أبناء الشهداء يُكرّمون بترك مدارسهم وممارسة الأعمال الشاقة

أبناء الشهداء يُكرّمون بترك مدارسهم وممارسة الأعمال الشاقة
يعاني أبناء الشهداء في مدينة معرة النعمان بريف إدلب ظروفا معيشية صعبة بعد فقدانهم لأولياء أمورهم خلال الثورة السورية, حيث اضطر أغلبهم لترك المدارس واللجوء للعمل بغية مساعدة عوائلهم للتأمين سبل الحياة في ظل ظروف الحرب الدائرة.

يمارس أغلب أبناء الشهداء في مدينة معرة النعمان مهناً شاقة على الرغم من أجسادهم النحيلة واليافعة.

الطفل عبد الكريم نجار، أخ لخمسة أخوة، استشهد والده في جمعة "الحرية"، يعمل مع عمه في صناعة المنظفات في معمل صغير جدا، وقد توقف عن العمل مؤخراً بسبب إصابته التي أفقدته اثنتين من أصابع كفه الأيمن. كما أن عمه تعرض للإصابة بعد استهداف النظام للمعمل ليتوقف عن العمل نهائيا، ما يعني ذلك بمثابة إنذار للطفل عبد الكريم بضرورة أن يبحث عن عمل آخر يمكنه من مساعدة أسرته وأخوته على مواجهة متطلبات العيش.

في منزل آخر لشهيد قضى تحت التعذيب في سجون النظام السوري، يعيش محمود الريحاني حالة إنسانية صعبة جداً لا تقل قسوة عن حالة عبد الكريم، حيث يعمل محمود (ابن 14 عشر ربيعا) في ورشة لخراطة الحديد داخل قبو مظلم.

ينزل، محمود، يوميا، للقبو البارد ليعمل كحداد وبمقابل نصف دولار يوميا. ينصرف محمود عند المساء إلى منزله ليضع ما جمعه من أجر مع ما يأتي به شقيقه الأصغر، الذي يعمل في صناعة المعجنات، أمام والدته كي تشتري لهم قوتاً يمكنهم من العيش، حيث يقيمون جميعاً في منزل خيم عليه الحزن والأسى.

قد يكون جميل أحسن حالاً من محمود وعبد الكريم، حيث يعمل مع عمه في بقالية بجوار منزله، لكن، لا يخفي جميل حنينه لمقاعد الدراسة التي أجبر على تركها بعدما استشهد والده بقذيفة هاون سقطت على منزلهم، ما اضطره أن يعمل لإعانة أمه وأخوته. كما أن جميل لا يتردد في إبداء تفاؤله بمستقبل أفضل بعد زوال النظام.

عبد الكريم، ومحمود، وجميل، غالبتهم الدموع عندما عرضوا حالتهم. ولسان حالهم يبعث برسالة لكل كل الهيئات والجمعيات الإغاثية بضرورة أن تتحمل مسؤوليتها تجاههم والاهتمام بأوضاعهم ورعاية عوائلهم.

يذكر أن عدد الأطفال السوريين الذين فقدوا آباءهم منذ داية الثورة بلغ 34500 ألف طفل، أما الأطفال الذين فقدو كلا والديهما فقد بلغ 9500 طفل، وبلغ عدد الأطفال الذين فقدو أحد والديهما أوكلاهما 25000 طفل جراء الاختفاء القسري أو الاختطاف، بحسب الشبكة السورية لحقوق الانسان.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات