وأضاف أن حركتي: (حزم) و(أحرار الشام) اللتين تم قصفهما من قبل جماعة التحالف، ليستا مصنفتين في الأصل ضمن لائحة الإرهاب، وهما تقاتلان الى جانب الثورة السورية بإصرار وعزيمة، وكذلك الأمر بالنسبة لـ (جبهة النصرة) التي قد نختلف في الفكر والمنهج، إلا أنها لم تكن يوماُ في خلاف مع الشعب السوري أو ضده.
وأكد رحال على وجود نقمة وهبة شديدة من قبل الشعب السوري ضد تلك الضربات، وخاصة ان المجتمع الدولي قد فاجأه فيها من حيث المكان والزمان، إضافة الى ان مفهوم الإرهاب لدى التحالف الدولي ظهر بشكل مختلف عن مفهوم الإرهاب العام والذي نعرفه، ولاسيما بعد استبعاد حزب الله والحرس الثوري الإيراني وبشار الأسد والفصائل العراقية التي كانت تقاتل الى جانبه من دائرة الإرهاب من جهة، وظهور تناغم واضح بين الأسد وطيرانه والتحالف الدولي من جهة ثانية.
بدوره أشار الخبير بالجماعات الإسلامية الدكتور حسن أبو هنية الى ان الولايات المتحدة الأميركية وعلى مدى 3 سنوات ودخول الثورة في عامها الرابع كانت ولازالت تصنف الشعب السوري وجميع الحركات في سوريا على انهم إما إرهابيين كالنصرة وداعش أو أنهم إرهابيين مفترضين أي بمعنى مرشحين لان يكونوا إرهابيين.
وأضاف ان جميع الضربات التي جرت في سوريا ليست عشوائية، وان طبيعة الضربات الأميركية واستراتيجيتها المعتادة في مكافحة أي حركة تمرد تدخل في 3 مراحل، تتمثل الأولى باستهداف خزان الأهداف بعد ان يتم تعريفه وتحديده على أساس اليقين وبنسبة خطأ لا تتجاوز 3%.
وأوضح أبو هنية أن المرحلة الثانية تبدأ بعد تحقيق أهداف المرحلة الأولى ويطل عليها اسم "مرحلة التخمين" وهي تقوم على تقديرات وتخمينات على أساس الاعتقاد الراجح، ومن ثم تدخل في مرحلة الاستدامة وهي المرحلة الثالثة والتي يتم فيها العمل على احتواء جميع التحركات.
كما أشار الى أن اميركا انتقلت في تعاملها المع الملف السوري وكافة ملفات المنطقة الأخرى مما يسمى بالشق الحقوقي بالمدني الذي جاء به أوباما الى ما يسمى بالشق الواقعي، ومن ثم أبرزت الوجه الامبريالي الامبراطوري لها، الأمر الذي دفعها لتأخذ الجميع في قرارتها، ومنها تركيا التي تتعرض لنوع من العقاب لمجرد جرأتها على اتخاذ بعض قرارات الممانعة.
وفي نهاية حديثه قال أبو هنية: أنه من أهم الأخطاء التي ارتكبتها كل من الدول التي تسمى بأصدقاء سوريا وقوى الثورة السورية هو التحرك بهذه الطريقة وإعطاء شيك على بياض لضرب الشعب السوري بحجة مقاومة الإرهاب، ولا سيما أن جل ما تريده الولايات المتحدة الأميركية من كل ذلك هو إقامة نظام موالي في سوريا ولا يشكل أي قلق بالنسبة إليها، عبر الحفاظ على مؤسسات الدولة دون انهيارها، ووضع فيها من تقف فيهم.
التعليقات (8)