صحيفة تنتقد موقف الأحزاب الألمانية بسبب اللاجئين: هل نتركهم يُقتلون بسوريا؟

صحيفة تنتقد موقف الأحزاب الألمانية بسبب اللاجئين: هل نتركهم يُقتلون بسوريا؟

هاجمت صحيفة ألمانية المواقف المتشددة من قبل بعض الأحزاب تجاه سياسة اللجوء والدعوات إلى التضييق على اللاجئين والمهاجرين من أجل عدم السماح لهم بالقدوم إلى ألمانيا، بحجة أن الوضع أصبح غير محتمل ولم يعد باستطاعة الولايات تحمّل المزيد من النفقات.

وقالت صحيفة "دي تسايت" إن الاتفاق الذي توصّل له الاتحاد الأوروبي بشأن سياسة اللجوء، رغم أنه يمكّن البلدان من إغلاق أبوابها بسهولة أكبر بوجه اللاجئين لكنه قد يؤدي إلى حدوث أزمة "إنسانية". 

وأضافت الصحيفة أن قضية ترحيل اللاجئين اليوم ربما هناك توافق عليها بين الألمان أكبر مما كان عليه في عام 2015، وأن معظم الأحزاب والسياسيين يتفاعلون مع هذا الأمر، مشيرة إلى أنه لماذا لا تستمع الأحزاب للطرف الآخر الذي يريد شيئاً مختلفاً؟ أي الذين يريدون المزيد من التضامن والإنسانية في التعامل مع اللاجئين، ولا يخشون قدومهم، بل يخشون التجريد من الإنسانية؟.   

وتابعت أن الأحزاب يقدّمون تنازلات في كل مكان بشأن قضية اللاجئين، موضحة أن ممثل حزب البديل من أجل ألمانيا دعا إلى تسريع عمليات ترحيل اللاجئين.

ولفتت الصحيفة إلى أنه من المؤكد أن الأزمات والحروب تعمل على تثبيط المزاج لدى الشعوب وتساعد الأحزاب اليمينية "على تمرير ما تريد"، ولكن هذا سيكون "برأي الصحيفة" سبباً للدفاع عن المبادئ بقوة أكبر بدلاً من التخلي عنها شيئاً فشيئاً. 

وأردفت الصحيفة أن سياسة الهجرة تدور حول قرار أساسي هو هل ما زالت ألمانيا تشعر بالمسؤولية أم لا؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فيجب عليها أن تعلم بأن هناك ضريبة ستُدفَع وستؤدي إلى العديد من الأشخاص في النهاية، مشيرة إلى أنهم سيموتون جوعاً أو سيموتون في وطنهم لأنهم سيُقتلون كما يحدث في سوريا أو الصومال، أو إنهم سيتعرّضون لسوء المعاملة كما في إريتريا أو أفغانستان أو سيقوم المهرّب بحشرهم في شاحنات النقل أو يتركهم ليتدبروا أمرهم على متن قوارب صدئة. 

وأشارت إلى أن المهاجرين يعرفون المخاطر التي سيتعرضون لها ومعظم الذين يأتون لألمانيا يقبلون ذلك لأنهم لا يرون أي مفرّ آخر، وأن مصيرهم واضح.

واعتبرت الصحيفة أن ألمانيا التي تُعدّ رابع أكبر قوة اقتصادية في العالم، يجب عليها أن لا تبالغ في الاهتمام بقضية اللاجئين، فعلى سبيل المثال هناك أكثر من مليون لاجئ أوكراني تمكّنوا من الاندماج بهدوء نسبياً، متسائلة: "ما العيب في الأحزاب التي دعت ذات يوم إلى المزيد من الانفتاح، والتي تعاملت مع الهجرة ليس فقط باعتبارها تهديداً، بل باعتبارها فرصة؟".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات