وعد الرئيس الأميركي بزيادة الدعم الأميركي للمسلحين الذين يقاتلون نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومساعدتهم في مواجهة خصومهم المتطرفين، مستبعداً أي حل عسكري في وقت قريب في سوريا.
هذا الجزء المخصص من خطاب اوباما حول سورية، الذي القاه بينما البراميل تتساقط فوق المدن السورية، وحدها حلب دفعت43 شهيدا مدنيا. وفي تلك الاثناء كان حزب الله ومواليه في لبنان يقودون مسرحية اجبار بعض السوريين على الادلاء باصواتهم، في انتخابات الدم الاسدية." تأمين "حزب الله" للسيارات والحافلات التي تنقل " المقترعين"، في تظاهرة هجومية أقفلت شرايين قلب لبنان الى اليرزة، حيث مقر السفارة السورية. مجيء"مقترعين"من سوريا بحافلات لم تخضع للتفتيش. مشهد لم يكن لديه مثيل في أي دولة أخرى سمحت بانتخاب المقيمين السوريين على أرضها. في لبنان، لا يوجد أي معيار، لأنه بالأساس، هناك دولة مغلوب على أمرها، كلما رفع تجمع راية "حزب الله". هذه الراية التي حملها المتظاهرون السوريون الموالون للأسد طبعا. لهذا اوباما لم يأتي على ذكر دور ايران في قتل الشعب السوري. منذ اشهر سألني صحفي أمريكي عن توقعاتي عن الموقف الامريكي من انتخابات الدم هذه؟ وايضا على قناة اورينت نفس السؤال في تلك الفترة. أجبت أن اوباما سيغطي هذه الانتخابات من موقع المعارض لها، لكنه سيمررها دون اي اجراء عملي يرفع كامل الشرعية الدولية عنها، وكلمة اوباما تعبر عن ذلك. الاسد يريد اجراء الانتخابات تلك لكي يقول لمواليه أنه يحكم، وكي تسوق ايران وروسيا لهذه الخطوة. وهو ما يفعله حزب الله في لبنان. اتفهم موقف اوباما من مكافحة الارهاب، لكن من غير المعقول ألا يشمل هذا الامر مرتزقة ايران في لبنان والعراق الذين شاركوا بشكل مباشر في قتل المدنيين السوريين. عندما يصر اوباما انه لاحل عسكري في سورية، فإنه يقصد ان يبقى الاسد يقتل. هذه معادلة بسيطة يعرفها اوباما جيدا جدا. الاطرف من ذلك، أن اوباما ايضا لايرى موقف حكومة نوري المالكي ورفضها استقبال اللاجئين السوريين باوامر ايرانية، ومع ذلك يريد مساعدة هذه الحكومة. حيث ان اقليم كوردستان هو فقط من استقبل لاجئين على اراضيه." اوباما ينتخب بشار الأسد الى حين. اهم ما قاله اوباما في الخطاب ، أنه سيدعم الاردن ولبنان وتركيا كي لا( يتسرّب) الارهابيون من سوريا ، ويهددوا مصالح امريكا " يعني بذلك ، تحويل سوريا الى صندوق نصف مغلق ، فمن تركيا ولبنان والاردن سيكون مُحكماً ، وسيكون مفتوحاً من جهة العراق ، التي لا يتسرب اليها" الارهاب " من سوريا ، بل يتسرب منها الإرهاب الى سوريا، وهذا الباب يجب أن يبقى مفتوحا لذلك تحديداً (بالامريكي ) ، على كل ارهابيي العالم ( الذين يدعمون نظام بشار الاسد ) أن يتوجهوا للعراق ليتم تسهيل دخولهم . كما عبر احد النشطاء تعقيبا على خطاب اوباما. هذا كان يتم بالفعل طوال ثلاث سنوات، حيث دخلت من هناك تحديداً جحافل داعش، وجحافل ابو الفضل العباس، وعصائب اهل الحق، وغيرها تحت رعاية المالكي وأزلامه، أما من لبنان فلا يدخل منها إلا حزب الله، ولايدخل اليها الا كل طويل عمر من المدنيين الفارين من الموت. انتخابات الدم هذه تشير بما لايقبل الشك، أن النظام الدولي الامريكي، بات يقبل باحط النظم السياسية، بات يقبل بقتل الشعوب، ومرتاح لعطالة مجلس الامن في هذا المضمار تحت حجة الفيتو الروسي. خطاب اوباما هذا ليس أكثر من تمرير مرحلة اضافية في قتل الشعب السوري. مشكلة اسقاط الاسد بالنسبة لاوباما مشكلة سخيفة في حال اراد حلها الآن أو في المستقبل. لكن الموقف الامريكي الآن لايريد هذا الحل. لايريد حلا حتى تكتمل صورة مأساة القرن الواحد والعشرين، هولوكست جديد بلا اعتراف غربي به. بلا اعتراف من نظام دولي أمريكي ينتظر احتواء نظام الولي الفقيه بكل حمولته. وكان اوباما صادقا عندما صرح أيضا ان حقوق الانسان بالعالم مرتبطة بمصالح الولايات المتحدة الامريكية. كما تراها ادارة اوباما. كما خرج اوباما بقضية أنها حرب طائفية ايضا، ولا يريد زج الجنود الامريكان فيها. هذا التسفيه الذي يقوم به النظام الدولي الامريكي بقيادة اوباما لمطالب الشعوب وتضحياتها من أجل حريتها. وعبر تمرير عمليات انتخاب كالكوميديا السوداء. تجعل هذا التكالب على مصالح الاتجاه الدولي الغالب، محل إعادة السؤال عنه وعن هذه المصالح. هل مصلحة امريكا كما يراها اوباما تقتضي باستمرار قتل الشعب السوري؟ كيف سيكافح اوباما الارهاب اذا في العالم؟ هل اوباما ساذج لكي يقتنع أن الاسد يقتل القاعدة؟ لا أظنه كذلك، بل يصبح من غير المعقول أن ننظر لقضية مكافحة ارهاب الاوبامية هذه ببراءة وحسن نية. لأن اوباما يعرف من أدخل داعش لسورية، ويعرف أكثر أن داعش لم توجه بندقية واحدة ضد الاسد وميليشاته. اوباما في استراتيجيته تلك من اول يوم في الثورة، اوصلته لكي يستقبل معارضة سورية بينها وبين مأساة الشعب السوري، رواتب عالية وفنادق خمس نجوم وخلافات على الزعامات، قلنا كتيار علماني في سورية نريد اسلاما منفتحا في المعارضة، لكن لانريد قيادات اسلامية فاشلة ومنها ما هو فاسد. عندما يريد اوباما بديلا عن الاسد كما يدعي يحفظ مصالح امريكا لا يعجز عن ايجاده. لكنه لايريده حتى الآن.. خطاب اوباما وما طرحه فيه يقول نتيجة واحدة وهي" يجب ان تستمر القاعدة والارهاب في العالم والانظمة الفاسدة والمجرمة حتى يستكمل هذا النظام الدولي الامريكي الذي اتى بعد انتصار امريكا في الحرب الباردة، مقوماته كاملة".
التعليقات (3)