توفي الخطيب السابق للجامع الأموي مأمون رحمة، والذي سخّر خطبه طيلة السنوات الماضية للدعاية لزعيم الحشاشين بشار الأسد، وكان مادة دسمة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تصريحاته التشبيحية.
ونعت صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي رحمة، إذ ذكرت صفحة "كفر بطنا صوت الحق" أنه توفي عصر اليوم في مسجد العادل في مشروع دمّر غرب دمشق.
تشبيح لنظام أسد
وكان رحمة من أشد المشايخ الموالين لنظام بشار الأسد، وجعل من منبر الجامع الأموي حينما كان خطيباً فيه، وسيلة للدعاية للنظام، ووصف ميليشيات أسد بالأنبياء قبل أن يتم إقالته في عام 2019 دون ذكر الأسباب.
إلا أن إقالة رحمة جاءت بعد إلقائه خطبة اعتبر فيها أن الوقوف على الطوابير في مناطق ميليشيا أسد بمثابة رحلة ترفيهية، وأن الانتظار يعتبر مدعاة للسرور والسعادة والفرح.
محقق في أفرع ميليشيا أسد
وقال مصدر خاص لموقع "أورينت نت" إن تشبيح رحمة لم يقف عند التطبيل للنظام، بل تعدّى ذلك إلى التحقيق بنفسه في أفرع ميليشيا أسد مع أبناء الغوطة الشرقية الذين أجروا تسويات مع النظام، بعد تهجير أبناء الغوطة إلى الشمال السوري.
ولم يكتفِ رحمة بالتشبيح لبشار أسد، بل كان يدعو لحلفائه، إذ سبق وأن مجّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والدعاء له، ووصفه بـ"القائد الفذ والعملاق".
توفي دون تحقيق حلمه
وقال رحمة في خطبة له من على منبر الجامع الأموي في عام 2015: "أيها القائد الفذ بوتين، أيها القائد المحبوب، أيها القائد العملاق، يا من حطّمت سطوة الأمريكيين في السطوة والقوة والجبروت".
وكان رحمة قد تعهّد بالقتال دفاعاً عن بوتين "إذا تعرضت روسيا لحرب"، وبوفاته لم يستطع تحقيق حلمه بأن يموت فداءً لروسيا وبوتين.
كما مدح في إحدى خطبه زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني "حسن نصر الله" ورئيس النظام الإيراني السابق "حسن روحاني".
وقال عن حسن نصر الله إنه "القائد العملاق وحفيد الإمام الحسين"، ودعا لتقبيل أحذية عناصر ميليشيا حزب الله.
وينحدر مأمون رحمة من بلدة كفر بطنا بريف دمشق، وكان على صلة بمخابرات الأسد أثناء وجوده في البلدة إبان انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث تُعدّ كفربطنا من أوائل مدن الغوطة الشرقية التي ثارت في وجه نظام الأسد.
ومع بداية الثورة وخروج المظاهرات بشكل أساسي من المساجد، صدر تعميم من وزارة الأوقاف في نظام الأسد، يطالب أئمة المساجد في سوريا بعدم ذكر اسم بشار الأسد أثناء الدعاء في خطب الجمعة، لكن رحمة، كان يصر على الدعاء للأسد، ما أثار غضب أهالي مدينة كفر بطنا، فأصبحوا يخرجون بمظاهرات يطالبون بإسقاط النظام من داخل المسجد.
التعليقات (20)