بسبب احتجاجات السويداء.. مخابرات أسد تصدر أوامر جديدة لعناصرها بريف دمشق

كثفت الأجهزة الأمنية التابعة لميليشيا أسد دورياتها في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق بالتوازي مع انتفاضة أهل السويداء منذ أكثر من أسبوع، حيث أعطت مخابرات أسد أوامر جديدة للمفارز والحواجز للاستنفار ومواجهة أي حراك معارض في المنطقة وطلبت منهم التحقق من الوثائقيات للشباب واعتقال المطلوبين للخدمة العسكرية الإجبارية والاحتياطية.

انتشار حواجز جديدة

وقال (محمد أبو جوهر) المنحدر من مدينة سقبا لأورينت نت، إن "ميليشيا كتائب البعث في مدن وبلدات سقبا وكفربطنا وحمورية وعين ترما وحزة وجسرين ومسرابا الواقعة في القطاع الأوسط بالغوطة الشرقية والبلدات المحيطة بها، بدأت بنشر حواجز جديدة لم تكن من قبل، مع إيقاف بعض المارة من الشبان والسؤال عن أوراقهم الثبوتية ودفتر خدمة العلم.

وأضاف أن عناصر ميليشيا كتائب البعث، هم شباب ينتمون لبلدات الغوطة تم تجنيدهم كل في مدينته أو بلدته من قبل مخابرات أسد للإيقاع بالأهالي وفرض الإتاوات عليهم، وكل مجموعة من الكتائب تابعة لمدير القطاع الأمني في البلدة الذي تصله التقارير اليومية بالتحركات، حيث يتم اعتقال أي شخص من الغوطة الشرقية لمجرد الاشتباه به وتوجّه له تهم جاهزة مثل التواصل مع الأهالي في الشمال السوري أو التعاون مع الإرهابيين.

تعليمات أمنية 

كما ذكرت مصادر محلية لأورينت نت، أن "رؤساء الأفرع الأمنية التابعين للحرس الجمهوري وأمن الدولة والفرقة الرابعة في كل من مدن دوما وحرستا وباقي بلدات الغوطة، أصدروا أوامر باستخدام القوة لقمع أي مظاهرات أو احتجاجات جديدة في المنطقة مناهضة لحكومة أسد بالتوازي مع الحراك الذي ظهر في مدينة السويداء ودرعا في الجنوب السوري".

وأضافت: "الأوامر جاءت بتشديد الإجراءات ونشر دوريات متنقلة بين المدن والبلدات، مع وضع حواجز مؤقتة وثابتة وخاصة في أماكن التجمعات الكبرى مثل سوق الهال في دوما والسوق الشعبي في كفربطنا ومحيط المساجد وأفران الخبز، والهدف من ذلك هو رصد أية تحركات".

هيكلة الميليشيات

بدوره أكّد الناشط الإعلامي (منتصر الخولي)، أن "ميليشيا كتائب البعث في الغوطة الشرقية أعادت هيكلة المجموعات المسلحة التابعة لها، وضمت مجموعات جديدة من أبناء المنطقة للقتال في صفوفها وذلك بأوامر من رئيس فرع أمن الدولة بريف دمشق العميد (سامر بريدي) ورئيس فرع حزب البعث (بشير هزاع)".

ولفت إلى أن المهمات الجديدة التي أوكلت إلى المجموعات في ميليشيا كتائب البعث هو إعادة ضبط الأمن ومساندة أقسام الشرطة في أداء مهامها، ومراقبة التحركات وإعداد تقارير أمنية شاملة عن أوضاع كل بلدة، مع فرز قياديين في كل بلدة لتلك الكتائب مثل (حمدي مرزوق) في كفربطنا و(راتب شحرور) في عربين.

وكانت صفحات محلية موالية بدمشق قد تداولت قبل أشهر، مقطعاً مصوراً  لمجموعة من عناصر ميليشيا "كتائب البعث" وهم يسرقون الخبز تحت جنح الظلام من فرن في مدينة كفربطنا بالغوطة الشرقية، وقد ذكرت الصفحات حينها أن ميليشيا كتائب البعث التي (من المفروض أن تكون العين الساهرة على حماية المواطنين وأرزاقهم) على حد تعبيرها تقوم بسرقة الخبز من الفرن، وقد تم اتهام (حمدي مرزوق) أمين فرقة حزب البعث وشقيقه (علي مرزوق) الذي يعمل بوظيفة مختار بالفساد.

وتتزامن هذه الإجراءات، مع المظاهرات الحاشدة التي تشهدها مدينة السويداء وقراها وبعض بلدات درعا، والتي طالب المتظاهرون خلالها بإسقاط النظام وتطبيق القرار 2254 وتحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد، إلا أن حكومة أسد ونظامه قابلت تلك المظاهرات بقرار رفع جديد لأسعار المحروقات وتشديد الإجراءات الأمنية والتأهب لمواجهة أي حراك جديد وخاصة في مناطق التسويات بريفي حمص ودمشق.