في انعكاس لحالة التشبيح السائدة بمناطق سيطرة ميليشيا أسد، كشفت شبكات محلية عن تهديد نادي جبلة لاثنين من لاعبيه السابقين بعد أن اختارا ترك النادي والانتقال إلى أندية أخرى.
وقالت شبكة أخبار اللاذقية الموالية، إن إدارة نادي جبلة تتوعّد لاعبين غادرا الفريق للانضمام إلى "الفتوة" و"تشرين" بعقوبة "الشحط عالعسكرية"، حسب تعبيرها.
وأضافت أن إدارة نادي جبلة مارست التشبيح على لاعبي النادي المغادرين محمود البحر وعبد الله الحمود، وهددتهم بإلحاق الأذى بذويهم والسحب إلى الخدمة العسكرية في حال لم يرجعا عن قرارهما بالانتقال إلى ناديي الفتوة وتشرين كل على التوالي.
من جانبها، نشرت صفحة ألتراس نادي تشرين على فيسبوك أمس الثلاثاء تفاصيل أوفى عن حادثة ابتزاز لاعبها الجديد عبد الله الحمود.
وقالت الصفحة إنه في صباح اليوم التالي لتوقيع اللاعب رسمياً على عقد انتقاله اتصل أحد المقرّبين من رئيس نادي جبلة (لم تسمه) بمدرب تشرين ماهر البحري، مهدّداً إياه على مسمع جميع الموجودين وطالبه بإعادة اللاعب عبد الله الحمود إلى جبلة فوراً.
جولة تشبيحية
ومع تأكيد البحري على حدوث الأمر بسياقه الطبيعي وبرغبة اللاعب بالانتقال لتشرين، حاول ذلك الشخص استمالة البحري وعرض عليه التوقيع لجبلة رفقة اللاعب.
وعقب رفض العرض بدأت جولة "تشبيحية" غير مسبوقة مارستها إدارة جبلة على اللاعب ووالده، لإجبارهم على فسخ عقده والتوقيع لجبلة، وإلا سيتم إلحاق الضرر به بما يخص خدمته العسكرية، وفقاً للمصدر.
وحذرت الصفحة رئيس نادي جبلة سامر محفوض، من إشعال المحافظة جماهيرياً، مشيرة إلى أن أساليب التشبيح لا يمكن ممارستها على نادي تشرين، في إشارة إلى النفوذ الواسع لنادي تشرين أحد أكثر الأندية نفوذاً بسبب ارتباطاته بآل الأسد.
غير أن اللاعب خرج عن صمته عقب ذلك ونفى تعرّضه للضغط والتهديد في منشور عبر حسابه على فيسبوك، لكن صفحة ألتراس نادي تشرين عقبت على ذلك بالقول إن اللاعب طُلب منه كتابة منشور النفي من أجل لملمة القضية والخروج منها بأقل الأضرار.
واعتادت أندية الساحل، ولا سيما تشرين وجبلة، على التشبيح ضد الفرق المنافِسة في الدوري السوري، فضلاً عن شراء ذمم الحكّام ومسؤولي الاتحاد الرياضي.
ويحظى جبلة محلياً بمكانة تضعه فوق المساءلة، إذ يتلقّى دعماً مباشراً من رئيس الاتحاد الرياضي العام لدى ميليشيا أسد، فراس معلّا، المنحدر من ذات المنطقة، إضافة إلى أن الرئيس الفخري للنادي هو حافظ مخلوف ذو السطوة الأمنية الكبيرة وابن خال بشار الأسد.
ومنذ وصول عائلة الأسد إلى السلطة، عمدت الأجهزة الأمنية إلى فرض هيمنتها على مفاصل الرياضة السورية وتسييسها، ما انعكس سلباً على النتائج في كافة الأصعدة.
التعليقات (2)