ويعزو التقرير هذا التقلص في عدد المواليد من الجنسين في العام الماضي إلى انخفاض أعداد عقود الزواج من نحو 275 ألف عقد قبل الثورة، إلى أكثر بقليل من 90 ألف عقد زواج في العام الماضي (2012)، ما انعكس بشكل مباشر على عدد المواليد. ويرجع الناشط الميداني من مدينة عربين موفق العربيني هذا الانخفاض في أعداد المتزوجين إلى الأوضاع المتردية التي وصلت لها البلاد نتيجة تعنت بشار الأسد في الإستيلاء على السلطة، يقول العربيني "معظم شباب عربين العازبين لا يفكرون في الزواج قبل الإطاحة بهذا المجرم بشار الذي يختبئ في مكان ما ويعطي أوامر القتل اليومي، كما أن الأهالي هربوا من بطش شبيحة الأسد وفضلوا النزوح واللجوء مصطحبين بناتهم خوفاً من أن يتعرضن للخطف أو الاغتصاب"..
ويضيف العربيني "كنت أفكر في الزواج قبل اندلاع الثورة بشهر، ولولا صعوبة ظروفي في الأشهر الأولى على الثورة لكنت متأهلاً الآن، لكن بعد أن التحقت بالعمل الميداني بات شغلي الشاغل تأمين متطلبات الأهالي والعمل مع أبطال الجيش الحر والتنسيق مع اللجان الإغاثية والطبية.. إذا لم تكتب لي الشهادة، فأول ما سأفعله احتفالاً بسقوط بشار هو الزواج".
وأوضح التقرير الذي نشرته الشبكة أن أكثر المدن المتأثرة بنقص عدد المواليد والزواج هي إدلب ثم درعا ثم ريف دمشق. وبحسب الشبكة فإن أبرز أسباب النقص تكمن في ارتفاع مستوى القتل اليومي إلى ما يقارب 121 شهيد سوري يومياً بينهم 10 نساء على الأقل، كما أن تزايد أعداد الجرحى كان له أثر بالغ، حيث يقدر عدد المصابين بنحو 700 ألف مصاب من ضمنهم أكثر من 93 ألف إصابة تترواح بين متوسطة وبليغة تسبب إعاقة دائمة. كما أن ارتفاع أعداد المعتقلين إلى أرقام غير مسبوقة "أكثر من 200 ألف معتقل" كان له دور في تقليل نسب الزواج والولادة خلال الثورة، خصوصاً وأن نسبة لا بأس بها من المعتقلين يمكن إدراجهم تحت بند المصابين، خصوصاً مع الممارسات الوحشية التي يمارسها الأمن الأسدي بحق هؤلاء والتي تصل إلى حد إزهاق أرواحهم. ومن الأسباب أيضاً ارتفاع حالات الاغتصاب إلى نحو 6 آلاف حالة وما لذلك من أثار مدمرة على المجني عليهم، أيضاً يأتي اللجوء والنزوح الخارجي من ضمن الأسباب المؤثرة على النمو السكاني في سوريا خلال الثورة، إذ قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من ربع سكان البلاد هم إما لاجئين في دول الجوار، أو نازحين في مناطق سورية قريبة من موطنهم الأصلي. وأوردت الشبكة أن الدمار الذي لحق بالبيوت السكنية هو أيضاً أحد الأسباب المؤثرة في النمو السكاني، إذ يقدر عدد المنازل المدمرة بشكل كامل أوجزئي بأكثر من 3 ملايين منزل.
يذكر أن عدد سكان سوريا نحو 24 مليون نسمة، يتركز معظمهم في كبريات المدن السورية كالعاصمة دمشق ومحافظة حلب اللتان يقطنهما أكثر من 8 ملايين نسمة.
التعليقات (3)