معاناة كبيرة لقاطني المخيمات في جبال الساحل: صقيع الشتاء!

معاناة كبيرة لقاطني المخيمات في جبال الساحل: صقيع الشتاء!
فاجأ فصل الشتاء -بوصوله المبكر- سكان ريف اللاذقية المحرر، لتبدأ معه معاناة الأهالي والمهجرين من مدن اللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس، الذين تركوا منازلهم وأملاكهم، ونجوا بأنفسهم من بطش النظام وشبيحته.

وصل الشتاء قبل أن يتم قاطنوا الريف استعدادهم للتعامل من برده ولياليه الطوال، حيث لم يجمعوا من الحطب ما يكفي، ولم يخزنوا من المؤونة إلا القليل.

فناء الغابات

وصف أبو أحمد -رجل خمسيني- برد شتاء هذا العام بأنه استثنائي، مؤكدا أنه لم يعرف سابقا مثل هذا البرد الذي حل فجأة قبل موعده، وقال للأورينت نت: منذ بداية شهر تشرين الثاني بدأت العواصف والأمطار على منطقتنا، لم نكن قد انتهينا من قطف ثمار التفاح، لم نجمع ما يكفي من الحطب، ها قد استهلكنا كل ما جمعناه، ولا نزال في منتصف الفصل.

عمد النظام منذ بداية الحراك الثوري في المنطقة قبل ثلاث سنوات إلى حرق الغابات، وحولها إلى رماد، وأشجار محروقة، مدمرا بذلك وقود شتاء الأهالي.

أبو إبراهيم –فلاح من جيل التركمان- قال: خلال الأعوام الثلاثة الماضية، كنا نعتمد على الأشجار المحروقة من الغابات القريبة في التدفئة وطهي الطعام، ولكن ارتفاع عدد السكان ووصول عدد كبير من المهجرين إلى المنطقة، واعتمادهم المطلق على هذا المصدر، أدى إلى نفاده.

وأضاف في حديث للأورينت نت: ساهم في استنفاذ الغابات المحروقة قيام البعض بتحويل الاحتطاب إلى تجارة ومهنة ، باعوه إلى المناطق الداخلية والشمالية في إدلب وحماة وحلب، في حين لم تجدد الغابة نفسها.

عاجزون عن شراء الوقود

مع النقص في الحطب كان لا بد للمواطنين من البحث عن وسيلة بديلة توفر الدفء ونار الطهي، ليصطدموا بحقيقة أن تكلفة استعمال المازوت –وهو أرخص أنواع الوقود- تتجاوز المائة دولار شهريا، وهو ما لا يستطيعون دفعه.

ولا يمكن الاعتماد على الغاز، حيث يبلغ سعر الأسطوانة الواحدة في المنطقة ما يقارب ثمانية ألاف ليرة سورية -40 دولارا-، ولا يستطيع الأهالي دفع ثمنها لفقرهم الشديد، نتيجة توقف دورة الحياة الاقتصادية في المنطقة.

أم عدي -سيدة من جبل الأكراد- قالت: لم يدخل الغاز منزلي منذ ثلاث سنوات، ولا المازوت، مع أنني كنت قبل الثورة استخدم المازوت في التدفئة، ولم أعرف الطبخ على الحطب في حياتي، ولكن الحاجة أم الاختراع، فقد أصبحت أطبخ على الحطب.

وأضافت في حديث للأورينت نت: كان الأمر صعبا خلال الصيف، ولكن الأمر أسهل حاليا لأن مدفأة الحطب داخل المنزل، وهي موقدة دائما، ولكن الحطب أصبح قليلا، لا نعرف كيف سنتدبر أمورنا.

وأشارت إلى أن زوجها يذهب لمسافات بعيدة - رغم قسوة الطقس- منذ الصباح، كي يجلب الحطب، لكنها تؤكد على أنها سعيدة رغم المعاناة "نعيش بكرامة، ونحن على استعداد للاستمرار على هذا الحال حتى اسقاط النظام، وفي سبيل ذلك تهون الصعاب".

في المخيمات الوضع أسوأ

وتبقى معاناة قاطني المنازل بسيطة بالمقارنة مع معاناة سكان المخيمات القريبة من الحدود التركية، حيث تعصف الرياح بخيمهم، ويحتاجون ضعف كمية الحطب والوقود للتدفئة والطهي.

ويناشد هؤلاء مؤسسات المعارضة تزويدهم بالوقود اللازم لتجاوز برد الشتاء، ويرون أن تخفيضا صغيرا لرواتب العاملين فيها كفيل بتأمين ما يكفي من أموال لشراء مستلزماتهم في فصل الشتاء القارس.

ولا يتوقع أبو رشيد –من سكان مخيم اليمضية- استجابة الائتلاف والحكومة وباقي مؤسسات لنداءاتهم المتكررة، إذ يرى أنهم مشغولون بالتصارع على المناصب والمصالح الشخصية، ولا يعنيهم من أمر السوريين المحتاجين شيء.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات