فنان سوري وابنته يستعيدان تجربة الأغنية السياسية الساخرة

فنان سوري وابنته يستعيدان تجربة الأغنية السياسية الساخرة
منذ اللحظة الأولى لانطلاقة حركة الاحتجاجات السلمية في سوريا ضد ظلم واستبداد نظام الأسد على المجتمع السوري، والرد الوحشي على تلك الاحتجاجات التي شكلت بداية الثورة السلمية انطلاقاً من حادثة أطفال درعا المعروفة، كانت الكلمة حاضرة في الميدان، وكان اللحن المعبر عن حال الثورة والغضب كذلك، منذ أن أطلق الفنان سميح شقير صرخته المدوية الأولى: يا حيف.. أو حين أعلن القاشوش أهازيحه المدوية

تتالت أشكال التعبير السلمية في الغناء والأهازيج والأناشيد والهتافات وصولاً إلى فنون السخرية التي برع السوريون في فنونها بدءاً من النكتة وصولاً إلى الأغنية الساخرة.

في الحديث عن الأغنية السياسية الساخرة ظهرت لدينا تجربة فنية سورية وليدة تحاول أن تثبت حضورها في ميدان الفن المسخّر للثورة الذي يشحذ الهمم في مواجهة الطغيان، وكانت فرقة ( مر الكلام ) التي أعلنت انطلاقتها من القاهرة في أول لقاء مباشر مع الجمهور السوري والمصري ضمن فعاليات ( الفن ميدان ) المعروفة.

ما هي هذه الفرقة، وما مشروعها، وما الذي ستقدمه من إضافة للشارع السوري الثائر في معركته من أجل الحرية والكرامة، هذه التساؤلات نطرحها على الفنان عبد القادر منلا مؤسس الفرقة عبر الحوار التالي:

- نبدأ من التسمية، من أي جاءت ولماذا؟!

• مر الكلام مستوحى أصلاً من عنوان إحدى أغنيات الراحل شيخ إمام، وأردت من هذا العنوان أن يكون معبراً عن المرارة والغضب الذي يعتمل في نفس كل مواطن سوري يشاهد بلده يدمر على يد هذه العصابة، طبعاً مع الأمل بأن نصل يوماً قريباً إلى حالة أخرى نكون فيها كسوريين قد حققنا أهدافنا في ثورة الحرية لنغني بعدها جميعاً...حلو الكلام.

- هناك شكل من التماهي مع تجربة الأغنية السياسية الساخرة للشيخ إمام والشاعر أحمد فؤاد نجم، هل هذا صحيح؟!

• هذا التماهي ليس مقصوداً بحد ذاته، ولكنني أرى أن ما يحدث في سوريا الآن لا يمكن التعبير عنه بغير هذه الطريقة من السخرية الحادة والجارحة أحياناً، لأن النظام قام بالاعتداء على كل ما هو إنساني ومتزن في حياتنا، نحن نعيش حالة غير معقولة لا يمكن الحديث عنها باللغة المحتشمة إلى ما لا نهاية، وهذا ما يمكن لحظه في بعض كلمات الأغاني، وإذا كانت تجربة أشعار نجم التي غناها إمام معبرة عن الحالة المصرية بصدق، فنحن نسعى لنكون معبرين بصدق أيضاً عن الشارع السوري.

- من كتب الكلمات ومن وضع الألحان لفرقة مر الكلام؟!..

• كل الكلمات والألحان حتى هذه اللحظة هي من تأليفي وتلحيني، ولا مانع من التعاون مع آخرين في الخط ذاته مستقبلاً.

- كيف ولدت فكرة الفرقة، ومنذ متى بدأت التحضير لها، ولماذا انطلاقتها من القاهرة؟!

• قبل الحديث عن فكرة الفرقة بحد ذاتها أود الحديث عن الحالة التي كنت أشعربها كمواطن سوري أعمل في مجال الإعلام والفن قبل خروجي من سوريا منذ شهرين، ففي تلك الفترة كنت أشعر بالاختناق من عدم قدرتي على الكلام والتعبير علناً عما يحدث أمامي من جرائم يرتكبها النظام، خوفاً على أسرتي الصغيرة خاصة وأنني كسوري أعرف مدى وحشية هذا النظام وعدم تورعه في الانتقام بكل الوسائل فيما لو قلت شيئاً مما أحضر له من كلمات وألحان ومشاريع أخرى، فكنت أكتب وألحن وأحضر نفسي للحظة الخروج من سوريا، أي أن الفكرة كانت منذ بدايات الثورة، ولكن لم أفصح عنها إطلاقاً بسبب ما ذكرت لك إلا بعد أن أخرجت عائلتي ووصلت إلى القاهرة.

- آسف على المقاطعة، ولكنك تأخرة كثيراً في الخروج بعد عام ونصف؟!

• نعم تأخرت كثيراً ولهذا فأنا أقدم اعتذاري الشديد من شعبنا على هذا التأخير واعترف أنني كأب كنت جباناً، على الرغم من أنني حاولت الخروج قبل هذه المرة بعدة أشهر ولم أنجح في هذا، المهم أن ما أحمله من مشروع فني على الأقل قد يشفع لي في هذا التأخير، وأن تصل متأخراً كما يقال خير من ألا تصل.

- إذاً نصل إلى مرحلة التحضير للإعلان عن الفرقة هنا في القاهرة..ماذا عنها؟!..

• هنا قررت إظهار الفرقة، وهي مكونة مني ومن ابنتي ( جوى ) في الغناء والعزف على العود، إضافة إلى مشاركة صديقين مصريين في العزف على آلتي البزق محمد يحيى والرق ماجد صواف... بدأت التشاور مع بعض الأصدقاء في الفكرة ومحاولة التمهيد لها في القاهرة، إلى أن اقمنا هذا الحفل الأول في ميدان عابدين وسط القاهرة الذي فوجئنا بمستوى التفاعل والمشاركة السورية مع أغنياتنا والذي يعكس برأيي العطش لأي مشاركات فنية رغم أن هذا النمط من الأغنيات قد لا يكون معروفاً بما فيه الكفاية، وأنه يختلف كثيراً عن نمط تجارب أخرى سابقة واكبت الثورة السورية منذ بدايتها، كأغنية يا حيف والقاشوشيات.

- ما هي المواضيع التي تناولتها أغاني فرقة مر الكلام؟!.

• حاولت فيما كتبت تناول كل شيء يعرفه ويلمسه المواطن السوري، بدءاً من أكذوبة أن: سوريا بخير، التي روج لها النظام منذ بداية الثورة متعامياً عن الواقع بطريقة فاضحة، وصولاً إلى رجال الدين الذين وقفوا إلى جانب النظام مبررين للقتل، إلى نقص المواد الأساسية مثل المازوت الذي نهب وقدم للدبابات، إلى الإنهيار الاقتصادي الذي تشهده سوريا الآن.

- أمثلة على هذه الحالات.

• أغنية: ( هيك قال الريس هيك). من كلماتها: ( هيك قال الريس هيك/ سورية بخير/ وشعبا بخير/ وروح يا طير خبر ما عليك/ هيك قال الريس هيك/ كلو ماشي كلو تمام/ الرعبة أكلت اهل الشام/ من مسيحية ومن اسلام/ شبيك قائدنا ولبيك/ هيك قال الريس هيك...الخ ).

أغنية: ( سباسيبا رشن والصين ) من كلماتها: ( سبسيبا رشن والصين/ وشكراً عالدعم المتين/ شكراً عالدور التاريخي/ ف عين جالوت وفي حطين/ سباسيبا رشن والصين/ الشعب الديكتاتوري انداس/ من حاكم مكتوم الأنفاس/ خلصتونا من الأنجاس/ وحميتو الوحش المسكين/ سبسيبا رشن والصين/ على كل طلقة مشكورين/ وعلى كل خازوق واسفين/ خلي الدب الروسي يرفرف/ ويمشي مرفوع الجبين...الخ ).

أغنية: ( افرملي الحرية ) من كلماتها: ( افرملي الحرية مع الكبة النية/ وخلي الحسون يبرك عالصينية/ في واحد سافل عمل العمايل/ حط القنابل بالمزهرية/ وحسونة يطبل جنبو ويهلل/ يرقص ويمول عالقراصية/ والقراصية منين منين للمنتوف وعايش بالدين...الخ ).

أغنية: ( عبي بيدونك عبي ) من كلماتها: ( عبي بيدونك عبي..سقعة والحالة صعبة/ بكرة بتقسى الشتوية...وبيطلعلك حردبة/ شو اخبرا المازوتات...شفطوهن م الكازيات/ وعبوهن بالخزانات...لدعم المجهود الحربي....الخ ).

- أخيراً ماذا عن مستقبل فرقة مر الكلام؟!..

• مشروع فرقة مر الكلام ليس مشروعاً لاحتراف الفن الغنائي..هي فكرة ولدت في قلب الثورة ومن أجلها، وستنتهي بإسقاط النظام، أنا أحاول أن أقدم إسهاماً ما في الثورة من خلال هذا الدور الذي يمكن ان تلعبه الأغنية الساخرة في نفوس الناس وهذا جل ما أطمح إليه، وفي النهاية فإن مجال عملي سيكون كما في السابق بعيداً عن الغناء.

التعليقات (2)

    الأخوين التوام ملص

    ·منذ 11 سنة 4 أشهر
    مر الكلام... رااااااااااااااااااااااااااااااااائعين

    ABDULKADER ALSHAMAAA

    ·منذ 11 سنة 4 أشهر
    رااااااااااااائع جميل لكم التوفيق
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات