كشف موظف سابق في شركة تابعة لفراس طلاس ابن وزير الدفاع الأسبق في نظام أسد مصطفى طلاس، أن "فراس" عرض على النظام إعطاءه ملفات بشأن هجمات الكيماوي في سوريا مقابل إزالة الحجز على أمواله حين كان مسجوناً في الإمارات عام 2017 بسبب قضية مالية.
وقال مندوب العلاقات العامة السابق، أنس رقروقي، خلال مشاركته في برنامج "تفاصيل" في قناة أورينت أمس، إنه عمل في إحدى شركات طلاس بين عامي 2014 و2017.
وأضاف أن طلاس سُجن في الشارقة في عام 2017 بسبب قضية مالية مع شركة "المال كابيتال" بقيمة 5 ملايين دولار، مشيراً إلى أنه تشارك الزنزانة حينها مع طلاس بعدما تم وضعه في المنفردة لمدة 15 يوماً حيث تمت إهانته وضربه.
رسالة إلى علي مملوك
وبحسب ما ذكر رقروقي، أرسل طلاس رسالة إلى مدير مكتب الأمن القومي لنظام أسد علي مملوك، عرض عليه فيها التصالح مع النظام مقابل إزالة الحجز على أمواله في الإمارات.
وأوضح أن طلاس كتب في الرسالة أنه كبادرة حسن نية سيسلّم لمملوك ملفات الكيماوي الخاصة بهجوم خان شيخون بريف إدلب، وقائمة أسماء الشخصيات في البحوث العلمية الموجودة على قائمة الاغتيالات الأمريكية.
وبحسب ما ذكر رقروقي، جاء الرد بالرفض من قبل النظام، حيث زاره شخص في السجن وأخبره شفوياً برفض النظام للعرض.
ووفق ما كتب في الرسالة التي كتبها بخط يده وأرسلها عبر وسيط، فإن الملفات يمكن أن تساعد النظام على قلب ملف الكيماوي في سوريا كاملاً لصالحه.
ولفت إلى أن طلاس نعى عبر فيسبوك مدير البحوث العلمية في مصياف عزيز إسبر الذي قُتل عام 2018، حتى يوصل رسالة للنظام أنه كان على علم بخطط عمليات الاغتيال لقوائم البحوث العلمية ولم يأخذ عرضه على محمل الجد.
وأوضح أن الأمريكيين طلبوا من 3 جهات جمع عينات حول هجوم خان شيخون الكيماوي، إحداها كان فراس طلاس، الذي تواصل مع أشخاص في الداخل جمعوا عينات وأرسلوها له.
وأشار إلى أن طلاس قبض حينها على هذه المهمة 100 ألف دولار أمريكي، ولم يرسل منها أي مبلغ للأشخاص الذين ساعدوه في الداخل، بل عاتبهم بأن ما قاموا به عمل ثوري، وذلك بعد أن طلبوا مبلغ 3000 دولار كأجور للتصوير وجمع العينات ونقلها.
التواصل مع الروس
وبعد أن رفض النظام عرض طلاس، توجّه الأخير إلى الروس، وأرسل رسالة إلى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أخبره فيها عن كونه رجل أعمال وابن صديق الروس مصطفى طلاس وشقيق العميد مناف طلاس.
وتضمنت رسالته شرحاً عن تيار "الوعد" الذي أنشأه مع سوريين في الداخل وفي تركيا وأوروبا، وأنه حان الوقت لجمع السوريين مع بعضهم البعض، على أن يكون ذلك مدعوماً بعلاقات قوية مع روسيا، إلا أنه لم يتلقّ أيّ رد من الروسي بحسب رقروقي.
وحول تصريحاته في التحقيق الاستقصائي الذي نشرته قناة الجزيرة وحذفته لاحقاً، قال رقروقي إن فراس طلاس مدان عند الأمريكيين والفرنسيين بالتعامل مع داعش والنصرة في عمل شركة "لافارج" للإسمنت في سوريا، حتى أنه عمل لصالح الصين والموساد أيضاً.
واعتبر أنّه صرّح بذلك لتبرئة نفسه من تهم دعم الإرهاب، وحتى يصبح "ترند" على السوشيال الميديا، وليبعث برسالة إلى من تعاون معهم في الداخل السوري سابقاً وللمخابرات الغربية أنه ما زال موجوداً، خاصة أنه بصدد تأسيس حزب جديد ويحتاج إلى تمويل.
"مصنع الجواسيس"
وكانت تحقيق استقصائي بعنوان "مصنع الجواسيس" نشرته قناة "الجزيرة" قبل أن تحذفه لاحقاً قد كشف عن عمل شركة "لافارج" (Lafarge) الفرنسية للإسمنت لصالح المخابرات الفرنسية والغربية للتجسّس على تنظيم داعش.
ومن بين أسماء الجواسيس الذي عملوا لصالح المخابرات الفرنسية كان فراس طلاس الذي يملك أسهماً في المصنع قبل أن يهرب إلى باريس مع بداية الحرب بمباركة من السلطات الفرنسية.
ووفق الفيلم فإن لطلاس علاقات مميزة مع الاستخبارات الفرنسية حيث كان يسرّب المعلومات عن كل الفصائل السورية المسلّحة والمقاتلين الفرنسيين لدبلوماسي فرنسي في القنصلية الفرنسية بدبي.
كما إنه حصل على أسماء وأرقام هواتف مقابل الأموال التي يدفعها عند نقاط التفتيش، وتمكّن من اختراق معاقل التنظيمات المسيطِرة هناك، واعترف في شهادته بأنّ لديه رجالاً في كل الأراضي السورية يبعثون له المعلومات كل يوم، وأنه أرسل نسخاً كثيرة من الفيديوهات لصالح المخابرات الخارجية الفرنسية، وذلك مقابل 70 ألف دولار كل شهر يدفع منها لعملائه داخل سوريا.
التعليقات (7)