لم تمضِ أيام على تبجّح بشار الأسد وحديثه عن المعارضة الداخلية في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، حتى منعت أجهزة أسد الأمنية اجتماعاً لمناقشة الواقع المعيشي في اللاذقية دعا إليه فاتح جاموس أحد أبرز أعضاء ما يُسمى بمعارضة الداخل التي تهادن بشار الأسد.
وقال "تيار طريق التغيير السلمي" في بيان نُشر عبر صفحة رئيسه فاتح جاموس؛ إن الأخير فوجئ صباح الجمعة بعشرات الرجال من شرطة الشغب وأجهزة الأمن الأخرى أمام باب بيته وفي الشارع بأكثر من نقطة وكذلك في بعض شوارع وساحات قريته بسنادا.
وأضاف أن العميد المسؤول عن أولئك العناصر أبلغ جاموس بوضوح أن لقاء اليوم ممنوع على اعتبار أنه "دعوة بدون ترخيص"، وأنه لن يسمح لأحد بدخول البيت بهذا الخصوص.
وبحسب البيان فإن عدداً من الأشخاص الذين حاولوا المشاركة ودخول البيت مُنعوا "بكل نعومة تخويفية حازمة" كما مُنع جاموس من استقبال بعضهم كضيوف حتى مع تعهّده بعدم تناول الأوضاع السياسية.
وكذلك اتضح أن حكومة ميليشيا أسد قطعت الإنترنت عن منزل جاموس قبل يوم، في حين أن الأمر لم يكن خللاً فنياً أو صدفة.
واعتبر البيان أن ما حدث "كان اختباراً أولاً للسلطة واتضح أنها لا تريد أيّ حوار وطني داخلي رغم أنها كانت مدعوّة إليه"، كما "اتضح أنها مصرّة على نهج الردع الأمني وأشكاله الناعمة والخشنة إن اقتضى الأمر".
وحذّر البيان من احتمال انطلاق ردود فعل عشوائية بحكم ما وصل إليه الاختناق في صفوف كتلة الغالبية الاجتماعية ولا سيما مع إصرار السلطة على نهجها بالتحالف العميق مع أكثر الفئات الاجتماعية توحشاً وأدارت ظهرها حتى لقاعدتها القديمة من الطبقة الوسطى، محملاً بشار الأسد المسؤولية عن ذلك.
وكان فاتح جاموس الذي سبق أن اعتُقل في أقبية أسد لمدة 19 عاماً قد دعا الأربعاء الماضي إلى حوار سياسي في منزله يتناول ما وصلت إليه الحال في ظل تصاعد الاستياء الشعبي عقب القرارات الاقتصادية الأخيرة لحكومة بشار أسد وتسببها بتضاعف كافة السلع والخدمات الأساسية.
التعليقات (6)