المدينة الصناعية بحلب تنهار: توقف 260 معملاً وتسريح آلاف العمال

المدينة الصناعية بحلب تنهار: توقف 260 معملاً وتسريح آلاف العمال

يشهد القطاع الصناعي في مناطق سيطرة ميليشيا أسد هزات متلاحقة أدت إلى خروج مئات المعامل عن الخدمة وبطالة طالت عشرات آلاف العمال نتيجة انقطاع إمدادات الكهرباء والمازوت والفيول اللازم للتشغيل، بالإضافة لارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في الصناعة بنسب وصلت لـ 50% مع انخفاض سعر الليرة السورية وانهيارها بشكل غير مسبوق هذا الشهر، وبعد الانتكاسة التي ضربت مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق ومدينة حسياء في حمص انتقلت الأزمة وطالت مدينة الشيخ نجار في حلب أكبر منطقة صناعية شمال سوريا.

مصانع خارج الخدمة

وقال "علي أبو الورد" صاحب أحد مصانع الكيماويات في مدينة الشيخ نجار لأورينت نت، إن أكثر من 260 معملاً في المدينة الصناعية بحلب توقفت تماماً عن العمل نتيجة قلة إمداد المازوت والفيول، والسبب الأهمّ انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة عن المدينة الرئة الاقتصادية لشمال سوريا.

وأضاف أنه في الأسبوعين الماضيين من شهر تموز الحالي لم تصل الكهرباء إلا ثلاثة أيام فقط،  ما أدى لشلل كبير في المعامل وتسريح لمئات العمال، وبرّر مسؤولو الكهرباء في محافظة حلب السبب وراء عدم توريد التيار، بانفجار محوّلة الكهرباء في محطة توليد دير علي جنوب البلاد.

وذكر أن نحو 220 مصنعاً أخرى ما زالت تعمل بشكل متقطع عبر مولدات الديزل الخاصة، ولكن كلفة الإنتاج ارتفعت على أصحاب المصانع بنسبة 200 % وذلك لأن سعر المازوت في السوق السوداء وصل لـ 9500 وتأمينه بات صعباً بحاجة لدفع رِشاً وإتاوات لأصحاب الكازيات والحواجز الأمنية التي تمر بها صهاريج المازوت.

ارتفاع المواد الأولية

من جهته قال "عادل أبو جابر" صاحب أحد مصانع المواد الغذائية في الشيخ نجار لموقع أورينت نت، إن أسعار المواد المصنع الغذائية والاستهلاكية ارتفعت بشكل جنوني خلال شهر تموز الحالي نتيجة ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في الصناعة بعد ارتفاع سعر الدولار بنسبة  25% خلال الأيام السابقة ووصوله لـ 12700 مقابل الليرة السورية.

وأضاف أن سعر طن السكر ارتفع إلى 8 مليون و500 ألف خلال بضعة أيام، والحليب الجاف وصل سعر الكيلو منه إلى 135 ألف ليرة لبعض الأنواع، والكاكاو سعر الكغ بـ 145 ألف ليرة، والنشاء بـ 40 ألف ليرة للكيلو، وهذا ما أدى لارتفاع سعر البسكويت وباقي الأصناف المصنّعة.

وذكر أن ارتفاع كلف الإنتاج لم تطل فقط المواد الغذائية بل امتد إلى المواد البلاستيكية والنايلون والمواد الغذائية المصنعة، فعلبة المحارم وصلت إلى 12 ألف و500، والكيلو بـ35 ألفاً، وسعر طن النايلون المصنّع وصل إلى نحو 11 مليون ليرة سورية.

حكومة أسد تعترف بالكارثة

بدوره اعترف عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلـب التابع لميليشيا أسد "مجد ششمان" بخسائر المصانع وقال لموقع إثر برس الموالي، إنه لا يوجد تقدير لخسائر القطاع الصناعي في حلب خلال الأيام الماضية لكنها كبيرة، نظراً لاضطرار الصناعيين لدفع أجور العمال دون إنتاج وتوقف العمل الذي يؤخر دوران رأس المال، إضافة إلى تأخّر تسليم البضائع المنتجة خاصة للصناعيين الملتزمين بعقود إنتاج ومواعيد تسليم محددة للبضائع، مؤكداً أن المعامل بالأساس تشكو من جملة معوّقات ومشاكل إنتاجية.

واشتكى "ششمان" من تخفيض الكميات الواردة من الكهرباء إلى حلب بنسبة 50% وبالتالي قطع الكهرباء عن المدينة الصناعية، ما أثّر سلباً على الإنتاج بشكل كبير، وأكد أنه ستكون زيادة في تكلفة الإنتاج بشكل كبير في حال وجود بدائل كالمازوت والفيول.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات