سهل الغاب.
تجمع صقور الغاب يتوعد القوات الروسية
في المقابل، شدد "محمد منصور" قائد تجمع صقور الغاب كبرى كتائب الثوار العاملة في سهل الغاب على وجود تحضيرات عسكرية بالمشاركة مع "جيش الفتح"، للرد على أي محاولة لقوات "الأسد" باستعادة أي منطقة في سهل الغاب، حتى لو كان بمساندة قوى أجنبية.
وأضاف "منصور" في تصريح خاص لـ"الأورينت" أنه من غير المستبعد أن تؤسس القوات الروسية قاعدة عسكري في المنطقة الجبلية المطلة على سهل الغاب، بينما توعد في الوقت نفسه بضرب تلك القوات الروسية في حال عززت تواجدها العسكري في ريف حماة.
واتهمت الولايات المتحدة موسكو بتعزيز وجودها العسكري في سوريا، بينما تزعم موسكو إنها أرسلت معدات عسكرية لمساعدة النظام على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
يشار أن روسيا أعلنت قبل أيام إنه "لا يوجد (حالياً ) خطط لإنشاء قاعدة عسكرية في سوريا، مؤكدةً أن ذلك قد يحدث وكلّ شيء وارد".
ويرى مراقبون أن اقدام روسيا على توسيع تواجدها العسكري في سوريا، إلى جانب أوكرانيا ومنطقة القوقاز، تهدف إلى فرض "الكرملين" معادلة التسوية مع الغرب، تضمن مصالح روسيا ونفوذها الجيوسياسي، في حين يستبعد خبراء أن تتمكن روسيا من الصمود طويلاً في صراع النفوذ، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد على خلفية انخفاض أسعار النفط واستمرار فرض العقوبات الغربية عليها.
التعليقات (9)