هكذا تُجبر ميليشيا أسد الشباب بالجنوب السوري على الهجرة عبر قوارب الموت

هكذا تُجبر ميليشيا أسد الشباب بالجنوب السوري على الهجرة عبر قوارب الموت

عاشت مدن وبلدات جنوب سوريا أيام حداد صعبة وذلك بعد أن تكررت حوادث غرق مراكب للمهاجرين قبالة السواحل اليونانية والقبرصية، ووفق ما أشارت عدة مواقع محلية فإن معظم الضحايا هم من محافظات الجنوب وخاصة درعا وبلدات الريف الدمشقي والغالبية هم من فئة الشباب.

وكشف "تجمّع أحرار حوران" بتقرير له في 15 من شهر حزيران الجاري أن نحو 150 شخصاً من أبناء محافظة درعا كانوا على متن القارب الغارق قبالة السواحل اليونانية من أصل نحو 700 شخص، وأكد أن عدد الناجين السوريين لم يتجاوز 35 شخصاً.

تسويات تلاحق الشباب

وقال رامز الكراد من أبناء محافظة درعا لموقع أورينت نت، إن أعداداً كبيرة من أبناء درعا باتوا اليوم يبحثون عن ملاذ آمن هرباً من ملاحقة أجهزة أمن ميليشيا أسد بعد تكرار عمليات التسويات الأخيرة في أكثر من منطقة بالمحافظة، وكلها تجبر الشباب أما على الالتحاق بميليشيا أسد والجبهات الساخنة أو المغادرة خارج البلاد.

وذكر رامز أن ميليشيا أسد تحاول عبر تسوياتها الأخيرة إفراغ درعا من شبابها وتؤكد بنود التسوية التي جرت بحزيران الجاري على أن يحصل الشخص على مهلة 6 أشهر للالتحاق بالخدمة العسكرية، إن كان متخلفاً عنها، ومهلة شهر واحد للمنشقين عن ميليشيا أسد للالتحاق بقطعهم العسكرية، مع السماح لجميع المطلوبين بالحصول على إذن سفر لمغادرة البلاد، وإن تجاوز الشخص المهل المحددة، يُعتبَر "مطلوباً للدولة".

وأكد أن التسويات الأخيرة في ريف المحافظة يقودها العميد لؤي العلي، رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية، وشملت العديد من البلدات مثل نصيب، والنعيمة، ومحجة، وكفر شمس، وغباب، وقيطة، وموثبين، وأم ولد، واللجاة، إضافة إلى مدينتي إنخل والصنمين.

تكلفة باهظة ومخاطر التهريب

بدوره قال الناشط الإعلامي عباس الشيخ من ريف درعا لموقع أورينت نت، إن الرغبة الكبيرة في السفر والهجرة بالنسبة للشبان مرتبطة بالمخاوف من الأوضاع الأمنية المتردّية في محافظة درعا والتي تتمثل في عمليات القتل والاغتيالات والسرقة والسطو المسلح، وخطف الأفراد بدافع الحصول على فدية مالية.

وذكر أن الشباب في المحافظة يحاولون بشتى السبل الهرب من هذا الواقع الأمني المزري والخروج نحو الأردن أو لبنان عبر طرق تهريب يشرف عليها ضباط من ميليشيا أسد ومنهم من يخرج نحو مصر وليبيا ويتابع طريق رحلة شاقة في عرض البحر المتوسط عبر قوارب الموت في محاولة الوصول إلى الدول الأوروبية، وتستنفد هذا الطرق آلاف الدولارات من الشبان فأقل تكلفة هي ألفا دولار وتصل لنحو 8 آلاف في بعض الحالات.

تهجير بضغط إيراني

وبنفس السياق ذكر الناشط "رياض أحمد" من أهالي ريف دمشق، أنه نتيجة سيطرة ميليشيات الحرس الثوري الإيراني في بلدات جنوب دمشق مثل "الحجر الأسود، مخيم اليرموك، العسالي، القدم، التضامن، يلدا، ببيلا" وإغراق المنطقة بالحبوب المخدرة ونتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردّية يلجأ الشباب بالمئات للهجرة.

وأوضح أن الشبان يبحثون عن أي مكان يؤمّن لهم أولاً التخلص من الخدمة العسكرية والملاحقات الأمنية، وثانياً يؤمّن لهم عملاً يجلب دخلاً جيداً؛ ولذلك يغامرون ويطرقون أبواب أوروبا عبر البر والبحر لأن البطالة في مناطق سيطرة أسد بلغت مستويات قياسية بعد توقف معظم مفاصل الاقتصاد في البلاد وتدنّي الرواتب التي يصل أعلاها لـ20 دولاراً في الشهر.

وختم أنه على علم بهجرة آلاف الشبان شهرياً من مناطق سيطرة ميليشيا أسد نحو الدول المجاورة لبنان والعراق وتركيا، وبعدها يبحثون عن طرق للسفر نحو أوروبا رغم كل مخاطر الطرق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات