أنقرة تنسف إعلان واشنطن الاستعانة بـ "إنجرليك"

أنقرة تنسف إعلان واشنطن الاستعانة بـ "إنجرليك"
نسفت تركيا أمس ما أعلنته الولايات المتحدة عن اتفاق يقضي بوضع أنقرة قاعدة إنجرليك الجوية في خدمة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش عشية انعقاد اجتماع القادة العسكريين لدول التحالف في واشنطن، لتعود الشكوك مجدداً إلى الابتزاز الذي تمارسه الحكومة التركية بخصوص «داعش»، ودفعها الأمور باتجاه سقوط مدينة عين العرب بيد التنظيم الإرهابي، الذي انهالت عليه ثماني ضربات جوية من طائرات أميركية وسعودية، في وقت انتقلت القوات الكردية من موقع الدفاع إلى الهجوم، واستعادت عدة نقاط تمركز من أيدي المتطرفين.

وقال مصدر حكومي تركي ان تركيا لم تبرم «اتفاقا جديدا» مع الولايات المتحدة يجيز فتح قواعدها امام طائرات التحالف الدولي التي تشن غارات على اهداف داعش في سوريا والعراق. وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته: «لا يوجد اتفاق جديد مع الولايات المتحدة بخصوص انجرليك»، في اشارة الى القاعدة الجوية الواقعة جنوب تركيا.

وشدد المصدر الحكومي التركي ان «موقفنا واضح، ليس هناك اتفاق جديد»، مذكرا بأن الاتفاق الساري حاليا بين تركيا والولايات المتحدة لا يسمح للجيش الأميركي بالوصول الى قاعدة انجرليك، قرب اضنة (جنوب) الا ليقوم بمهمات لوجستية او انسانية. واضاف ان «المفاوضات مستمرة على اساس الشروط التي وضعتها تركيا سابقا».

تصريحات أميركية

وكان مسؤول اميركي في وزارة الدفاع طالبا عدم كشف هويته أعلن قبل ساعات من النفي التركي ان حكومة انقرة سمحت للجيش الأميركي باستعمال منشآتها لشن غارات على داعش. وقالت مستشارة الأمن القومي الأميركي، سوزان رايس، إن تركيا تعهدت بأن تسمح للولايات المتحدة وسائر الدول المتحالفة معها باستخدام القواعد التركية لأغراض تدريب المعارضة السورية المعتدلة. وأضافت أن تركيا تعهدت أيضا بالسماح باستخدام منشآت على أراضيها من قبل قوات التحالف من أجل القيام بنشاطات في العراق وسوريا، ولكنها ذكرت

أن بلادها لا تعتبر المطلب التركي بإقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا «قضية ملحة» من أجل تنفيذ الهدف الرئيسي المتمثل بتدمير داعش.

وترفض تركيا في الوقت الراهن الانضمام الى التحالف العسكري الدولي. وينظر المجتمع الدولي بارتياب إلى الموقف التركي، الذي يدفع باتجاه سقوط مدينة عين العرب في يد تنظيم داعش الإرهابي.

ويستخدم سلاح الجو الأميركي منذ زمن طويل قاعدة انجرليك، حيث ينشر حوالي 1500 من عناصره.

الا ان الطائرات التي تقوم بعمليات القصف على مواقع تنظيم داعش تنطلق حتى الآن من قواعد في منطقة الخليج، حيث مركز العمليات الجوية الأميركي الذي يغطي 20 دولة في المنطقة. كما تستخدم الولايات المتحدة قاعدة دييغو غارسيا، وهي منطقة بريطانية في المحيط الهندي لقاذفاتها بي52 وبي1 وبي2.

غارات التحالف

ميدانياً، شنت مقاتلات اميركية وسعودية ثماني غارات جوية في سوريا، استهدفت داعش في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود مع تركيا.

وشنت مقاتلات وقاذفات سبع غارات على مواقع التنظيم المتطرف في محيط كوباني، بحسب القيادة الأميركية الوسطى.

وبين الأهداف وحدات للتنظيم ومناطق تجمعه، وموقع لمدفع رشاش، وخمس مبان يسيطر عليها مقاتلو التنظيم.

وحشد التنظيم تعزيزات لهزيمة المقاومة الكردية، ويهدد القتال بعزل كوباني عن باقي العالم. كما شنت المقاتلات غارة جوية على ثكنة للتنظيم المتطرف في مدينة الرقة شمال غرب سوريا، طبقا للقيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على عمليات الجيش الأميركي في المنطقة.

تقدم المقاتلين

على صعيد المعارك، تمكن المقاتلون الأكراد من استرجاع موقعين كان استولى عليهما داعش، من دون ان يؤثر ذلك على توازن القوى داخل المدينة المهددة بالسقوط في ايدي التنظيم المتطرف.

وافاد صحافي في وكالة «فرانس برس» في المنطقة الحدودية من الجانب التركي عن سماع اصوات طلقات اسلحة رشاشة وانفجارات قذائف هاون متلاحقة ناتجة عن الاشتباكات التي باتت تدور على اقل من كيلومتر من الحدود.

واذا كان مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية نجحوا في كسب بضعة امتار على الأرض بعد هجمات مضادة خلال الساعات الماضية، فالواقع ان التنظيم المعروف باسم «داعش» لا يزال يسيطر على مساحة تقارب 40 في المئة من المدينة الصغيرة المحاصرة من ثلاث جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة مقفلة معبرها الحدودي على الأسلحة والمتطوعين الأكراد الراغبين بدخول عين العرب والقتال الى جانب المدافعين عنها. وقال المرصد في بريد الكتروني: «نفذت وحدات حماية الشعب هجوماً معاكساً في القسم الجنوبي لمدينة عين العرب، انتهى بتمكنها من التقدم والسيطرة على نقطتين».

واوضح ان هذا الهجوم جاء بعد محاولة جديدة من التنظيم لاستكمال السيطرة على المدينة عبر هجوم من أربعة محاور على مراكز الوحدات في الجنوب، في ظل استمرار المعارك العنيفة على محاور المدينة الشرقية والجنوبية.

تكتيك المفخخات

وللرد على تقدم القوات الكردية، لجأت داعش إلى تكتيك المفخخات، حيث قام بإرسال أربع شاحنات مفخخة إلى مناطق تحت السيطرة الكردية، وانفجرت جميعها قبل الوصول إلى اهدافها عبر استهدافها من قبل القناصة الأكراد ثم نسفها عبر صواريخ محمولة على الكتف. وقال ادريس ناسان وهو مسؤول كردي في كوباني إن اثنين من المقاتلين الأكراد أصيبا في أحدى الهجمات. وقال ناسان إن مقاتلي التنظيم يحاولون التقدم صوب نقطة حدودية لكن وحدات حماية الشعب الكردية صدتهم.

دعوة لمشاركة ألمانية

طالبت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر الألماني المعارض، كاترين جورينج-إكارت، بمهمة عسكرية للأمم المتحدة بمشاركة الجيش الألماني لمكافحة «داعش». وقالت في تصريحات لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية «يتعين على ألمانيا أن تكون مبادرة لدى الأمم المتحدة. يتعين أن يكون هناك تفويض سريع لمكافحة داعش عسكريا».

ونظرا للضغط المتزايد على تركيا التي تقف مدرعاتها على مقربة من مدينة كوباني، لكنها لم تتدخل في النزاع حتى الآن، ذكرت جورينج-إكارت أنه لا يكفي الإشارة إلى أن أنقرة وحدها في هذا الصدد، موضحة أنه من السذاجة الاعتقاد بأن ألمانيا وأوروبا ليستا بالفعل طرفا في النزاع، وقالت: «إننا نتحمل مسؤولية مشتركة».

اجتماع لـ «الجامعة» حول استراتيجية محاربة الإرهاب

أعلنت الجامعة العربية عن تحضيرات تجريها هذه الأيام لاستضافة اجتماع موسع للمفكرين والخبراء من مختلف الدول العربية لبحث أسباب انتشار الإرهاب في الوطن العربي، وذلك للخروج باستراتيجية عربية لمحاربة الإرهاب، تعرض على الاجتماع الوزاري المقبل؛ بغرض تعميمها على الدول الأعضاء، للاستفادة منها.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون السياسية السفير فاضل جواد، إن الاجتماع المقبل، هو استكمال لجهود الجامعة العربية التي تسعى في الفترة الحالية لبحث السبب في انتشار الإرهاب في الوطن العربي، وأسباب انضمام الشباب العربي إلى الجماعات الإرهابية المتطرفة.

وأشار جواد في تصريح له أمس، إلى أن الجامعة العربية استضافت مؤخرا اجتماعا مع ستة مفكرين مصريين، ناقشوا خلاله الأسباب في انتشار الإرهاب، في ظل الظروف الحالية التي تعيشها المنطقة العربية، لافتا إلى أن الجامعة عرضت عليهم القرار الوزاري الأخير حول إرهاب داعش، وخاصة الفقرة التاسعة، والتي تتحدث عن الاستعانة بالمفكرين والمتخصصين لبحث أسباب وحيثيات هذه الأزمة.

وأوضح جواد أن الاجتماع المقبل للشخصيات العربية سيضم مفكرين من كل الدول العربية، بواقع أربع شخصيات من كل بلد يمثلون كل الأطياف، والمكونات العربية، الإسلامية والسياسية، حيث من المنتظر أن تعرض التوصيات والاستراتيجية التي يخرج بها الاجتماع على الاجتماع الوزاري.

وأكد على أهمية بحث أسباب ومحددات التحول الراهن على الساحة العربية، والتي أدت لانتشار الإرهاب، وهو خطر لا يأتي صدفة، إلا أنه أصبح ظاهرة تبحث الجامعة أسبابها ومحدداتها التي أدت بالشباب العربي إلى الالتحاق بصفوفه.

التعليقات (4)

    ayman

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    بس لو أفهم ياأورينت ليش عمطبلو وتزمرو للتحالف لعما التحالف رح يقضي عالثورة وانتو لسا لاحقين كوباني نسيتو الثورة كلا اذا كوباني تابعة للنظام وهي بيد ال pyd خليا تسقط بيد داعش ارحم من النظام وحاج تحكو عتركيا والحكومة التركيا لان مواقفا بتشرفكل مسلم وعربي بكفي انو كل شغلكن عالاراضي التركية

    احمد

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    عن الاجتماع الذي سيعقد حول اسباب الارهاب: دوافع انضمام الشباب لمثل هذه التنظيمات هي فقدهم الثقة باوطانهم بسبب الفقر والبطالة والهوان. السياسات الخارجية ترتكب نفس اخطاء الاستعمار البريطاني تقوية افراد على حساب افراد اخرين لتظهر ثورات تطيح بالانظمة. وناهيك عن تجار الاسلحة الذين تعتبر الحروب عندهم بمثابة ليلة عيد عند تاجر حلوى. هههههه وقد دخلت احد دول الخليج سوق السلاح حديثا وهي تقوم باشعال الفتن في كل ارجاء المنطقه لتسويق بضاعتها.

    danmark.logstor

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    اسماع ولاك ايمن انت باين من كلامك انك حلبي يعني من جماعة كل مين اخد امي صرت بقلوا عمي..بعدين الحكومة التركية الفاشية بتشرف واحد متلك بلا ناموس ...نسيت بلدك و بعت البلد بفرنكين بعد ما حلبتوها على اخر فرنك و هلق قاعدلي بحضن عمو اردوغان و مو هامك شي مو هيك ؟ بس بدي وجه كلمة لكل واحد على شاكلتك..تفو على شرف كل واحد باع ارضوا و عرضوا و جاب الغريب على بلدوا من داعش و حالش..و تفو على شرف كل واحد بيجيب الغريب على بلدوا متلوا متل يلي بيجيب الغريب لعند أمو ..

    ابراهيم الكردي

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    التعليق خالف قواعد النشر
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات