كشف تقرير ألماني مصوّر تورط شركة (بوش BOSCH) العالمية بتوريد أجهزة مراقبة وكاميرات أمنية للشوارع، لصالح ملالي طهران يتم من خلالها التعرّف على الوجوه وتحديد هوية السيدات اللواتي لا يلتزمن بارتداء الحجاب الإجباري، الأمر الذي يشكل تهديداً لهن ويعرضهن لخطر الاعتقال والتعذيب.
وبحسب موقع "tagesschau" الألماني، فقد بث التلفزيون الرسمي تقريراً عن قمع الاحتجاجات الأخيرة في إيران موضحاً خطة نظام الملالي وميليشيا الحرس لمعرفة النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب الإجباري من خلال التعرف على وجوههن.
وبيّن التقرير أن أحد موردي كاميرات المراقبة الأمنيّة والتي تستخدم للسيطرة على الطرق هو شركة بوش الألمانية، حيث باعت 8 آلاف كاميرا لإيران بين عامي 2016 و2018، زاعمة أن تلك الكاميرات غير قادرة على التعرف على الوجوه ولا يمكن استخدامها تلقائياً لمعرفة هوية الشخص لأنه لم يتم تثبيت برنامج خاص لهذا الأمر.
التقرير كشف أيضاً أن الشركة الألمانية قامت بعقد دورة تدريبية أمنيّة للمراقبة بالفيديو وذلك بجامعة "خاتم" في طهران، كما شملت الدورة دروساً في تحليل الصور والتعرف على الوجوه (الأمر الذي يكذّب شركة بوش ويثبت صحة ما نفته).
اختراق وفضائح
وبعنوان (الكاميرات الألمانية لنظام الملالي؟) لفت الموقع الإخباري أنه من أجل فرض الحجاب، تعتمد إيران على المراقبة وتستخدم أيضاً برامج التعرف على الوجه لهذا الغرض، فيما كان أحد موردي الكاميرات هو Bosch، مضيفاً أن في شهر حزيران من العام الماضي، أعلن معارضون أنهم اخترقوا أكثر من 5 آلاف كاميرا مراقبة عامة في طهران.
ونشر المتسللون مقطع فيديو لهذا الإجراء على منصات التواصل الاجتماعي يُظهر واجهة البرنامج من Bosch، والتي تُستخدَم على ما يبدو للتحكم في الكاميرات لمراقبة التقاطعات والطرق السريعة في العاصمة.
وبحسب دراسة حديثة لمنظمة العفو الدولية، فإنه يتم استخدام مراقبة حركة المرور على الطرق بشكل خاص لفرض شرط الحجاب، فيما قالت نساء إيرانيات لمحامية حقوق الإنسان "راحة بحريني" إنهن تلقين رسالة نصية بعد وقت قصير من عبور تقاطع طرق أو الخروج من سيارتهن وقيل لهن إن الكاميرا سجلت أن حجابهن غير ملائم.
وأوضحت "بحريني" أن السلطات الإيرانية وسّعت نظام المراقبة لديها بتقنيات التعرف على الوجه ويجب أن تتوقع النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب إجراءات بحقهن، حيث يتعيّن على العديد من النساء تسليم سيارتهن لعدة أسابيع بعد تلقي الرسالة النصية، ما يؤدي غالباً إلى حظر مغادرة البلاد وغرامات أخرى.
دعم الاتحاد الأوروبي لطهران
وحول الدول الأوروبية المتورّطة أيضاً في دعم ملالي طهران وإجراءاتهم القمعية، صرّحت مجموعة من النساء (لم يكشفن عن أسمائهن للصحفيين) أن كاميرات من شركات هولندية وسويدية وألمانية تُستخدم أيضاً على الطرق الإيرانية، مؤكدات أن شبكة كاميرات المراقبة في إيران باتت كثيفة للغاية والخريطة التي أنشأها النشطاء تظهر وجود كاميرا في كل زاوية بالشارع تقريباً.
وأضافت المجموعة أن الكاميرات من شركة Tiandy الصينية هي الأكثر شيوعاً كما يمكن العثور على كاميرات Bosch، والتي تُستخدم في مراقبة حركة المرور مراراً وتكراراً.
إنذار لكشف المظاهرات
وحول كشف نقاط التظاهر واستدعاء قوات الأمن قال النشطاء الحقوقيون: إنه باستخدام تقنية التتبع هذه، يمكن للنظام الإيراني التعرف على ما إذا كان الناس يتجمعون من أجل مظاهرة أم لا، حيث في حالة ظهور أكثر من خمسة أو عشرة أشخاص في صورة الكاميرا بنفس الوقت، يتم إرسال إنذار إلى أقرب مركز شرطة ثم تظهر قوات الأمن.
النشطاء بيّنوا أيضاً أن برنامج تحليل الفيديو شُحِن إلى إيران بواسطة شركة الأمن الدنماركية Milestone Systems، فيما أثبتت تقارير أن الحلول البرمجية للشركة تم بيعها لإيران حتى عام 2019 ومن بينها برنامج إدارة الفيديو XProtect، وهو نظام أساسي مفتوح يمكن استخدامه لأغراض مختلفة، حيث يذكر موقع الشركة على الويب أنه يمكن استخدامه لمقارنة الوجوه.
التعليقات (2)