في التحقيق قال له المحقق بأن لا قوة في الأرض تهزم بشار الأسد، وأنصحكم بأن تكفوا عن هذا الجنون الذي يقتلكم، وأننا سنكتفي بالعقوبات الجسدية التي (أكلتها)، ولكن التقرير الأمني الذي كتب بحقك لن يطوى نهائياً فانتبه إلى تصرفاتك، ولا تحاول بالتوسل إخفاء تمويل بعض الفارين، وكان المحقق يقصد مجموعة من الحوالات أرسلها إلى شقيق له هرب إلى لبنان.
عند صدور قرار إطلاق سراحه طلبه المحقق وقال له الجملة التي فاجأته: لن يسقط بشار الأسد حتى تسقطوا تمثال الرئيس الخالد (حافظ) في ساحة عرنوس؟.
التمثال
مازال تمثال حافظ الأسد صامداً في نهاية سوق الصالحية، ولكن بحماية من عناصر المخابرات وبعض الشبيحة الذين افتتحوا مقاهي لممارسة الحراسة والدعارة، والسرقة في المساءات المتوترة، وسبب التشديد على ساحة عرنوس أنها شهدت أولى التظاهرات الصغيرة في العاصمة، ومنع فيها إقامة صلاة شموع لشهداء التظاهرات الأولى، ومن حينها خشي أبناء الأسد الكبير وجنده على مصير (الصنم) بعد التحطيم الذي نالته تماثيله في أغلب المحافظات والفرى وعلى مداخلها وفي ساحاتها.
وأنت تنظر باتجاه الساحة التي تحوي تمثال القائد الخالد يصدمك نظرك قاسيون الكبير، ولكن مشهد التمثال كمن يقف حائلاً دون الوصول إلى قمة الجبل التي استحالت ثكنة عسكرية، ومنها تقصف كل العاصمة، وتدمر (جوبر والقابون والغوطة) ومنها يشعر النظام بأنه ما زال مسيطراً وقادراً.
في الساحة التي كان يلعب بها الأطفال غير مكترثين بالتمثال، وفيها كان يلتقط (المنحبكجية) صورهم مع الخالد ليضعوها على موبايلاتهم فرحين بالتقرب منه وموالاته... الآن لا أحد من هؤلاء لا أطفال يلعبون ولا منافقين يلتقطون الصور، فالساحة مرصودة من أنصار (المقبور)، ومن الممكن أن تتعرض لأية مساءلة عن سبب مرورك فيها.
في محيط التمثال اليوم عائلات ضاع منها ابناؤها غرقاً وقتلاً وتعذيباً، وأغلبهم من أبناء العاصمة المهادنين الناعمين، فيما يقف التمثال في وسط الضحايا مغلقاً الطريق أمام الحالمين بالصعود إلى قمة قاسيون، وأما (محمد) سجين الأمن، والمحايد أكثر من المطلوب لم يسلم من التعذيب وكاد أن يفقد حياته ما زال يروي لبعض الخاصة هامساً بمقولة المحقق: لن يسقط بشار الأسد حتى تسقطوا تمثال الرئيس الخالد(حافظ) في ساحة عرنوس؟
التعليقات (13)