انهيار قطاع الدواجن وانتشار اللحوم الفاسدة يزيدان من معاناة السوريين بمناطق أسد

انهيار قطاع الدواجن وانتشار اللحوم الفاسدة يزيدان من معاناة السوريين بمناطق أسد

شهد قطاع الدواجن في مناطق سيطرة ميليشيا أسد حالات نفوق جماعي لمئات آلاف الطيور بنوعيها البيّاض والفروج، جراء موجة الحر الشديدة في شهر آب الجاري، الأمر الذي زاد من مأساة المربّين والمستهلكين نتيجة الارتفاع القياسي في سعر الفروج، حيث بلغ الكيلو الواحد من الشرحات 65 ألف ليرة، وصحن البيض 42 ألف ليرة، ما جعل هاتين المادتين حكراً على الطبقة الغنيّة، ونتيجة هذا الارتفاع انتشرت أسواق تبيع لحوماً فاسدة.

نفوق في الفروج

وقال محسن عرابش صاحب إحدى المداجن في ريف دمشق لموقع أورينت نت، إن موجة الحر الشديدة في آب الحالي أدت إلى حالات نفوق كبيرة في قطاع الفروج وصلت في بعض الحالات إلى نسبة 75%، وذلك لعدم وجود آليات للتكييف والتبريد في المداجن الخاصة، وأدى ذلك إلى خسائر بمئات الملايين للمربّين، وقد وصلت درجات الحرارة في بعض الأيام إلى 46 في محافظات ريف دمشق وحمص وحماة وهي مناطق تربية الدواجن الأهم.

وأضاف أن أكثر من 200 مربٍّ تضرّر في ريف دمشق وحدها ولم يكن المربّون يملكون حلولاً لأن تكلفة تبريد "الهنكارات" كبيرة جداً في ظل ارتفاع أسعار الطاقة الكهربائية، أما إذا أرادوا تشغيل مولدات الديزل فإن الكلفة ستتضاعف بشكل كبير، ما يعني خسائر هائلة، وما زاد الأمر تعقيداً بحسب عربش هو الغلاء الكبير في أسعار الأعلاف المستوردة والأدوية البيطرية الخاصة بالدواجن.

وذكر أن المربّين لا يتلقّون أي دعم من حكومة أسد بل على العكس ترهقهم الضرائب المفروضة عليهم ولا يتم التعرّف إلى معاناتهم وصعوبة حصولهم على اللقاحات وكيف يستطيعون تدبّر شراء الأعلاف التي يحكترها تجار كبار مرتبطون بضباط ومسؤولين بميليشيا أسد ويتحكّمون بأسعارها.

تأثر إنتاج البيض

بدوره، أوضح مدير عام المؤسسة العامة للدواجن التابع لميليشيا أسد "سامي أبو دان" لمواقع موالية، أن تأثير موجة الحرّ على خط الفروج بالقطاع الخاص كان مُرعباً، حيث شهد القطاع كارثة حقيقية، إذ وصلت نسبة النفوق ببعض المداجن لـ 70%، أما بالنسبة لخط إنتاج البيض فتمثّل الضرر بانخفاض نسبة الإنتاج وصغر حجم البيضة ونقص وزنها.

وبرّر عدم تأمين التبريد للمداجن بنقص في حوامل الطاقة لدى القطاع الخاص، وذكر أن تربية الدجاج في سوريا تعتمد على نظام نصف مغلق، لذا من الطبيعي أن يتأثر بالعوامل المناخية، مؤكداً أن نظام التربية الأفضل هو المغلق، لكنه يحتاج لطاقة دائمة على مدار الساعة وهو مكلف جداً ولا يتناسب مع الوضع الحالي.

انتشار لحوم فاسدة

من جهة ثانية ذكر حسن أبو مروان من مدينة دمشق أن الأسعار المرتفعة  للفروج واللحوم الحمراء دفعت العديد من الجزارين ومحلات اللحوم إلى عرض لحوم مغشوشة وفاسدة ومنها مثلجة كما أنه هناك من يقوم بخلط لحوم البقر مع اللحم الضاني ويباع اللحم المخلوط بـ 80 ألف ليرة سورية، في حين أن كيلو اللحم الضاني اليوم وصل إلى سعر 130 ألف ليرة سورية

مواد بمواصفات غير مُطابِقة

وبسياق متصل ذكر أحمد أبو علاء لأورينت نت، أن ظاهرة الغش وبيع المواد الفاسدة تعدّت اللحوم، نتيجة الغلاء الكبير وانهيار الليرة السورية وانتقلت إلى المواد التموينية، وبيّن أن أبرز السلع المغشوشة التي تجتاح الأسواق في دمشق وريفها هي منتجات الألبان والأجبان وزيت الزيتون، فضلا عن العسل المغشوش الذي يملأ الأسواق .

وتابع: "عمليات الغش والاحتيال زادت أيضاً نتيجة ضعف دور هيئات الرقابة والتموين التي تكتفي بأخذ الرشوات من تجار الجملة والمصنّعين ويلجأ العديد من التجار إلى بيع موادّ بمواصفات غير متطابقة لما يُكتب على غلاف المادة".

وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا أسد من ارتفاع حادّ بمعدلات الفقر، وأفاد بيان للأمم المتحدة في شهر نيسان الماضي بأن التقديرات تشير إلى أن 90% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، ومن المتوقّع أن تؤدي الأوضاع الاقتصادية المتدهورة إلى زيادة مستوياته.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات