3 تفسيرات.. ماذا وراء تصعيد روسيا وميليشيات أسد في إدلب؟

3 تفسيرات.. ماذا وراء تصعيد روسيا وميليشيات أسد في إدلب؟

بعد فترة من الهدوء النسبي، جاء التصعيد من جانب ميليشيات أسد وروسيا في إدلب وريفها ليثير أسئلة عن أهدافه، خاصة أنه تزامن مع انعقاد الجولة 20 من مسار أستانا، لتبدو مباحثات جولة التي بدأت الثلاثاء في كازاخستان وكأنها السبب المباشر لهذا التصعيد.

وطرحت تأويلات كثيرة تحاول تفسير زيادة وتيرة القصف الجوي والمدفعي بعد اختتام الجولة الأربعاء الماضي، والذي تسبّب بمقتل وجرح عشرات المدنيين، ومجزرة في جسر الشغور راح ضحيتها 9 مدنيين بريف إدلب الغربي الأحد.

افتتاح M4

يشير أحد التأويلات إلى الخلاف بشأن فتح طريق "M4" الذي يصل مدينة اللاذقية والساحل السوري عموماً بحلب وبقية المحافظات الشمالية.

وتدل المعلومات التي حصلت عليها "أورينت نت" من مصادرها أن نقاشاً واسعاً أثير حول إعادة الطريق الدولي للعمل في مباحثات جولة أستانا الأخيرة، وتوضح أن "روسيا طالبت بفتح الطريق الدولي أمام حركة التجارة".

وتربط التصعيد الأخير بتأييد تركيا لرفض مطلب فتح الطريق الدولي من قبل المعارضة، مبينة أن رفض مطلب روسيا جاء تحت حسابات عديدة، من أبرزها زيادة التهديدات الأمنية للشمال السوري، وإغراق المنطقة بشحنات المخدرات، وقطع الطريق على المخطط الروسي الهادف إلى إيقاف إدخال المساعدات الإنسانية من الحدود (مع تركيا)، والاكتفاء بإيصالها إلى الشمال السوري عبر الخطوط، أي من مناطق سيطرة النظام.

وإلى جانب تلك الحسابات، تطالب روسيا بإنشاء ممر آمن شمال وجنوب الطريق الدولي بعمق 6 كيلومترات، أي تفريغ هذه المنطقة من السكان وانسحاب المعارضة منها وتحديداً مناطق جبل الزاوية وجسر الشغور وسهل الغاب جنوب الطريق، ما يعني زيادة النزوح والتهجير، في المقابل، يُحقق افتتاح الطريق للنظام مكاسب عديدة، من بينها المساعدة في استعادة النشاط الاقتصادي، ومرور البضائع التركية.

وتتذرع روسيا بعدم تنفيذ بنود الاتفاق الذي وقعته مع تركيا اتفاق في آذار 2020، الذي تنص على تسيير دوريات روسية - تركية على طول امتداد طريق الطريق الدولي.

تحضيرات لمعركة قادمة

وكانت ميليشيات أسد قد استبقت التصعيد باستقدام تعزيزات عسكرية إلى جبهات الشمال السوري، لتبدو المنطقة أمام جولة معارك ليس من الواضح بعد ما إن كانت ستنطلق قريباً.

وليس من المستبعد، بحسب رئيس مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، أن يكون القصف الجوي والمدفعي في إطار التمهيد الناري لبدء معركة جديدة ضد الشمال السوري.

ويضيف لـ"أورينت نت"، أن تزامن التصعيد مع وصول تعزيزات عسكرية لميليشيا النظام تتضمن مدرعات وفرق هندسية، يعني أن المنطقة تتحضر لمعركة قادمة، وما هذا القصف إلا تمهيداً وتحضيراً لها.

ومن خلال تتبع إحداثيات القصف الجوي والمدفعي، يتبين أن السيطرة على مناطق جسر الشغور وأريحا وجبل الأربعين جنوب إدلب، ستكون ضمن أهداف ميليشيا النظام من المعركة. 

لكن البعض يجادل بأن وجود القوات التركية في الشمال السوري يقلل من احتمالية دخول المنطقة في مواجهات عسكرية جديدة، وخاصة أن التصعيد لا يخدم مسعى تركيا بإعادة مليون لاجئ سوري "طوعاً" إلى بلادهم.

نزعة إجرامية روسية

وثمة من يُرجع الدافع الروسي من وراء القصف وارتكاب المجازر إلى النزعة الإجرامية لحكام الكرملين، ويتفق مع ذلك الناشط السياسي عبد الكريم العمر، الذي أكد لـ"أورينت نت" أن روسيا لا تحتاج لمبررات لقصف وقتل المدنيين.

ويضيف أن النزعة الإجرامية تدفع بالروس إلى مواصلة ارتكاب المجازر والجرائم في سوريا التي بدأتها موسكو منذ مساندتها نظام الأسد في أيلول عام 2015، والتي سبقتها باستخدام "الفيتو" دفاعاً عن النظام السوري، وهو الإجراء الذي لا يقل شأناً عن الجرائم العسكرية والمجازر.

وبحسب العمر، فإن روسيا تريد الحفاظ على مصالحها في سوريا من خلال القصف، وخاصة أنها تعاني على أكثر من صعيد، ويمكن تلمس ذلك من خلال تمرد ميليشيا "فاغنر" على الجيش الروسي.

وسيترتب على إطالة أمد التصعيد إشاعة حالة من عدم الاستقرار، ما سينعكس بالضرورة على الواقع الاقتصادي والحالة المعيشية المتردية أساساً لسكان الشمال السوري. 

التعليقات (2)

    Selim

    ·منذ 9 أشهر 4 أسابيع
    السبب انه ادلب شوكه بط وحلق روسيا وازنابها

    مواطن في المهجر

    ·منذ 9 أشهر 4 أسابيع
    حركة تشبيح مو مستغربة من ابو رقبة الحمار بشار. هذا مكروه من كل السوريين سنة وعلوية، أفقر البلد ، بده يوجه رسالة انه البويفريند العجوز بوتين تبع بشار لسه فيه حيل، لكن كل هالبروباغندا ما بيصدقها عقل طفل صغير. بشار راح يسقط بمجرد زوال نظام بوتين اللي ماعنده فرصة يفوز بحرب اوكرانيا على اكبر تحالف غربي عسكري في العالم. وجاي الدور على الثور بشار. ومثل مابيقول المثل القديم اكلت يوم اكل الثور الابيض.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات