وقال نشطاء معارضون للرئيس بشار الأسد إن عشرات السوريين الأعضاء بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام حولوا ولاءهم وانضموا إلى فصائل إسلامية سنية أخرى استفادت من مشاعر الاستياء الشديد بين السكان تجاه الدولة الإسلامية في العراق والشام والجهاديين الأجانب التابعين للقاعدة والذين برزوا بين قيادتها.
وخلفت المعارك في الرقة جثثا لأشخاص يرتدون الزي الأسود المفضل لمقاتلي القاعدة ملقاة في شوارع المدينة عاصمة محافظة الرقة الواقعة على ضفة نهر الفرات في شرق سوريا.
وجاء القتال في أعقاب اشتباكات مماثلة في أماكن أخرى في الأيام القليلة الماضية قتل خلالها أعضاء في جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تخلت أيضا عن بعض مواقعها.
وقال نشط بالمعارضة يدعى عبد الرزاق شلاس في الرقة لرويترز "انقسمت الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى مجموعتين تقريبا .. محليون بدأوا ينشقون ومقاتلون اجانب مصممون على ما يبدو على مواصلة القتال."
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وهي جماعة مراقبة تابعة للمعارضة إن 71 من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام و20 مقاتلا من جماعات منافسة و26 مدنيا قتلوا في الاشتباكات في الرقة ومناطق أخرى غيرها في سوريا في الأيام الثلاثة الماضية.
ويأتي القتال في الوقت الذي استولت فيه جماعات في العراق تعرف نفسها بأنها تابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام على بلدات سنية على بعد مئات الكيلومترات على نهر الفرات في العراق في تحد للحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد والتي يعتبرونها حليفة لإيران مثل الأسد.
وفي سوريا سعت جماعات إسلامية أخرى للاستفادة من مشاعر الاستياء بين السكان المحليين من محاولات الدولة الإسلامية في العراق والشام فرض تفسير متشدد للشريعة الإسلامية وممارسات اجتماعية أخرى في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقال نشطاء إن مقاتلين سوريين من فصيلين إسلاميين هما أحرار الشام وجبهة النصرة وهي جماعة تابعة للقاعدة أيضا حاصروا القاعدة الرئيسية للدولة الإسلامية في العراق والشام في وسط الرقة.
وقال نشط يدعى محمد عز الدين عبر هاتف يعمل عبر الاقمار الصناعية من المدينة التي تبعد 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق انه يسمع دوي اطلاق النيران من أماكن كثيرة.
وهون مسؤول من أحرار الشام من شأن الانباء التي ترددت عن انسحاب كثير من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى الريف قائلا ان رجالها ما زالوا يديرون حواجز على الطرق في أنحاء المدينة.
ووردت أنباء أيضا عن اشتباكات بين جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام ومنافسيها الإسلاميين في محافظة دير الزور قرب العراق. وقال نشطاء إن مقاتلي الجماعة أخلوا مواقع على طريق سريع رئيسي هناك على طول نهر الفرات وانسحبوا من حي في مدينة دير الزور عاصمة المحافظة.
وإلى الغرب قرب الحدود التركية تخلت الدولة الإسلامية في العراق والشام عن مناطق لصالح إسلاميين منافسين والجيش السوري الحر المدعوم من الغرب. وكان إسلاميون من جماعات مختلفة استولوا على الرقة في مارس اذار العام الماضي لتصبح العاصمة الوحيدة لمحافظة التي تسقط في أيدي المعارضة السورية المسلحة.
وأظهر تسجيل مصور بث على الانترنت يوم الأحد عددا من الرجال الذين عرفوا انفسهم بأنهم معارضون للأسد قالوا إنه تم تحريرهم من سجن في الرقة تديره الدولة الإسلامية في العراق والشام. وقال نشطاء إن الجماعة كانت تحتجز نحو 50 شخصا أطلق سراحهم الآن.
وقال المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية وهو مؤسسة بحثية إنه رغم خسائر جماعة الدولة الإسلامية فلا يزال بإمكانها إعادة تنظيم صفوفها وجر منافسيها إلى "صراع داخلي طويل".
وأضاف "هذا سيعرقل بدرجة كبيرة قدرتهم على محاربة نظام الأسد.. الذي من الواضح أنه يستفيد بالفعل من التغير في التركيز المحلي والدولي."
التعليقات (3)