صحيفة تركية معارضة تروي مأساة 4 نساء سوريات مع العنصرية وتأمين العيش الكريم

صحيفة تركية معارضة تروي مأساة 4 نساء سوريات مع العنصرية وتأمين العيش الكريم

روت صحيفة تركية معارضة ما تتعرض له كثير من النساء السوريات اللاجئات في العديد من المدن والولايات، من عنصرية وخوف ازدادت حدتها مؤخراً بشكل كبير.  

وفي لقاء أجرته صحيفة "بيرغون" تحدثت لاجئات سوريات عما يتعرضن له من نبذ وخوف ومعاناة كبيرة في الحياة والعمل على الرغم من أنهن لا يؤذين أي إنسان ويلتزمن بقوانين البلاد سواء في الحياة الخارجية أو حتى بين الأهل والجيران.

وبعنوان "كنا وحدنا.. وكنا خائفات" أكدت الصحيفة أن اللاجئات اللاتي قدمن إلى تركيا منذ سنوات يكافحن من أجل حلم الحياة الآمنة وسط العنصرية المتزايدة، بالرغم من أنهن لا يردن شيئاً سوى العمل لإعالة أطفالهنّ والعيش بأمان.

وبينت الصحيفة أنه مع انتشار الدعاية المضادة للاجئين يوماً بعد يوم في البلاد، تتزايد العنصرية أيضاً، لكن بعض المهاجرات اللاتي أجرت لقاء معهن يواصلن نضالهن من أجل البقاء ومنهنّ "جيلان بيسواني" التي تقطن في منطقة أفجلار بإسطنبول، وهي واحدة ممن قدموا إلى تركيا هرباً من القصف والدمار عام 2015.

وتشير بيسواني إلى أنها فقدت زوجها في الحرب ومن ثم هربت إلى تركيا مع أطفالها، حيث أعطت المهرب 100 دولار مقابل الشخص الواحد وكان معها 3 بنات أصغرهن تبلغ من العمر 5 سنوات والوسطى 10 سنوات، الأمر الذي جعل الطريق يصبح أصعب مرتين.

ولفتت اللاجئة السورية إلى أنها كانت خائفة من أن يبكي أطفالها فيسمعهم الجنود كما إنها لم يكن لديها حتى ملابس تحميهم من البرد، حيث ساروا من إدلب إلى الريحانية ومنها ذهبوا إلى إسطنبول.

وأضافت أنها نزلت ضيفة عند أصدقائها ثم وجدت عملاً ومنزلاً استقرت فيه، لكن بسبب عمرها الكبير (50) عاماً لم يعد أحد يقبل بتوظيفها، ما اضطرها لإرسال ابنتها الصغيرة للعمل كمترجمة، موضحة أنها الآن تشعر بالوحدة والخوف كيوم قدمت للبلاد غير أنه في السابق لم تكن هناك عنصرية كما هي الآن.

وأكدت بيسواني أن ابنتها الصغيرة تعرضت للعنصرية في فصلها الدراسي منذ بضعة أيام، وعندما عادت إلى المنزل باكية، قالت إن أصدقاءها قالوا: "لماذا أنت هنا، اذهبي إلى بلدك وعلى الرغم من وجود المعلم في الفصل، إلا أنه لم يسكت الطلاب العنصريين".

 

لم أشعر بالأمان في سوريا

أما اللاجئة "رشا النجار" فبينت أنها جاءت إلى تركيا قادمة من سوريا بعد زواجها العام الماضي، وبقيت في بيت أحد معارفها بعد انفصالها، مشيرة إلى أنه لم يبق لها أحد في سوريا، فقد خسرت كل أفراد عائلتها في الحرب والآن لديها طفل صغير يتوجب عليها العمل لإعالته. 

وتابعت أنه ليس لديها ما يكفي من الكلمات لوصف ما مرت به وما شعرت به، فهي لا تستطيع إلا أن تقول: إن الأمر كان صعباً، فزوجها السابق لم يسمح لها بالخروج، لذا فإن عدم قدرتها على الخروج والاختلاط بأحد أثّر على نفسيتها بشكل كبير. 

المهربون أرادوا أخذ بناتي

من ناحيتها قالت اللاجئة السورية (س. ج): إنها جاءت برفقة أطفالها إلى إسطنبول قادمة من إدلب عام 2016 بعد أن اقترضت مبلغ 5 آلاف دولار، حيث حاولت الوصول إلى حياة آمنة عن طريق المشي لمدة يومين أراد خلالها المهربون أن يأخذوا منها ابنتها الصغيرة.

وأردفت أنها خافت كثيراً على بناتها وبقيت على الحدود لمدة 10 أيام ولم يبق لديها أموال لأن المهربين سرقوا أموالها، لذلك انتظرت كل هذه المدة حتى يرسل لهم معارفهم أموالاً أخرى يستطيعون بها دخول تركيا.

وبينت أنه بعد جهد كبير دخلت هاتاي ومنها إلى إسطنبول، حيث تعيش الآن في منطقة إسنيورت ووجب عليها التأقلم مع الوضع، لكن العنصرية زادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة ولا يمكنها فعل شيء تجاهها، حيث تسمع دائماً ما يقال عن السوريين، لكنها لا تريد شيئاً أكثر من العيش والعمل بأمان.

وأوضحت أنها عندما انتقلت إلى منزل جديد، جاء جيرانهم وقالوا: أنتم سوريون، لماذا استأجرتم هذا المكان؟ "ارجعوا إلى سوريا"، مضيفة أنها لا تؤذي أحداً وتريد العيش بأمان فقط وما شاهدوه في سوريا من قتل ودمار جعلهم يخافون فكرة العودة.

لا أعرف إذا كان زوجي على قيد الحياة

وبالمثل تقول نصرة ضاهر إنها جاءت إلى تركيا قبل 7 سنوات وانتظرت على الحدود لمدة شهر، ولأن رسوم السفر كانت مرتفعة جداً، فقد انتظرت حتى وصل المال ومكثت في منزل رتبه أحد المهربين، حيث كان منزلاً صغيراً وكان هناك ما يقرب من 10 عائلات لذا توجب عليهم البقاء هناك وسط الظروف القاسية.

وتابعت "ضاهر" أنها قضت عامين في السجن بسوريا، كما إن زوجها لا يزال هو الآخر في السجن لكنها لا تعرف ما إذا كان على قيد الحياة أم لا فهي لم تسمع عنه خبراً منذ سنوات، مشيرة إلى أنه ليس لديه كلمات لوصف ما حدث معها في السجن، فهم لم يخبروها حتى عن سبب اعتقالها وعلى الرغم من أنها تخبر الجميع بما مرت به، لكن بعض الناس في تركيا أصموا آذانهم عن الحقيقة.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات