جاء ذلك في افتتاحية العدد الأخير من المجلة الصادر هذا الأسبوع، حيث كتب رئيس تحريرها حسن صبرا، متناولاً التأزم والقلق الذي يطبع سلوك الطائفة العلوية.
ولم توضح المجلة من هو هذا المصدر المقرب، لكنها اكتفت بالقول إنها لا تستطيع الإفصاح عن اسمه، وأن أهم ما في جوهر هذا الكلام أمران:
الامر الأول: هو تداعيات الوضع القلق جداً داخل العلويين، بعد ان بات معروفاً وعلى نطاق واسع ان عدد قتلاهم في عدوان بشار وعصاباته بلغ وفق تقارير غربية نحو 10 آلاف قتيل كلهم من صفوف الجيش والشبيحة وأجهزة الامن.
الأمر الثاني: الذي يخشاه بشار الأسد هو توقف حركة الانشقاقات في جيشه، التي شهدت قبل توقفها اي منذ عدة اشهر وتيرة متصاعدة في التحلل من النظام ومواقفه وجرائمه، كانت شبه يومية حيث اكدت مصادر على صلة بالنظام الحاكم في دمشق لـ((الشراع)) ان وقف حركة الانشقاقات لم تأت بالمصادفة، ولا لأن احداً لا يريد الانشقاق خوفاً او مصلحة او ولاء، ولا لأن عصابات الأسد باتت متحكمة بكل المنافذ او ممسكة بكل الخيوط او انها تستطيع منع حركة الانشقاق. وإنما هي بترتيب مسبق، وربما بقرار حاسم من قيادات الثورة في الداخل وفي الخارج، وقرارات مساعدة من جانب الدول العربية والإقليمية ذات الاهتمام المباشر بالوضع في سوريا.. <يفيد> أن على الضباط المتململين الراغبين بالانشقاق البقاء داخل الجيش، وتقديم خدمات للثورة أكثر فائدة للتعجيل بسقوط بشار وعصاباته..
وهؤلاء الضباط المنشقون ما زالوا على صلات واسعة مع أصدقائهم وضباطهم الصغار وجنودهم خاصة من أبناء مناطقهم، وهذه الصلات تخيف استخبارات الأسد فتمنع عن الجنود الحركة أو الخروج من الثكنات ما يؤدي إلى نقص في أعداد عصابات الأسد فتستعين بعصابات إيران في لبنان والعراق.. وفي أماكن أخرى.
وفي معرض تحليله لخشية بشار الأسد من الغضب العلوي، يمضي حسن صبرا رئيس تحرير (الشراع) وهو لبناني شيعي معروف بموافقه المناوئة لحزب الله وإيران إلى القول:
(خشية بشار من ردود فعل العلويين على ارتفاع أعداد قتلاهم في عدوان بشار، دفعته لأن يأمر بوقف نشر اي خبر عن أعداد القتلى من جماعاته، ووقف تصوير مواكب الجنازات العسكرية، بل والامر في وقف الاشارة الى اي خسارة بشرية، والاكتفاء بإعلام اهل القتلى في قراهم بدفن أولادهم او رجالهم دون اي مظاهر احتفالية، (وهو الأسلوب نفسه الذي يلجأ اليه حزب الله في لبنان في دفن عناصره الذين قتلوا اثناء عدوانهم على الشعب السوري، وهذا تقليد قديم ابتدعته العصابات الصهيونية، في مرحلة الاربعينيات اثناء عدوانها على شعب فلسطين، لمنع تراجع معنويات منظماته الارهابية..).
ولعل أخطر مفاجأة يخشاها بشار الأسد هي التمرد العلوي ضده، وهو يعرف ان معظم العلويين يدركون انه يكاد يكرههم، بل انه لم يخف في أي لحظة كراهيته لبلدته التي تضم رفات والده الذي أورثه السلطة.
يقول احد أقرب أصدقاء بشار الأسد لمصدر لا نستطيع نشر اسمه، ان بشار الأسد على استعداد للتوجه للقاء الجيش الحر، لكنه لن يتوجه الى القرداحة!!
وقبل الثورة كان أبناء المنطقة العلوية يشكون انه لا يهتم بهم ولا بمطالبهم، وردد كثير من المشايخ انه لم يعاملهم كما كان والده وشقيقه باسل يعاملانهم.
وفي فترة من الفترات كان بشار يتمنى ان يبني جداراً حول القرداحة بحيث يمر بجانبها ولا يرى أحدا من أبنائها (والامر نفسه يسري على أبناء المنطقة كلهم..) هكذا يردد مقربون منه.
وبعد الثورة استفحل الامر، فبشار بنظر كثير من العلويين هو المسؤول عن تحويل الساحل كله وجبال العلويين فوقه الى مقبرة مفتوحة، وما حصل في القرداحة بين آل الخير وعثمان وبين محمد الأسد (شيخ الجبل) في القرداحة كاد يحول بلدة زعيم العصابة ووالده الى هذا القبر المفتوح.
المصدر: مجلة (الشراع) العدد: (1568) بتصرف.
التعليقات (10)