ماذا لو انضمّ الـ"ب ي د" إلى الائتلاف؟

ماذا لو انضمّ الـ"ب ي د" إلى الائتلاف؟
هذا السؤال يتبادر إلى الذّهن، فور ما تجد صورةً لصالح مسلم "الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي(ب ي د)" وهو يصول ويجول في قاراتي أوربا وآسيا، باحثاً عن نافذة مشروعية لمشروعه بشكل أكثر قوة، في ظلّ المظاهرات التي تقام ضد حزبه، واتهامه بقمع الرأي الآخر الكُرديّ.

المظاهراتُ التي عمّت شوارع أوربا أحرجتْ مسلم دون شك..الأمرُ الذي لم يبقِ أمامهم خياراً غير إقامة مظاهرات مضادة. مظاهرات مضادة إذاً.. مع أنّه كان بوسع الكُرد أنْ يضيّقوا الفجوة بينهم، دون أنْ يكلفوا أنفسهمْ عناء المظاهرات..نعم... لا يحتاج الكُرد إلى الكثير حتى يتجاوزوا محنة الشقاق، لكن كيف؟ بعنوان عريض" الجرأة في اتخاذ المواقف"، ومن بين الأسطر يظهر عاملان: الأول: هو عودة الكُرد إلى كلّ الاتفاقات التي وُقّعت بإشراف مباشر من رئيس الإقليم، والثاني: وهو متعلّق بـ" العنوان العريض" أي الجرأة في اتخاذ موقف من كل مجريّات سوريا، بمعنى أنّه لو اصطفّ كل الكُرد إلى جانب المعارضة، وميّزوا أنفسهم من القوى الراديكالية الإسلامية المقاتلة، لاستطاع الكُرد تجاوز الشقاق- لكن- ليس كل ما يتمناه المرءُ يدركه ،تجري الرياح بما لا يشتهي السفن.

معضلة الشقاق في الصّف الكُردي إذاً أصبح تحديّاً يفوق كل التحديّات، فزوال الشقاق يعني اطمئنان الشارع الكُردي أولاً، ويعني التخفيف من حدة الهجرة عبر الحدود والبحار والقارات، وتالياً: عدم تحقيق حلم البعض في إفراغ المنطقة من سكّانها..

ولا نستغرب أنّ لدى القوى السياسيّة الكُرديّة وصفات حلول جاهزة، لكنْ ما يحيّر الشارع هو عدم أخذ القوى السياسيّة بهذه الحلول، ومن الخطأ أنْ نقول: بأنّ ال"ب ي د" منساقٌ ضمن محورِ الممانعة ولا يستطيع التراجع عنه، والتملّص من ذاك المحور، فإنّ هذا ما يجلب له نكسة كبيرة، قد تكون سبباً لدّمار الحزب نفسه.

في منطق السياسة يكون التّعامل مع الأصدقاء أو الأعداء من منطلق الجمود العقائدي هو الطّريق السهل للفشل، فالسياسة الناضجة هي التحوّل الدائم في اختيار الأصدقاء، وذلك تبعاً للمصالح، ومن هنا، بإمكان الـ"ب ي د" العدول عن محوره واختيار محورٍ جديد، وهذا المحور هو محور الائتلاف، وتالياً تركيا وأمريكا ومعهما أوربا، ولكن، ماذا سيستفيد الكُرد؟ هذا السؤال، ربما يُطرح من هنا وهناك. في الحقيقة يجب الاقتناع بأنّ لا حل يلوح في الأفق، دون التشاور مع رئيس اقليم كُردستان" كاك مسعود البرازني"، لأنّ الرئيس سبق له أنْ عقد تحالفات وتجارب عدة مع القوى المؤثرة في صنع القرار العالمي، وثانياً: إنّ حضور الائتلاف هو الأقوى من بين الشرائح المعارضة، وثالثاً: يمكن لوجود الكُرد في الائتلاف أنْ يعزل الائتلاف عن الاختراقات من قبل الراديكاليين، ورابعاً: ربّما استطاع الكُرد أنْ ينعشوا مناطقهم بالضّخ الإغاثيّ والسياسيّ والمدني!

بقي أنْ نقول: أنّه ليس من السهولة أنْ يصبح ال" ب ي د" طرفاً في الائتلاف، وهذا الدّرس لقنه غالبية المتابعين للشأن السوريّ، حتى لو أنّ الأتراك أصرّوا على ذلك، فوجود الـ"ب ي د" في الائتلاف يطمئن الأتراك أيضاً!، ويمكن أنْ يكون هناك مؤشرات الانفراج في ظل ضغط كبير من قبل "داعش" في كل النواحي!

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات