الجولان في عيون الأسد وإعلامه: شوارب وطربوش وخماسية الحدود!

الجولان في عيون الأسد وإعلامه: شوارب وطربوش وخماسية الحدود!
لن يذهب اليوم (17 نيسان- عيد الجلاء) أحد من أهل الجولان الفعليين إلى حدودهم ليراقبوا عن كثب السحر الأخضر الذي طالما حلموا بالعودة إليه، ولكنهم منعوا منه فقط من أجل كرسي الأسد الكبير الذي فاوض عليه، وباع من أجله 152 ألف نازح ومئات القرى التي دمرت عن بكرة أبيها.

لن تتكرر في مثل هذا اليوم، الصورة المصطنعة التي عمل إعلام الأسد على تكريسها لأهالي الجولان في عيد الجلاء وهم يحملون العلم ويلوحون للوطن الأم عبر الأسلاك الشائكة... فقد حرّرت الثورة السورية الجديدة هذه الصورة من أكاذيبها... ولهذا عندما خرجت الثورة السورية من عمق الألم لم يتهاون أبناء الجولان المنتشرين في كافة أصقاع البلاد على الالتحاق بها، وهتفوا: "أبو سليمان...باع الجولان"...وحملت لافتاتهم توقيع "أبناء الجولان المباع".

خرجنا إلى اللاعودة!

أبو فواز الرجل السبعيني يستذكر اليوم المرير الذي خرج فيه مع عائلته على أمل العودة: كانت أيام حارة والقمح بطول الرجل وهو واقف، حملنا بعض الأغطية من أجل أن لا ينام الأبناء في العراء، فطقس الجولان بارد حتى في عز الصيف، وهكذا خرجنا إلى اللاعودة، وفي الطريق كانت مناظر الجنود الهاربين، والآليات العسكرية الجديدة متروكة في العراء، ودبابات تلمع جديدة تصيح بالمقاتلين الذي سمعوا بيان وزير الدفاع بالانسحاب الكيفي وإعلانه سقوط القنيطرة وكنا لم نصل إليها بعد، ولم يكن في أغلب الجولان بعد جندي اسرائيلي واحد.

وهكذا بكل بساطة حدثت النكسة وخرج الناس خوفاً على أعراضهم من بلداتهم وقراهم، وساهم الإعلام بذلك ببيان الهزيمة، وتفرق النازحون في دمشق وريفها ودرعا وحمص طالبين بيتاً يأوي أبناءهم بعد أن ذهبت الأملاك والبساتين والحقول، ولكن الأيام مرت وتحولت مخيمات النزوح إلى بيوت، وولدت البيوت بيوتاً في مخيم الوافدين ودرعا وحمص، وتوزع البقية في شتات الوطن وتحديداً في ريفي درعا ودمشق، وما الأحياء الجنوبية التي تذبح اليوم بالبراميل والمدفعية إلا بيوتهم الجديدة (التضامن- الحجر الأسود- سبينة- الذيابية- الحسينية)، ونالت سكاكين جيرانهم الشيع في السيدة زينب من رقابهم، وهكذا ثاروا لأجل كرامتهم التي انتزعها ألب، والذي ينتزعها اليوم الابن المجنون.

الهزيمة كأنها نصر!

يصرخ أبو جاسم: ما يؤلمني أن الجولان أرادوا له أن يموت ويطمس، وكلما جاءت ذكرى النكسة والحديث عن أبناء الجولان يخرج النظام أبواقه الذين يتحدثون عن الهزيمة كأنها نصر، وتبدأ صور أخوتنا في (مجدل شمس وبقعاثا) كأنهم كل الجولان، وكل أهله، وهم الأبطال والبقية جبناء مغيبون، لا دور لهم سوى أنهم نازحون يمارس عليهم النظام دور المقاوم تارة، والمتسول في كل الأحيان، عندما تسول على دمار القنيطرة أمام كل الوفود التي زارتها.

ما قاله المواطن (أبو جاسم) هو الحقيقة بعينها غير منقوصة، فقد ظل الإعلام الرسمي يرسم صورة المناضل الجولاني من إخوتنا الدروز أبناء القرى الخمس التي بقيت تحت الاحتلال، وهنا يوضع إشارات استفهام كبيرة على بقائهم، والجولاني البطل هو بشوارب معقوفة، وطاقية بيضاء، وشروال أسود، وشعار طائفة الموحدين الحدود الخمسة... بينما في الظل بقي أكثر من مليون سوري نازح من الجولان مسلوبي الحقوق، ولا ذكر لهم إلا في عيد الجلاء وباقي المناسبات غير الوطنية في الأعياد مثلاً عندما يكون هناك برنامجاً عن الفلكلور وصناعة القهوة المرة!

الدروز والعلويين والشركس يأخذون حصص الأغلبية السنية!

الجولان بفسيفسائه العجيب كان رمزاً للتعايش بين الطوائف والأقليات...ففيه ثلاث قرى علوية (الغجر- زعورة - وعين فيت)، وخمس قرى درزية، وقرى من أقليات مختلفة كالشركس والتركمان وبعض العائلات الكردية، ومئات القرى العربية السنية من البدو الذين استقروا في هذه البقعة الجميلة... ولكن نظام البعث حوله بعد النكسة إلى مرتع طائفي مقطع الوصال ليس جغرافياً فقط؛ بل حتى على صعيد الكتلة البشرية، فمزقها تحت مسميات الانتخابات والديمقراطية المزيفة فأخذ الدروز والشركس والعلويين حصص الأغلبية البدوية السنية.

بعد الثورة بدأ الانقسام يأخذ شكل الاقتتال الطائفي فتحول علويو الجولان من سكان شارع نسرين وقدسيا إلى شبيحة مارسوا القتل الوحشي بحق أبناء منطقتهم في الحجر ألسود والذيابية والحسينية، وأما دروز حضر في القنيطرة فلعبوا نفس الدور القذر...إنه النظام الطائفي حين يجيش أنصاره باسم الطائفة وبعيداً عن الوطن.

التعليقات (5)

    ابو عبدو

    ·منذ 9 سنوات شهر
    التعليق خالف قواعد النشر

    وائل الاموي

    ·منذ 9 سنوات شهر
    '''ونالت سكاكين جيرانهم الشيع في السيدة زينب من رقابهم، ''''في بعض الاحيان اشعر ان اوربنت نيوز تكتب عن ااشياء لا علم لها بها كما ورد في تلك الجملة،،،اولا لم يكن ايا من سكان السيدة زينب شيعي او ينتمي الئ تلك الطائفة،بل كانوا جميعهم مسلمين سنة وانا منهم،ولم هناك اي شيعي بينهم ،كان زوار السسيدة زينب من شيعة العراق وايران الذين كانوا يحضرون القرص معهم ليضعوا جبهتهم

    وائل الاموي

    ·منذ 9 سنوات شهر
    علية حين السجود، ولم يكن لاهل قرية السيدة اي نوع من الحقد او الكراهية للزوار او مقام السيدة زينب، بل علي العكس كان المكان يمتلئ باسكان السيدة زينب يوم الجمعة،ولم ينالوا ايضا من ابناء الجولان النازحين،،بل علي العكس،كان ابناء الجولان ينالو من سكان السيدة زينب الاصليين، من سرقة المحاصيل الزراعية الي الاستيلاء علي الاراضي ذات الملك العام الي الاستنجاد بلعلويين حين تقوم اية مشكلة مع اهل البلد

    وائل الاموي

    ·منذ 9 سنوات شهر
    البعص وحافط الجحش الجولان الي كنتم تحلموا فية، سبحان اللة الدنيا دولاب الان انتم تشربون من مررارة الكاءس الذي سقيتم منة اهل السيدة ومن حولها، جميعكم كان من اعضاء حزب البعص ومن المدافعين عن حافط الجحش واعوانة، فاين انتم الان ،،،هل استعيد الجولان لكم،، ،،هذا ما كسبتم لانفسكم قذوقوا ما كنتم تكسبون،،،عاشت سورية حرة ابية ويسقط الكلاب واتباعهم،

    مصر وسوريا واحد

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    ان من دمر هذا المقام الذي يشبة البيت المقدس اقصد مقام السيدة زينب بدمشق قلب نبض العالم الاسلامي هم العلويون هم من ايران بلاد فارس ان سكان دمشق والسيدة زينب هم من اطيب السكان في العالم الاسلامي وكان يزور المقام سنة قيل الشيعة سكان السيدة من المستحيل انهم يدمرون المقام بل كان يحمو المقام من الغزو الايراني انا من السيدة زينب في القاهرة القديمة
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات