اعتدى عنصر تابع للجبهة الشامية (ميليشيا الجيش الوطني) بالضرب والجلد على أساتذة وكادر جامعة الشام في مدينة أعزاز، صباح اليوم الإثنين.
وقال مدير المكتب الإعلامي ومدرس في جامعة الشام جاسم السيد إن المعتدي هو محمد ديبو طالب في الجامعة وفي الوقت نفسه عنصر في مجموعة (أبو حسن المهاجر)، وقد اعتدى على الكادر التدريسي بالضرب حتى إنه جلد رئيس الجامعة بسبب رسوبه بالامتحان ورفض الأخير إنجاحه إلى السنة التالية بالتهديد والإكراه.
ومحمد ديبو طالب سنة ثانية في الهندسة المدنية بجامعة الشام، قاد ثلاث آليات عسكرية وعدداً من العناصر المسلحة، بما في ذلك رشاش دوشكا قاطعاً الطريق على السيارة التي كانت تقل الكادر التدريسي والإداري إلى الجامعة واعتدى عليهم بالضرب والجلد، بحسب مراسل أورينت.
وأثار هذا الاعتداء غضباً واسعاً في الشمال السوري، حيث أعرب السوريون عن استنكارهم وغضبهم من هذا العمل اللا أخلاقي، وسط مشهد تتكرر فيه تجاوزات وجرائم ميليشيا الوطني، ضد الهيئات والمنظمات المدنية والإنسانية والتعليمية وغيرها.
وعقب حادثة الاعتداء، أصدرت جامعة الشام قراراً بإيقاف الامتحانات وإغلاق الجامعة حتى إشعار آخر، بهدف ضمان سلامة الطلاب والهيئة التدريسية والعاملين في الجامعة.
وتضامناً مع الجامعة وما تعرّضت له من اعتداء مروع، أعلنت مؤسسات تعليمية عديدة في الشمال السوري التوقف عن العمل حتى إشعار آخر، منها جامعة حلب في المناطق المحررة، والجامعة السورية للعلوم والتكنولوجيا وكلية العلوم السياسية بجامعة الشام، معتبرين أنها إهانة للتعليم العالي ومطالبين السلطات بتحمل المسؤولية وكشف الفاعلين وتقديمهم للعدالة.
القبض على الجاني
وبعد الحادث بساعات، ذكر مراسل أورينت أن قوات الأمن التابعة لما يسمى الفيلق الثالث قبضت على الطالب محمد ديبو، لكنهم وبدلاً من أن يصوروه خلف القبضان أو في المحكمة، ذهبوا به إلى حيث حرم الجامعة وصوروه هناك على أنه أصبح بقبضتهم في تصرّف غير مفهوم، ومن ثم جرى تسليمه للشرطة العسكرية.
وتعد هذه الحادثة الأولى من نوعها لجهة قيام طالب بجلد أستاذه، غير أنها تأتي في إطار جرائم وانتهاكات ميليشيا الجيش الوطني المستمرة في المناطق "المحررة"، مقابل غياب المحاسبة الحقيقية وعدم وضع آلية للحدّ من تلك الجرائم بحق كل من يعيش بحيزهم الجغرافي، الأمر الذي يزيد نسبة الغضب الشعبي في تلك المناطق، خاصة مع غياب السلطة القانونية والأمنية عن محاسبة الجناة ووضع حدّ لفوضى السلاح الميليشياوي وإنهاء الفوضى الأمنية بشكل كامل.
التعليقات (9)