كيف ستستخدم قاعدة إنجيرليك وما الذي ستكسبه تركيا؟

أورينت نت | ترجمة: عبد القادر عبد اللي

قبل يومين أعلن نائب رئيس الحكومة التركية (بولند إرنتش) عن مرحلة جديدة تم الوصول إليها بالشراكة بين تركيا والولايات المتحدة ضد داعش.

قال إرنتش: "لن أصرح عن تفاصيل الاتفاق بالضبط، ولكن تم التوصل إلى تفاهم. والتفاهم تم حول العمليات العسكرية المشتركة التي ستنفذ من الآن فصاعداً. وقد تم فتح التوقيع في مجلس الوزراء حول هذا الأمر."

هناك كثير من الأمور الناضجة التي يمكن الحديث فيها حول خلفية هذا التفاهم ومضمونه.

الخلفية أولاً:

تشكلت البنية التحتية لهذا التفاهم أثناء زيارة هيئة أمريكية برئاسة الجنرال المتقاعد جون ألين الممثل الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما في التحالف الدولي ضد داعش إلى أنقرة بين 7-8 تموز الماضي، والمباحثات التي أجرتها هذه الهيئة.

- طلبت الهيئة استخدام قاعدة إنجيلرليك من أجل العمليات الجوية، ومشاركة تركيا في هذه العمليات.

- اشترطت تركيا ألا تكون "رأس الحربة" في هذه العمليات، ولكنها مقابل منح الإذن للطائرات الأمريكية، تريد تشكيل منطقة حظر جوي آمنة، والحيلولة دون منح "PYD" مجالاً لإجراء تطهير عرقي في الشمال السوري، وتوسيع المنطقة التي يسيطر عليها.

سؤال وجواب:

لنفسر التفاهم عبر طريقة السؤال والجواب:

- كيف ستستخدم الولايات المتحدة قاعدة إنجيلرليك، وماذا ستكسب؟

- ستتمكن الطائرات الأمريكية من استخدام قاعدة إنجيلرليك ضد داعش.

- هذا سيوفر في الزمن ويحقق تدخلاً سريعاً. لأن الولايات المتحدة مازالت حتى الآن تستخدم في العمليات ضد داعش طائرات تُقلع من سفن في الخليج (العربي) والبحر المتوسط. وهذا يعني مقارنة باستخدام إنجيرليك أربعة أضعاف الكلفة المادية والزمن.

- هذا يمكّن من استخدام طائرات من دون طيار لهذا الهدف.

- ألا يمكن للولايات المتحدة أن تستخدم إنجيرليك لتكسب "PYD" ساحة جديدة كما جرى في كوباني؟

تم الحديث في هذا الموضوع. ستراعي الولايات المتحدة حساسية تركيا فيما يتعلق بـ "PYD"، وسيتم التدخل ضد داعش دون تمييز بين هذا الحزب والمعارضة المعتدلة.

- كيف سيتم ضبط هذا الأمر؟

سيكون هناك ضباط أتراك في مركز القيادة في قاعدة أنجيرليك.

هل ستقلع طائرات تركية من قاعدة إنجيرليك؟

نعم، ولكن لأغراض الأمن فقط. لن تتدخل الطائرات التركية بعمليات قصف داخل الأراضي التركية. وستؤمن تركيا دعماً لوجستياً. إلى جانب هذا فقد اتخذت تركيا قراراً برسم خط أمني داخل الحدود السورية بواسطة المدافع البعيدة المدى. وستستخدم هذه المدافع عن الضرورة.

- ما الذي ستكسبه تركيا؟

ستؤمن تركيا حماية جوية للمعارضة المعتدلة عن طريق التحالف الدولي ضد نظام الأسد وداعش، وستحول دون إجراء "PYD" أي تطهير عرقي، وسيطرة على المنطقة.

- بتحرير منطقة منطقة تل أبيض من داعش بدعم من قوات التحالف، وحد "PYD" بين كنتوي الجزيرة المقابل لنصيبين، وكوباني المقابل لسوروتش، ولكنه لن يسمح له بوضع اليد على منطقة جرابلس التي تحارب فيها المعارضة المعتدلة ضد داعش... ستُضرب داعش هناك، وتُؤمن المعارضة المعتدلة للسيطرة على هذه المنطقة.

- سيعمل على تجميع المعارضة المعتدلة وعلى رأسها المجموعات التابعة للجيش السوري الحر من جديد، ويتم تأمينها، وتقويتها.

- سيحال دون انضمام المجموعات الصغيرة التي لا تستطيع قتال داعش إلى هذا تنظيم، ويفتح الباب من أجل المجموعات التي تريد أن تنسحب من هذا التنظيم.

- وبهذا ستشكل منطقة آمنة تحت سيطرة المعارضة المعتدلة يأوي إليها الهاربون من إرهاب الأسد وداعش ويلجأون إلى تركيا.

- هل تم التخطيط لخطوة أكثر تقدماً؟

ستكون الخطوة اللاحقة موجهة نحو المصادر المالية للكوادر القيادية في داعش، ومراكز القيادة لدى نظام الأسد.

تجارة البترول بين الأسد وداعش:

نظام الأسد جار للمنطقة البترولية التي تسيطر عليها داعش.

أقول جار، لأن هناك علاقات جوار. يشتري نظام الأسد البترول من داعش مقبل محاربة هذا التنظيم للمجموعات المعتدلة!

عندما يصطدم نظام الأسد بالمجموعات المعارضة في المناطق القريبة من الشمال، ينسحب، ويقصف المعارضة من الجو وبالمدافع البعيدة المدى لتغطية تقدم داعش برا، وهكذا تتقدم داعش، وتكسب مناطق جديدة... أي أنه يقول: "أنا أنسحب، وأقدم الدعم الجوي، وادخل أنت".

تشكل منطقة جرابلس عمقاً على مسافة 70-80 كم من الحدود التركية. وهناك منطقة إدلب على عمق 35-40 كم من الحدود التركية.

هاتان المنطقتان هما اللتان لعبتا دوراً مؤثراً بقرار تركيا فتح قاعدة إنجيلرليك للطائرات الأمريكية لمحاربة داعش.