عندما ترك "الجيش العقائدي" أبناء السويداء لمواجهة مصيرهم!

عندما ترك "الجيش العقائدي" أبناء السويداء لمواجهة مصيرهم!

الأربعاء الأسود هو ذكرى يعرفها جيداً أهالي السويداء، ومجرّد أن تنطق الاسم أمامهم يتبادر إلى أذهانهم الهجوم الغادر الذي نفّذه تنظيم الدولة (داعش) في صباح 25 تموز عام 2018, ذلك الهجوم الذي ترك ندبة عميقة في تلك المحافظة ذات الأغلبية الدرزية وبيّن لأهلها بأن من يتباهى بحماية الأقليات تركهم وحيدين ليواجهوا مصيرهم، معتقداً بأن قراهم ومدنهم ستسقط وسيصرخون استنجاداً بجيشه العرمرم!

فما هي تفاصيل تلك المعارك التي خاضها أبناء السويداء وحيدين؟!

قبل الحديث عن تفاصيل المعركة لا بد من تذكُّر كيف وصل عناصر التنظيم بالقرب من محافظة السويداء في الجنوب السوري، تلك المحافظة الفقيرة بمواردها والمغضوب عليها منذ انقلاب حافظ الأسد على الحكم، ومردّ ذلك الحقد باعتقادي إلى تصريح سلطان باشا الأطرش بعد انطلاق الثورة السورية الكبرى عام 1925 لأحد الصحف الألمانية بأننا نريد سوريا كاملة محررة بما فيها جبال العلويين، أضف إلى ذلك العلاقة المتأزمة بين رفاق الانقلاب حافظ الأسد وصلاح جديد من جهة وسليم حاطوم ابن السويداء من جهة أخرى، والذي تم إبعاده رغم دوره في نجاح انقلاب حافظ - جديد في العام 1966.

بالعودة إلى وصول عناصر التنظيم إلى مقربة من السويداء، قامت سلطات النظام في 21 أيار عام 2018 أي قبل نحو شهر من الأربعاء الأسود، بنقل مئات الدواعش مع أسلحتهم وبباصات خاصة ومكيفة إلى بادية السويداء، بعد أن تم الاتفاق بين قيادات "الجيش العقائدي" والدواعش بالخروج من مخيم اليرموك على أطراف العاصمة دمشق.

عمل النظام بعد نقل الدواعش على سياسة مفادها: نحارب أحياناً في البادية وننسحب أحياناً أخرى، ولكن (للصدفة) وما أكثر الصدف، فقد قرر أن يسحب كل قواته إلى درعا ويسحب السلاح من القوات الرديفة له في الريف الشرقي لمحافظة السويداء قبل أيام من بدء الهجوم.

تفاصيل هجوم الدواعش:

في صباح الخامس والعشرين من تموز تسلّلت مجموعات من تنظيم داعش يُقدّر عددها بـ 500 عنصر باتجاه مدينة السويداء وبعض القرى الشمالية والشرقية، مُجهَّزين بالأسلحة المتوسطة والخفيفة والأحزمة الناسفة واقتحمت بيوت المدنيين في الريف الشرقي ولم تفرّق بين طفل أو شيخ أو امرأة فذبحت العشرات.

في المدينة نجح انتحاريون بتفجير أنفسهم على الشارع المحوري وسقط عدد من الضحايا المدنيين قبل أن يتمكن بعض أبناء السويداء من قتل بقية الانتحاريين.

تُركت السويداء وحيدة، دون تنظيم عسكري ودون معلومات استخباراتية، ولكن أبناءها كانوا قد تمرّسوا على نظام الفزعة منذ أجيال، فتدافع الآلاف يحملون الأسلحة الخفيفة وبعضهم يحملون بنادق الصيد وتوجّهوا إلى المجهول، ووصل لمؤازرتهم فزعات من جبل الشيخ وصحنايا وجرمانا، خاضوا خلال ساعات معركة وجود حقيقية ورجَّحت كفة المعركة وجود حركة رجال الكرامة المنظَّمة والمسلحة، واستمرت المعارك في أكثر من محور حتى تحقق النصر لأبناء الفزعة، ولكن ذلك النصر دُفع ثمنه غالياً، فسقط نحو 263 شخصاً أغلبهم من المدنيين، واقتاد مَن تبقى من الدواعش عشرات النساء والأطفال كأسرى في صفعة مدروسة للعادات والتقاليد عند أبناء السويداء.

وبالمقابل بقيت 83 جثة للدواعش على أرض المعركة وتم سحب عشرات القتلى والمصابين مع من بقي منهم على قيد الحياة.

هل اشترك "الجيش العقائدي" في المعركة؟

نعم اشترك! حيث أرسل طائرة تقصف أمام قوات الفزعة وتُعيق حركتهم وتمنعهم من اللحاق بالنساء والأطفال الأسرى، ووصل جيشه العرمرم إلى السويداء بعد 36 ساعة على انتهاء المعارك!

 أراد النظام استغلال قضية الأسرى حيث أصبحت قضية متداولة دولياً، ليعلن فجأة وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على اختطاف النساء والأطفال بأنه قام بتحريرهم! دون أية تفاصيل أخرى عن العملية أو طريقتها، ليقدم دليلاً آخر بأنه كان جزءاً من تلك القضية وجزءاً فاعلاً حقيقياً ومخططاً ومنفّذاً. 

فهل توقّع النظام أن يصرخ أبناء السويداء طالبين مساعدته بعد أن أثبت بأنه جيش مرتهن لأسرة وليس جيش وطن؟

التعليقات (1)

    محمد المسالمة

    ·منذ 9 أشهر يوم
    اللي بيعطي أذنه لربع بيت بومالحة و بوقعقور بيصدق خرطهم عن مشاركتهم بمعركة دوقفليد قريباً كثير راح يطير راس لوي ضراطة الاطرش يزلمة يحولله تشبيح اهل السويداء عجيان ونسوان بيغطي عالجمهورية شوية عجونة بمخيم جرمانا داسوا بشواربكم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات