فقد بصره بقنابل أسد العنقودية.. طبيب سوري يوجّه رسالة لبايدن بخصوص أوكرانيا

وجّه الطبيب السوري محمد وليد تامر رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعوه فيها إلى العزوف عن قراره بشأن إرسال قنابل عنقودية لأوكرانيا لدعم جبهات القتال ضد روسيا شرق البلاد، وذلك بعدما فقد بصره بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات ميليشيا أسد عام 2013.

وأعرب الطبيب السوري وفق ما أوردت صحيفة ميرور البريطانية عن خشيته من قرار إدارة بايدن "الصعب للغاية" إعطاء أوكرانيا قنابل عنقودية "قذرة ومضللة" لما لها من مخاطر على حياة المدنيين.

رسالة إلى بايدن

ودعا الطبيب الإدارة الأمريكية إلى التفكير مليّاً قبل الإقدام على هذه الخطوة، محذراً بايدن من مخاطر إرسال تلك القنابل إلى أوكرانيا.

 وأشار إلى أنه فقد بصره خلال هجوم بالقنابل العنقودية عندما كان يعالج المرضى في مستشفى الشفاء في سراقب شمال غرب سوريا عام 2013.

وقال الطبيب للصحيفة: "أسوأ جزء في القصة هو وفاة صديقي العزيز، الصيدلاني محمد دنديل".

وتابع: "غادر محمد (صديقه) المستشفى ليُحضر لنا القهوة من مكان قريب، وفي طريق عودته، أُلقيت قنبلة عنقودية أمام المستشفى مباشرة، ونثرت قنابل تشبه (الفطر) وكنت أحد الأطباء الذين حاولوا إنقاذ حياته لكنه مات للأسف".

وأضاف: "حدّقت في وجهه بعد وفاته فيه واعتذرت له لأنني كنت أنا من طلب القهوة. إنها ذكرى مؤلمة للغاية ألا تتمكن من إنقاذ صديقك. قُتل عامل التنظيف أيضاً وأُصيبت ممرضة أخرى. نعم، هي كذلك. أسلحة قذرة ومضللة".

ويواجه بايدن انتقادات شديدة لالتزامه بإرسال الأسلحة إلى كييف، على الرغم من حظر العديد من حلفاء الناتو القنابل العنقودية بسبب سجلها الحافل في قتل وتشويه المدنيين.

وتم حظر الذخائر العنقودية من قبل 123 دولة، باستثناء الولايات المتحدة وروسيا، بموجب القانون الدولي وتعتبرها العديد من الدول أسلحة محرمة ويعتبر استخدامها جريمة حرب.

وألقت الولايات المتحدة الآلاف من الذخائر العنقودية على العراق وأفغانستان أثناء الحروب هناك.

وكان النازيون اخترعوا القنابل العنقودية لقتل أكبر عدد ممكن من البشر، حيث يمكن لحاضنة القنبلة إطلاق العديد من القنابل الصغيرة بما يكفي لتغطية حجم ملعب كرة قدم، وإحداث دمار واسع في المباني والممتلكات.

خطيرة ولا سيما على الأطفال

وفي هذا الصدد، يقول جيمس دينسلو، رئيس فريق الصراع والعمل الإنساني في منظمة Save the Children UK للصحيفة إن الفِرق في كمبوديا، حيث انتهت الحرب منذ ما يقرب من 50 عاماً، لا تزال إلى الآن تعالج الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم من التعرض للذخائر غير المنفجرة، بما في ذلك الذخائر العنقودية.

وأضاف: "هناك شيء ماكر بشكل خاص حول حجم القنيبلات أيضاً لأنه لا يشبه المرور عبر قنبلة تزن 1000 رطل. إنها صغيرة جدًا ولامعة"، مضيفاً أن "الأطفال ما زالوا يُصابون بسببها بعد أن يعبروا عليها أو يحاولوا فتحها، معتقدين أنها تحتوي على ألعاب أو نقود أو طعام".

وتستخدم روسيا الذخائر العنقودية منذ بدء غزوها لأوكرانيا، وانتقدت الولايات المتحدة في السابق استخدام روسيا المكثف لهذا السلاح، فيما يحذّر جيمس من أن القنابل ستُستخدم في أوكرانيا "من قبل جهة عسكرية ضد جهة عسكرية أخرى، على عكس سوريا حيث كان هناك استخدام عشوائي واستهداف للسكان المدنيين".

عنقودي الأسد

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وثّقت مقتل 1435 مدنياً على الأقل بينهم 518 طفلاً جراء الذخائر العنقودية "المحظورة" ومخلفاتها التي استخدمها نظام أسد وروسيا في سوريا.

وأكدت الشبكة في تقرير لها بداية العام الجاري استخدام النظام والقوات الروسية القنابل العنقودية 496 مرة على الأقل في الفترة ما بين يوليو/ تموز عام 2012 ويناير/ كانون الثاني 2023.

وقبل أيام انتقد إعلام ميليشيا أسد عزم الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية، مستعرضاً فيديو عبر قناة "الإخبارية السورية" التابعة للميليشيا ذاتها، عرض فيه مشاهد من قصف روسي سابق بالذخائر العنقودية على مدينة حريتان شمال حلب عام 2016، في مشهد وصفه متابعون بـ"الغباء والاستغباء والإجرام".